الخلافات بين القحطاني والعساكر تهدد بتصفية مؤسسة سماءات
التغيير
اشتدت الخلافات بين مستشاري محمد بن سلمان، وباتت مكشوفة للرأي العام.
وتعكس تلك الخلافات خفايا صراع نفوذ تتصاعد وتيرته بين كل من بدر العساكر وسعود القحطاني وكلاهما من بطانة بن سلمان.
وفي تطور جديد، كشف حساب “العهد الجديد” النقاب عن تطورات جديدة تخص الجاسوس أحمد الجبرين المتهم مع آخرين باختراق “تويتر”.
وقال العهد الجديد في تغريدة عبر “تويتر” إن أحمد الجبرين المتورط بقضايا تجسس في “تويتر” ترك شركته (سماءات) الخاضعة تحت إدارة بدر العساكر.
وذكر أن الجبرين انتقل للعمل مع المستشار سعود القحطاني في مكتبه بالديوان الملكي (والذى كلف مؤخرا بمهام العساكر السابقة ومنها إعادة تشكل الذباب الإلكتروني).
وذكر “العهد الجديد” أن شركة (سماءات) أصبحت في مراحلها الأخيرة وتسريحها لـ 35 موظف من كادرها.
وتابع: وقد كان الجبرين قد انهار نفسياً بعد قضيته في أمريكا، واتصل على بدر العساكر وقال له كيف سيكون مصيري؟ لن أستطيع السفر إلى الخارج، انتهى مستقبلي!
ورد العساكر آنذاك وقال له: انتظر الموضوع مسألة وقت وسيحل.
وكان موقع “تويتر” أوقفَ حساب أحمد الجبرين المعروف أيضاً بـ”أحمد المطيري”، وحساب شركة “سماءات” بعد تورّطه في فضيحة جواسيس محمد بن سلمان داخل الشركة.
صراع نفوذ
وكشفت مصادر مطلعة لـ”التغيير” مؤخرا عن خفايا صراع نفوذ تتصاعد وتيرته بين كل من العساكر و القحطاني.
وذكرت المصادر أن حالة ارتباك شديد وصدامات يومية تسود عمل الديوان الملكي بفعل الصراع والتنافس بين العساكر والقحطاني.
ومحاولة كل منهما الإمساك بمقاليد السيطرة على حساب الأخر.
وأوضحت المصادر أن العساكر والقحطاني ينظر كل منهما للأخر بعداء وحقد شديدين ويكيدان لبعضهما للتفرد في دائرة القرار في دائرة بن سلمان.
وكذلك الفوز بصلاحيات أكبر وهو ما يؤثر سلبا على آليات صنع القرار وتنفيذه.
ودفع ذلك إلى صراع نفوذ بين جناحين: جناح القحطاني وجناح العساكر؛ إذ إنّ الذين يعملون تحت إمرة الأول لا يمكنهم العمل مع الثاني إلا إذا طلبهم بن سلمان بالاسم.
وعلى الرغم من أنّ القحطاني كان عضواً في مؤسسات محمد بن سلمان الخيرية التي يشرف عليها العساكر بنفسه.
ويشغل بدر العساكر منصب مدير المكتب الخاص لمحمد بن سلمان للشؤون الخاصة ومدير مؤسسة مسك وسماءات التابعات مباشرة لبن سلمان.
جرائم متتالية
أما القحطاني فإنه يعد من أشد المقربين من بن سلمان وتم الكشف مؤخرا عن عودته لممارسة مهامه من داخل مكتبه بالديوان الملكي بعد تواريه عن الأنظار وعمله عن بُعد لعدة شهور طويلة.
وبحسب المصادر فإن القحطاني يتهم العساكر بالمساهمة في تشويه سمعته والتحريض عليه خلال إبعاده عن عمله.
وذلك بعد تورطه بشكل مباشر في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول التركية مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.
وكان القحطاني، المتهم بإدارة جريمة عملية اغتيال خاشقجي أُعفي من مهامه كمستشار للديوان الملكي بعد الجريمة.
وتوارى القحطاني عن الأنظار بعد إعفائه من مهامه، لكن النيابة العامة أصدرت قرار تبرئته من عملية الاغتيال، أواخر 2019، ما جعله يحاول العودة مجددا إلى الصفوف الأمامية.
كما أن القحطاني ثبت وقوفه وراء العديد من جرائم التعذيب بحق الناشطات المعتقلات بالسجون ، وتهديده إياهن بالاغتصاب.
وتأسيس الجيش الإلكتروني (الذباب الإلكتروني) لممارسة حملة تشويه ممنهجة ضد معارضي نظام آل سعود على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان العساكر من أشد المحرضين على إبعاد القحطاني نهائيا عن المشهد ودوائر صنع القرار بدعوى تحسين سمعة صورة بن سلمان.
غير أن فضيحة تجسس المملكة على حسابات معارضة ومناوئة للرياض في موقع “تويتر”، والتي كان بطلَها بدر العساكر.
وموظفان في شركة “تويتر” هما اللبناني الأميركي أحمد أبو عمو و علي آل زبارة، أعادت تسليط الضوء على العساكر وضرب الصورة التي سعى لأن يرسمها لنفسه في المشهد المحلي والعالمي.
وحاول العساكر تقديم نفسه إلى الإعلام الغربي وإلى المؤسسات المدنية ومجتمع ريادة الأعمال العالمي، كرجل متعلم ومتزن داخل دهاليز أروقة الحكم في نظام آل سعود.
لكن تبيّن أنّ العساكر تورّط في فضيحة تجسس تعدّ الأكبر في تاريخ البلاد، وساهمت في مزيد من تشويه صورة بن سلمان.
ارسال التعليق