الاعلام السعودي يصوّب سهامه نحو لبنان.. ويهين وزير خارجيته
يوماً بعد آخر يزداد الحقد السعودي على لبنان دولة وشعباً، ويتظهّر خطابات فوقية في صحافة الرياض حيال بيروت. صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية لم تتوانى عن توجيه اهانة الى وزير خارجية ما يفترض أنها "دولة لبنان الشقيق"، جبران باسيل، واصفة اياه بأنه "غير سليم العقل".
وفي مقال (بتاريخ 20 تشرين أول / أكتوبر 2017) تحت عنوان "الإسقاطات الكبرى في زمن التحولات الكبرى!" لرضوان السيد، زعمت الصحيفة أن "الاسقاطات والسقوطات" تكاثرت في "سياسات لبنان الداخلية والخارجية، في زمن التحولات الكبرى في المنطقة"، مهاجمةً موقف لبنان بالتصويت الى جانب دولة قطر في اليونيسكو.
المقال أعاد استرجاع شريط الغيط السعودي من موقف لبنان الرسمي، فذكّر بـ"موقف رئيس الجمهورية خلال زيارته لمصر، وهو الموقف الذي تكرر بصيغة أُخرى في كلامه أمام الأمم المتحدة.
قال الرئيس إنّ لبنان محتاج إلى الحزب (حزب الله) وقواته في جنوب لبنان، لأنّ الجيش لا يزال ضعيفاً"، معتبراً أن "الفضيحة الأُخرى والأكبر فهي ما جرى فيما صار يُعرف بحرب الجرود"، متهماً وزير "رئيس الجمهورية وصهره" بـ "حملة الشعواء على اللاجئين السوريين".
وتابع المقال انتقاداته الفوقية لسياسة لبنان، فتحدّث عن إخراج "سيئ" لزيارة وزيري "حزب الله" وحركة أمل واعتراض "خجول" على لقاء المعلّم - باسيل"، مضيفاً "لذلك ليس غريباً أن تقتصر فضائل وزير الخارجية اللبناني على دفع اللبنانيين إلى الكراهية". المقال اختتم بعبارة تكشف عن بعض ما ينضح به "الاناء السعودي"، بالقول إن وزير الخارجية اللبناني هو "رجل غير سليم العقل".
سهام السعودية أصابت في بعض جوانبها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. فكتبت صحيفة "الحياة" السعودية في مقال تحت عنوان لبنان "غير المحبط" لحسام عيتاني "تأكيد رئيس الوزراء سعد الحريري "على مسؤوليته" أن أهل السنّة في لبنان ليسوا محبطين، لا يخرج عن سياق الكلام التعبوي قبل أشهر من الانتخابات ووسط شعور شامل بالخيبة حيال السنة الأولى من عهد الرئيس ميشال عون وحكومة الحريري. الفشل العام هو العنوان الوحيد للعام المنصرم، يعبّر عن الفشل هذا، استمرار العجز عن علاج الأزمات المتراكمة، في السياسة كما في الاقتصاد، منذ اغتيال رفيق الحريري ودخول لبنان نفق أزمة كيانية هي الأعقد والأصعب منذ نهاية الحرب الأهلية".
استهدف المقال الايحاء بفشل العهد الحالي في لبنان غير مستثني هذه المرّة الحكومة من هجومه، وتابع "بيد أن الكلام الانتخابي النافي الإحباطَ السنّي لا يحمل همّ شرح بواعث الأمل أو التفاؤل أو الآفاق المفتوحة والمضيئة، للبنانيين وللسنّة من بينهم خصوصاً. خلال العام الأول من رئاسة عون وحكومة الحريري، لم يتحسن مؤشر واحد في أي من مجالات الحياة العامة. الأرقام التي تنشرها المؤسسات الدولية في تقاريرها، تجمع على تدهور وضع لبنان عما كان عليه في أعوام قريبة ماضية".
فريق "14 آذار" - أو ما تبقى منه - لم يعد على ما يبدو يلبي خدمات السعودية بشكل كاف في لبنان، فقد نال بدوره أيضاَ بعضاً من الهجوم. وكتب وليد شقير في الصحيفة عينها تحت عنوان "انها المحكمة يا عزيزي": "فريق 8 آذار، الذي أوقع لبنان وماليته العامة في شرنقة من التعقيدات القانونية والدستورية الملتبسة، ما أدى إلى فلتان الحبل على غاربه طوال سنوات، كان شريكه الأساسي "التيار الوطني الحر" ومؤسسه الرئيس الحالي ميشال عون. لكن الرئيس اللبناني وحلفاءه يحتاجون إلى "إنجاز" إقرار الموازنة، ويريد لعهده أن يوصم بأنه أعاد الانتظام إلى المالية العامة. وما كان مخالفة دستورية بإقرار الموازنة بلا قطع حساب سابقاً، بات مخرجه السياسي "تأجيل" الخطوة، وهو ما دفع فرقاء إلى التمسك بالدستور".
ارسال التعليق