الدور الديني يتهاوى في السعودية منذ استيلاء سلمان على العرش
قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط إن الدور الديني للسعودية تهاوى وتراجع منذ تولى الملك سلمان عرش بلاده، وعزّز ذلك ولي عهده.
وأوضح المعهد في تقريره أنه منذ أن أصبح سلمان ملكًا في عام 2015، وخاصة منذ أن أصبح ابنه المفضل، محمد بن سلمان البالغ من العمر ستة وثلاثين عامًا وليًا للعهد في عام 2017، كان الموضوع الأساسي للتغيير السياسي في البلاد هو “المزيد من القومية ودين أقل”.
وعلى سبيل المثال، يقول مراقبون إن ما تقوم به السلطات السعودية من ممارسات مثل الإعدامات لا علاقة له بالشريعة ولا بالدين، ودفاعها عن إعداماتها باسم الدفاع عن الأحكام الشرعية هو تبرير للقمع وللقتل باستغلال الدين.
وذكر المعهد أنه قد يكون الاحتفال الأول بيوم تأسيس المملكة، في 22 فبراير، مصحوباً بتغييرات مختلفة.
وبالتوازي مع هذا الاتجاه، كان السؤال هو متى يمكن للملك سلمان البالغ من العمر ستة وثمانين عامًا، والذي تتدهور صحته، أن يتخلى عن واحد على الأقل إن لم يكن أكثر من ألقابه الثلاثة الحالية: خادم الحرمين الشريفين في مكة والمدينة والملك ورئيس الوزراء، فيما يُدير محمد بن سلمان البلاد بالفعل على أساس يومي، على الرغم من استمرار والده في رئاسة الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء.
ولسنوات عديدة، وصف العلماء الأصول التاريخية للمملكة من حيث تحالف بين زعيم قبلي يدعى محمد بن سعود، الذي حكم المنطقة المحيطة ببلدة الدرعية في وسط الجزيرة العربية، وداعية إسلامي يُدعى محمد بن عبد الوهاب، كان قد لجأ عام 1745 بعد فراره من القرى المجاورة لدعوته إلى عقيدة إسلامية تنتقد الممارسات المحلية.
وبات الرجلان حليفيْن ووضعا سويًا خطة للدمج بين زعامة القبيلة والقتال اللتين تمتع بهما محمد بن سعود والفكر الديني لدى عبد الوهاب بهدف إعلان الجهاد وغزو شبه الجزيرة العربية وتطهيرها.
وتنامت هذه العلاقة عبر النسب بين القبيلتين الذي شمل اقتران محمد بن سعود بإحدى فتيات عبد الوهاب، واعتُبر هذا التحالف انطلاقةً لما غدا يُعرف بالدولة السعودية الأولى.
ولكن الآن، وبحسب مرسومٍ أصدره العاهل السعودي في 27 يناير، أُعلن عن تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727، أي قبل 18 سنة من فرار عبد الوهاب إلى مدينة الدرعية.
ويشير عام 1727 إلى تاريخ تولي محمد بن سعود الزعامة المحلية بعد وفاة والده سعود بن محمد. ونشرت الصحيفة السعودية اليومية “عرب نيوز” الصادرة باللغة الإنكليزية في 31 كانون الثاني/يناير، مقالاً وصَف الأبحاث الموسَّعة التي أجراها المؤرخون السعوديون لدعم أهمية التاريخ الجديد.
ويصف المقال الدرعية، التي أصبحت الآن موقعاً تاريخياً في الطرف الشمالي الغربي للعاصمة السعودية الحديثة، الرياض، على أنها كانت آنذاك مدينة – دولة بحدّ ذاتها، ويقول إن محمد بن سعود كان مصمماً على تحويلها إلى أمة – دولة و”إحلال السلام والوحدة في شبه الجزيرة العربية الأوسع نطاقاً.
ارسال التعليق