السعودية عازمة على دق إسفين بين باكستان وإيران
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن السعودية عازمة على "دق إسفين" بين باكستان وإيران، وذلك بعد تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة عادل الجبير، عندما اتهم إيران بأنها الراعي الرسمي للإرهاب.
وترى الصحيفة الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أنه خلال مراحل الصراع بين الرياض وطهران سلكت إسلام آباد مسلكاً وسطاً، لكونها لا تريد خسارة علاقاتها مع إيران، إضافة إلى أنها مركز قوى إقليمي بالنسبة لها. وتؤكد الصحيفة أن الرياض بدت عازمة هذه المرة على "دق إسفين" بين باكستان وطهران، من خلال تصريحات الجبير التي تأتي متزامنة مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باكستان، والتي تعهد فيها باستثمار 20 مليار دولار، وهو ضعف الرقم الذي كان متوقعاً.
ورأت أن هذا المبلغ المالي الكبير غير ملزم للسعودية، لذلك ستجري عملية مراقبة خلال الفترة المقبلة، لمعرفة مدى جدية الرياض في دعم "إسلام آباد".
أستاذ العلوم السياسية فاروق سليم يؤكد أن التعهدات السعودية لباكستان لا تبعث على الثقة على ما يبدو مع إسلام آباد، كما لن يكون للاستثمارات السعودية أي تأثير ملحوظ على باكستان، لكون الأرقام التي أُعلنت تدور حول مصفاة النفط بشكل أساسي.
واستهل بن سلمان جولته الآسيوية من باكستان في عقد سلسلة اجتماعات منفصلة مع رئيس الوزراء عمران خان ورئيس الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، في وقت عبَّر فيه قادة أمنيون باكستانيون عن توقعهم أن تكون الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات العسكرية التي تعرضت لضغوط خلال السنوات الأخيرة، وفق الصحيفة.
وتوضح الصحيفة أن تصريحات بن سلمان الدافئة عن باكستان، أشعرت الساسة هناك بنوع من الطمأنينة، خاصة أن الجميع يدرك عمق علاقة بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتُبين أن السعودية تسعى للاستفادة من القدرات العسكرية الباكستانية في إطار حربها المستمرة مع جماعة الحوثيين التي تدعمها إيران، خاصة أن الجيش السعودي غير مدرب بشكل جيد، بحسب "نيويورك تايمز". وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن السعودية في إطار سعيها لكسب وُد باكستان، أعلنت أنها ستفرج عن نحو 2100 باكستاني من سجون السعودية، حيث إن هذه القضية من القضايا الحساسة في إسلام آباد، إذ يعمل الآلاف من الباكستانيين داخل المملكة في ظروف سيئة، ويُحرمون حتى من الإجراءات الواجبة في نظام العدالة.
وتوضح الصحيفة أن بن سلمان خلال جولته الآسيوية، سيسعى لتعزيز العلاقات مع الصين والهند وباكستان، في وقت تتضاءل فيه علاقاته مع دول الغرب بعد قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر الماضي.
وتوجه بن سلمان إلى الهند، ليل أمس الاثنين، وسط تصاعد الخلاف الهندي-الباكستاني بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع في كشمير وأدى إلى مقتل 40 جندياً هندياً الأسبوع الماضي.
ارسال التعليق