التايمز: على بريطانيا وقف عار بيع الأسلحة لآل سعود
التغيير
دعا الكاتب الصحفي "فيليب كولنز" الحكومة البريطانية إلى التوقف عن "عار تجارة الأسلحة القذرة" مع مملكة آل سعود، واصفا المبررات التي ساقتها وزيرة التجارة الدولية "ليز تراس"، الأسبوع الماضي، لقرار استئناف صادرات السلاح للمملكة بأنها "غير أخلاقية".
جاء ذلك في مقال نشره "كولنز" بصحيفة "التايمز" البريطانية، تعليقا على وصف "تراس" لآثار استخدام آل سعود الأسلحة البريطانية في حرب اليمن بأنها "حوادث محدودة".
وذكر المقال أن "هذه الحوادث كانت معزولة جدا لدرجة أنه من الواضح أنه لا بأس الآن لبريطانيا أن تستأنف منح تراخيص تصدير الأسلحة للسعوديين".
واعتبر أنه من السذاجة أن "نغض الطرف عن كيفية استخدام هذه الأسلحة"، خاصة أن الحرب المروعة في اليمن تمخضت عن آلاف الضحايا.
ولفت "كولنز" إلى أن الأمم المتحدة وصفت الوضع في اليمن بأنه "أسوأ كارثة إنسانية من فعل البشر".
وأضاف أن مملكة آل سعود سوق كبيرة للأسلحة البريطانية؛ حيث تشتري أكثر من نصف الأسلحة المصدرة، وأنه ما بين أبريل/نيسان 2015 ومارس/آذار 2018 رخصت الحكومة بيع معدات عسكرية لمملكة آل سعود بما لا يقل عن 4.7 مليار دولار و860 مليونا أخرى لحلفائها في المنطقة.
وعن حجج المؤيدين لتصدير السلاح البريطاني لمملكة آل سعود، ذكر المقال أن "هناك دائما حجتين تستخدمان من الذين يسمون أنفسهم الواقعيين في تجارة السلاح؛ الأولى اقتصادية والثانية واقعية. وكلاهما غير مقنع".
الحجة الأولى تتعلق بأن اللحظة الحالية ليست مثالية لاقتراح إغلاق قطاع صناعي، رغم أن حوالي 0.2% فقط من القوة العاملة البريطانية تعمل في تصنيع الأسلحة للتصدير.
كما أن تجارة الأسلحة تمثل 1.5% من مجموع الصادرات البريطانية، وحتى هذه النسبة القليلة تحتاج إلى 5 ملايين جنيه إسترليني من الدعم الحكومي سنويا؛ وبالتالي فهي تجارة "نستطيع أن نتدبر أمورنا دونها"، حسب رأي "كولنز".
وأضاف: "ليس خارج إمكانياتنا أن ننشئ خططا لخلق وظائف بهدف تقليل الضرر على من ستتأثر وظائفهم من وقف هذه التجارة. أنا لست متحمسا لأن يفقد أحد عمله، لكن على المستوى القومي هذه التجارة ليست ضرورية".
أما الحجة الثانية فهي رد "الواقعيين" بأنه حتى لو قررت بريطانيا أن تتخلى عن المنافع الاقتصادية من بيع الأسلحة، فإن الآخرين لن ينضموا إليها في موقفها الأخلاقي العالي، وستنتقل التجارة ببساطة إلى أمريكا أو الصين أو روسيا، ولن يكون هناك تقدم أخلاقي في العالم لمجرد التوقف عن إمداد مملكة آل سعود بالأسلحة.
ويفند الكاتب ذلك بالقول: "ليس عندي شك بصحة هذا، لكن ما الضير؟ فأنا لا أحاول أن أجعل كل العالم يغني أغنية إيماجين (لجون لينون حول السلام)، لكني أقترح أنه يجب على بريطانيا أن تكون بأفضل ما تستطيع أن تكون عليه".
وشدد "كولنز" على أنه "إن كان بيع الأسلحة للاستخدام ضد المدنيين في اليمن خطأ، فإنه لا يصبح صحيحا إن كانت هناك دولة أخرى لديها الاستعداد لأن تفعل ذلك".
ارسال التعليق