ابن سلمان استعان بـ16 شركة أمريكية لتنظيف صورته بعد قتل خاشقجي
قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، تمكن من إصلاح “آلة التأثير” في الولايات المتحدة. عقب تورطه في الجريمة البشعة بقتل الصحفي جمال خاشقجي .
وتابعت المجلة في مقال نشره الصحافي ماركوس بارام، إن قرار إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن. وقف صفقات السلاح المبرمة بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، ولو بشكل مؤقت، يدلل على أهمية جماعات الضغط وتأثيرها.
وأضاف موضحاً أن كثيراً من شركات “اللوبي” في الولايات المتحدة، قررت وقف التعامل مع السعودية، عقب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عام 2018.
الجريمة التي دفعت الكثير من المؤثرين الأمريكيين إلى الابتعاد عن الأنظمة الدموية وعدم التورط بعلاقات مع السعودية.
وبعد عامين من الجريمة النكراء، تمكنت الرياض من إصلاح “آلة التأثير” تلك في الولايات المتحدة، مستخدمة أكثر من 16 شركة لوبي. كي تساعد في تقوية العلاقات التجارية الأمريكية السعودية.
وركزت المملكة خلال الأشهر التي تلت انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، على الشركات ذات العلاقة مع الحزب الديمقراطي. على أمل تأثيرها على سياسة الرئيس الأمريكي بايدن.
الأمر الذي كشفت عنه عدة سجلات مقدمة لوزارة العدل الأمريكية، بناءً على قانون تمثيل العملاء الأجانب.
ويرى الكاتب الأمريكي “بارام” أن هذه المحاولات والجهود ستصبح مهمة في فترة رئاسة بايدن. والذي قررت إدارته الأربعاء إيقاف صفقات السلاح للمملكة وإعادة النظر فيها، وفق ما قالت صحيفة وول ستريت جورنال.
وتعتبر السعودية زبون جديد لبعض الشركات، وأيضاً زبون عائد لشركات مؤثرة مثل “إدلمان”.
وتمكن العديد من العملاء الأجانب الذي تمت الاستعانة بهم بالمساهمة بالضغط نيابة عن المصالح السعودية. بمليوني دولار في تبرعات سياسية لمرشحين فدراليين بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب وجوزيف بايدن.
كما استمرت السعودية في الأشهر التي أعقبت انتخابات الرئاسة 2020 بالتركيز على الشركات ذات العلاقة مع الحزب الديمقراطي. على أمل تأثيرها على سياسة إدارة بايدن.
ومن جهته أطلق الرئيس الأمريكي الجديد تعهدات بالتشدد مع السعودية أكثر من ترامب، الذي تباهى بأنه حمى ولي العهد محمد بن سلمان. من ملاحقة الكونغرس بعد جريمة قتل جمال خاشقجي.
وأبرمت شركة “إدلمان” التي تدعم في تبرعاتها السياسية المرشحين الديمقراطيين، نهاية شهر نوفمبر الماضي، عقداً قيمته 225 ألف دولار. من أجل توفير خدمات الاتصال إلى مدينة نيوم السعودية، البالغ موازنتها نصف تريليون دولار.
وكانت مدينة نيوم هي مكان لقاء تم قبل فترة بين محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحضور وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.
وخلال العام المنصرم 2020، استعانت شركة الصناعات الأساسية السعودية (سابك) المملوكة من الدولة بإدلمان. لتقديم اتصالات استراتيجية في عقد بـ 5.6 مليون دولار، إلا أن الرياض وقعت عقودا مع شركات ينظر إليها كقريبة من الحزب الجمهوري.
حيث أنه وقبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي عقدت في تشرين الثاني/نوفمبر وقعت السفارة السعودية في واشنطن عقدا بـ 75 ألف دولارا. مع شركة “أوف هيل ستراتيجيز”، والتي يديرها زوجان معروفان بتاريخ من السياسة المحافظة، للقيام بمهام لوبي نيابة عنها خلال كانون الثاني/يناير 2021.
ومن ناحيتها أكدت المستشارة جينفر بيرد، قيام الشركة بتوقيع العقد، إلا أنها رفضت المناقشة في طبيعة العمل.
