إعادة تداول لفضيحة مدوية كشفها الأمير طلال عن والده الملك عبد العزيز تزامنا مع سياسات ابن سلمان المتهورة
التغيير
أعاد ناشطون تداول مقطع فيديو قديم للأمير السعودي الراحل “طلال بن عبد العزيز” نجل الملك عبد العزيز مؤسس مملكة آل سعود، يتحدث فيه عن علاقة والده بدولة بريطانيا، وحيثيات “الراتب” الذي كان يتلقاه من السلطات البريطانية وذلك تزامنا مع تصرفات حفيده المتهور ابن سلمان والتي تنذر بالقضاء على أسرة آل سعود وإنهاء نفوذها.
وقال الأمير السعودي في حديثه القديم المسجل مع الإعلامي “احمد منصور” عبر قناة “الجزيرة” حول الراتب الذي تقدمه بريطانيا لوالده: “معقول الإنجليز يعطوا راتب في ذلك الوقت لوجه الله، لا، هما يعطوه لغرض في نفس يعقوب لا شك في ذلك”.
وتابع: “المهم متلقي هذا العطاء، كيف يفسره وكيف يستعمله وماذا يقدم مقابله، وأعتقد لأن البلد كانت فقيرة، وكانت تعاني من جفاف هائل وشمساً محرقة، حرقت حتى السماد العضوي الذي ينبت من الأشجار، وأصبحت خالية حتى من آثار الحضارة، وكانت فقيرة وتعيش على المساعدات”.
وأثار حديث الأمير السعودي الراحل ردود أفعال عديدة من قبل المتفاعلين عبر مواقع التواصل، والذين اعتبروا بأن عبد العزيز بالأساس هو موظف لدى الدولة البريطانية، ينفذ سياسات استعمارية في المنطقة، وهذا هو الهدف الذي دعمته بريطانيا من أجله.
ونشر الإعلامي محمود رفعت مقطع الفيديو الخاص بالأمير السعودي وعلّق ما نصه عبر تغريدة له بتويتر: “الأمير طلال بن عبد العزيز يقول بريطانيا كانت تمنح والده مؤسس مملكة آل سعود راتب كموظف ينفذ أوامرها بالمنطقة”.
وتابع: “لا تستغربوا فطلال كان عروبياً حراَ، ترك كل القصور وعاش لاجئاً سياسياً 10 سنوات بمصر، ثم دعمته ليضم الحجاز ويبتلع من اليمن عير ونجران”.
وفي ذلك قال أحد المغردين: “لأنهم يريدون حماية مستعمراتهم بالخليج، وليس حباً ولا كرماً”.
والأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود هو الابن الثامن عشر للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأول وزير مواصلات في المملكة، ثم وزيراَ للمالية، ثم سفير في فرنسا، وتوفي في ديسمبر من العام 2018.
ويشار إلى أنه حين قامت الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914، كانت مكانة عبد العزيز آل سعود تزداد في نظر السياسة البريطانية التي بحثت عن حلفاء تستند إليهم في معركتها القادمة أمام الألمان والعثمانيين، لا سيما في الجزيرة العربية، وبعدما كانت سياستها الماضية تقتضي الابتعاد عن عمق الجزيرة العربية والحفاظ على مصالحها على ساحل الخليج العربي من الكويت شمالا إلى عُمان جنوبا، سارعت بريطانيا إلى إعادة الاتصال بعبد العزيز آل سعود من خلال صديقه الكابتن شكسبير، وكان هذا الاتصال الجديد ميلاد تحالف لا تزال آثاره واضحة إلى اليوم.
وبالفعل تم استدعاء شكسبير ضابط الاتصال البريطاني مرة أخرى بعدما قدم طلبا للتقاعد، وعاد شكسبير متقدا حماسة للاتصال بابن سعود، وكان هدف البريطانيين من التحالف مع ابن سعود كما تشير المصادر “أن يشل صنيعة الأتراك أمير حائل (ابن الرشيد) الذي يُهدّد جناح الجيش البريطاني في جنوب وادي الرافدين”.
وتمكّن شكسبير من الاتصال بعبد العزيز واللقاء به قرب الزلفى في نجد لوضع الخطوط العامة لاتفاقية مهمة وفاصلة بين الجانبين قبل معركة جراب التي وقعت بين ابن سعود وابن رشيد والتي قُتل فيها شكسبير في يناير 1915، بعدما قضى الرجل خمس سنوات من عُمره في تعريف السياسة البريطانية بابن سعود، وأهميته التي كانت تتأكد يوما بعد يوم في خدمة المصالح البريطانية.
ارسال التعليق