تقرير دولي يحذر دول الخليج العربية الحياة على أراضيها قد تكون مميتة
حذّر تقرير حديث، من أن جميع سكان البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة قد يكونون عرضة للحرارة الشديدة إذا استمرت درجة حرارة الكوكب في الارتفاع في السنوات المقبلة.
ونظرت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Sustainability، في بلدان مختلفة ومدى تعرضها لحرارة غير مسبوقة، مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ووجدت الدراسة أن 419 مليون شخص في 57 دولة عرضة لـ1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري في السنوات المقبلة، في حين أن 1.99 مليار شخص في 122 دولة معرضون لارتفاع درجة حرارة 2.7 درجة مئوية، وتحدث الآثار السلبية للاحتباس الحراري إذا تم تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية.
وأصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيراً قاتماً الأسبوع الماضي من أنه للمرة الأولى، من المرجح الآن أن تتجاوز درجات الحرارة العالمية عتبة باريس في السنوات الخمس المقبلة.
ووجدت الدراسة أنه في الشرق الأوسط والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، تبيّن أن 100٪ من أراضيها وسكانها معرضون لحرارة تهدد الحياة في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.7 درجة مئوية.
والإمارات العربية المتحدة معرضة للخطر بشكل خاص، حيث يتعرض أكثر من 80٪ من سكانها للحرارة الشديدة حتى في ظل سيناريو 1.5 درجة مئوية.
وقال أحد مؤلفي الدراسة، تشي شو، من كلية علوم الحياة بجامعة نانجينغ، في تصريحات لموقع المونيتور، إن هذه البلدان كانت أكثر عرضة للحرارة الشديدة بسبب مناخها الجاف وكثافة سكانها.
وأضاف: “مع ذلك، لا يمكننا القول إن دول الشرق الأوسط الأخرى آمنة أو محمية من حيث درجات الحرارة الشديدة.. على سبيل المثال، المملكة العربية السعودية لديها جزء كبير من الأرض مكشوف أيضًا”.
وستتعرض دول الشرق الأوسط بشكل عام لدرجات حرارة عالية، على الرغم من أن متوسط درجة الحرارة السنوية أقل بقليل من 29 درجة مئوية.
ومع ذلك، قال تشي إن إيران وإسرائيل لديهما درجات حرارة أقل من الدول الأخرى في المنطقة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التضاريس الجبلية للأولى ومناخها المتوسطي.
وحذر العالِم من أن الحرارة الشديدة يمكن أن تكون قاتلة، وتزيد من معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات، وخاصة بين الفئات العمرية الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والعاملين في الهواء الطلق.
وقال إن المجتمعات ستتعرض لخسائر اقتصادية فادحة وزيادة في عدم الاستقرار الاجتماعي، من بين الآثار السلبية الهامة الأخرى.
وقال تشي: “لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تكون محصنة ضد هذه الآثار، لكن العواقب قد تكون خاصة بكل بلد.. تحتاج إلى مزيد من الاستكشافات التفصيلية”.
وأضاف: “لا يمكننا أن نتوقع بالضبط ما هو الأسوأ، أو متى سيكون. لكن هناك فرصة جيدة لأن تتأثر درجات الحرارة الشديدة بزيادة الكثافة والتكرار والمدة من الآن فصاعدًا”.
وأوضح أن دول الشرق الأوسط قد تكون أولى الدول التي تتحمل مثل هذه الآثار.
وأشار تشي إلى إنه للمساعدة في تجنب أسوأ آثار تغير المناخ، يجب على كل دولة تنفيذ مساهماتها المحددة وطنياً لعام 2030؛ خطط العمل المناخية لخفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ.
وأضاف تشي: “يبدو التكيف المحلي من خلال تقنيات التبريد الداخلي والخارجي، على سبيل المثال، أمرًا ملحًا”.
ارسال التعليق