وعقب بن فريمان على مبادرة شفافية التأثير الأجنبي في المركز الدولي للسياسة. إن “السعوديين بحاجة للحفاظ على تأثيرهم داخل الحزب الجمهوري في مرحلة ما بعد ترامب. على أمل مساعدة الجمهوريين في عرقلة أي قرارات تضر بهم، مثل الحظر على مبيعات السلاح أو سحب القوات من اليمن”.
ويقول كاتب المقال في المجلة الأمريكية، إن الكثير من الشركات التي قطعت علاقاتها مع السعودية بعد مقتل خاشقجي. استأنفت بهدوء علاقاتها مع المملكة.
ومن ضمن تلك الشركات شركة ريتشارد هولت، الذي نصحت شركته الجمهوريين، وله تاريخ طويل في اللوبي بوول ستريت. وعمل هولت على المساعدة في تحسين صورة الجمهوريين أثناء الركود المالية في الفترة ما بين 2008- 2009 وأزمة التوفير والقروض في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.
وعملت السعودية طوال الفترة التالية لمقتل خاشقجي على تنظيف السمعة ودفع الصحف لنشر مقالات. رأي أعدها المتحدث باسم السفارة السعودية وديل روزفلت. حفيد الرئيس السابق فرانكلين روزفلت والذي يدير المجلس التجاري الأمريكي السعودي.
وكانت شركة سكواير بيتون بوغز، من الشركات الشهيرة التي دُفع لها مليون ومئتي ألف دولار. من مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي السعودي. بين العامين 2019 و2020، للقيام بعمل قليل.
وقالت الشركة في السجلات المقدمة للوزارة إنه “لا توجد هناك نشاطات للإبلاغ عنها وتمت نيابة عن العميل الأجنبي في الفترة المبلغ عنها”.
وعلق فريمان على الأمر قائلاً “بعد مقتل خاشقجي سادت فكرة عن اختفاء اللوبي السعودي، هذا ليس صحيحا، وما شاهدناه. هو أنهم ضاعفوا جهودهم وقدموا المال لمراكز الأبحاث والجامعات الأمريكية والمساعدة في تنظيف سمعتهم”.
ولاحظ فريمان أن الرياض بعد ثلاثة أشهر من مقتل خاشقجي، قامت بالاستعانة بالشركة المتعددة كيوأوفاريس وبعقد بلغت قيمته 10 ملايين دولار. لتحسين صورتها وسمعتها، وذلك بحسب السجلات المقدمة لوزارة العدل.
وكانت شركة “أل أس2 غروب” ومقرها في دي موين، من ضمن الشركات العاملة نيابة عن المملكة والأكثر نشاطا في إيوا.
وتواصلت الشركة مع ممثلي البلدة الصغيرة المنتخبين والتجار والصحف مثل “تيمبر” و “ليك توبيك” و “بلاك هيل بيونير” والمؤثرين الدينيين. بمن فيهم ليبي باركر وتحالف إيوا الديني والحرية، وفق ما كشفت عنه السجلات المقدمة لوزارة العدل.
وكانت الجهود كلها منصبة بشكل كامل على تنظيف سمعة المملكة. والدفع بالصحف من أجل نشر مقالات رأي قام بإعدادها المتحدث باسم سفارة السعودية وديل روزفلت، حفيد الرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت.
وفي نفس السياق قال علي العليمي، مدير مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية، ومقره الولايات المتحدت تعليقاً على الموضوع.: ” يعتقدون أنهم يستطيعون الخروج للريف والمناطق المحافظة وتوزيع الأموال ولكنهم يفقدون النوايا الحسنة”.
وتمكن شركات اللوبي تلك من المساهمة في التركيز على قمة العشرين، التي تم عقدها في المملكة.
وأكدت أيضاً على فكرة تقوية عنصر المرأة كموضوع أساسي فيها.
وبعد أيام قليلة من انتهاء فصول القمة، قامت المملكة بتقديم الناشطة النسوية لُجين الهذلول للمحاكمة، وتم الحكم عليها في ديسمبر الماضي 2020. بالسجن خمسة أعوام وثمانية أشهر مع الشغل والنفاذ.
ارسال التعليق