الضياع في صحراء الربع الخالي.. رعب للسعوديين تحاربه جمعيات الإنقاذ
التغيير
بين حين وآخر يفجع السعوديون بحوادث فقد وموت لأشخاص في صحراء الربع الخالي؛ إما عطشاً، أو بسبب ارتفاع حرارة الشمس، مع عدم قدرتهم على التبليغ عن أماكنهم، أو الوصول إلى أقرب تجمع سكني، بسبب فقدهم للوقود.
ومع كل حادثة لفقد شخص أو عائلة في صحراء الربع الخالي، يبدو غيبات الجهات الحكومية واضحاً للعيان، وفي ظل هذا الوضع المُتأزم؛ تُسارع جمعيات البحث والإنقاذ الأهلية في مملكة آل سعود إلى القيام بدورها في العثور على المفقودين من خلال مجموعة من المتطوعين، وبعض المعدات المتوفرة لديهم، ومنها سيارات دفع رباعي.
وتشترك تلك الجمعيات مع حرس الحدود السعودي وجهاز الدفاع المدني، في العثور على المفقودين في الصحراء، حيث تنتشر في مملكة آل سعود عشرات الجمعيات المرخصة والمدربة على الإنقاذ.
وغالباً ما تستخدم الجهات الرسمية والأهلية في مملكة آل سعود الطائرات المختلفة، كالدرون، والشراعية، للبحث وإنقاذ المفقودين بالصحراء الرملية الأكبر في العالم.
وتعمل جمعيات البحث في مملكة آل سعود على تأهيل المجتمع على عمليات الإنقاذ الصحية، ووضع الخطط الخاصة بالأزمات والكوارث الطبيعية، ودعم فرق الإنقاذ التطوعية بالتوعية والتدريب، وإصدار الكتيبات والأفلام القصيرة حول التوعية، وإقامة المعارض التوعوية من الأخطار والكوارث الطبيعية والمدنية.
آخر المهام التي قامت بها جمعية أهلية في مملكة آل سعود، هي العثور على جثة مواطن سعودي توفي وهو ساجد في الصحراء بعد أقل من أسبوع على فقدانه، وفق وسائل إعلامية محلية.
وتمكنت جمعية "غوث" للتوعية والإنقاذ للبحث والإنقاذ، من العثور على جثة المواطن السعودي، بعد استخدام عدد من السيارات والطائرات الشراعية.
الجمعية عبر حسابها في موقع "تويتر"، وثقت اللحظات الأولى للعثور على المواطن بالصحراء إلى جانب سيارته.
وتعمل الجمعية، وهي من أبرز العاملين في مجال البحث، على إنقاذ المفقودين في الرمال والسيول، وكذلك البحث عنهم في الصحراء والبحر والأودية والسدود وإسعافات الطرق، إضافة إلى البحث عن الإبل المفقودة في الصحراء.
ويوجد في الجمعية قرابة 3803 أعضاء وغالبيتهم متطوعون، كما أنها حاصلة على الاعتماد من قبل 14 جهة محلية ودولية في مجال البحث والإنقاذ.
وأمام حالات الموت في الصحراء، يضع الدفاع المدني السعودي جملة من النصائح أمام السعوديين لتجنب الضياع، وأولها اقتناء وسائل متصلة بالأقمار الصناعية، والاستعانة بمرايا السيارة، وحرق الإطارات، وعدم مغادرة المكان.
ومن ضمن مجموعة عوامل أخرى، عدم تصديق شائعة أنه يمكن الاتصال بالطوارئ على الرقم 112 من دون وجود تغطية لشبكة الهاتف الجوال التي لا تتوفر غالباً خارج المدن وبعيداً عن الطرقات الرئيسية.
يمتلك فريق البحث والإنقاذ السعودي، وفق الموقع الإلكتروني للدفاع المدني، أفضل وأحدث المعدات والتجهيزات في مجال البحث والإنقاذ، وأبرزها الكلاب البوليسية للبحث عن المحتجزين والمحاصرين تحت الأنقاض والمطمورين تحت الطين وفي بطون الأودية، إذ تستطيع بما تتمتع به من حاسة شم قوية وتدريب فعّال، الوصول إليهم بسرعة واكتشافهم سواء كانوا أحياء أو أمواتاً.
أسطول جوي
مؤسس جمعية وفريق "غوث" للتوعية والإنقاذ، المشرف العام على الجمعية والقائد العام للفريق، منصور بن ناصر العاطفي، يؤكد أن فكرة غوث للبحث خرجت لتكون سنداً للجهات الحكومية في تقديم خدمات البحث في مختلف المجالات البرية والبحرية والجوية والجبلية.
ويعمل فريق غوث، على نقل وتنفيذ الإنقاذ التطوعي من الارتجالية إلى المؤسسية المنظمة ذات الشراكات المجتمعية والتأهيل العالي.
وغوث، كما يؤكد العاطفي، يعد أول فريق بحث وإنقاذ عربي يحترف ويعمل بنظام مؤسسي ويحمل 12 اعتماداً محلياً ودولياً، في مجال البحث والإنقاذ والتوعية والسلامة من الأخطار.
ولفريق غوث- حسب العاطفي- طاقة بشرية مؤهلة، وطاقة مادية متقدمة، ومعدات وأدوات، باستثمار أفضل الإمكانيات والوسائل الحديثة لتقديم خدمات البحث والإنقاذ، ومساندة الجهات الأمنية في مهامها.
ومن أبرز مهام الفريق، تلبية طلبات الإنقاذ والاستغاثة، إضافة إلى أنه يغطي مناطق المملكة الرئيسية، الوسطى، والشرقية، والغربية، والمنطقة الجنوبية، وبعض المحافظات المتفرعة منها، ولديه 1600 عضو.
واعتمد فريق غوث، كما يبين العاطفي، من وزارة الداخلية، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والدفاع المدني، والاتحاد السعودي للسيارات المعدلة، والاتحاد السعودي للرياضية الجوية، والاتحاد العربي للرياضة الجوية، ومنظمات دولية عديدة تبلغ 12 منظمة.
ويعد فريق غوث، حسب العاطفي، أول مجموعة عربية تستخدم الطيران الشراعي في الإنقاذ، حيث لديه أسطول جوي مكون من 54 طائرة، و12 قارباً ودراجة بحرية، و47 سيارة مخصصة للسيول والرمال، و6 مراكز للتدريب.
وفي قطاع التدريب، يؤكد قائد فريق غوث أنه يتوفر لديهم 80 مدرباً للرعاية الأولية للطوارئ، ومدربون في جميع المناطق الأساسية بمملكة آل سعود بمجموع يصل إلى 380 مدرباً، ومراكز تدريب للطيران الشراعي، والإسعافات الأولية، والغوص، إضافة إلى تأهيل المتطوعين بالبحث عن المفقودين خارج النطاق السكاني، والتوعية العامة.
أما أسباب الانقطاع بالصحراء، فهي نفاد الوقود، والوقوع في الرمال، لذا "لدينا إرشادات للتعلق والنجاة من تلك الحوادث، وضرورة وضع خطة قبل الدخول للصحراء، بمعنى أن تكون هناك أكثر من سيارة مجهزة بأجهزة تحديد المواقع، وكميات وفيرة من الغذاء والماء، وأشخاص ذوو خبرة".
ارسال التعليق