الاخبار
حجم التسلح السعودي ينبء عن مخاطر تواجه المنطقة
* جمال حسن
عدنا مرة اخرى نتصدر القوائم العالمية لكن ليس في مجال العلم والاقتصاد والتجارة والسياسة والعلاقات الدولية القائمة على أساس عدم التدخل في شؤون الاخرين، واحترام حقوق الانسان والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر وحقوق المرأة والتعايش السلمي بين السلطة والشعب؛ بل العكس من باب تصدرنا للارهاب وإبتياعنا للسلاح وبأحجام كبيرة تبلغ قيمتها عشرات مليارات الدولارات، لقتل الأبرياء العزل من الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنى التحتية لبلدان المنطقة مثل اليمن وسوريا والعراق تحت يافطة الدفاع عن أهل السنة تارة وإعادة الشرعية تارة اخرى أودعم رغبة الشعوب في الديمقراطية!!.
موقع "روترنت" الإسرائيلي كشف قبل أيام عن أكبر صفقة بيع طائرات من دون طيار (300 طائرة) من نوع "فينغ لونغ 2" بين الصين والسعودية، مشيراً الى أن الصفقة تمت خلال شهر فبراير الماضي وأن كل واحدة من هذه الطائرات لديها القدرة على حمل "حمولة هادفة" تزن 400 كلغم، وتصل الى ارتفاع 9000 متراً، وتستطيع البقاء في الجو نحو 32 ساعة متواصلة؛ ومصدر مجهول في وزارة الدفاع السعودية يكشف، أنّ مصنعا لتصنيع الطائرات في جنوب إفريقيا هو غطاء لصفقة سلاح كبيرة تم توقيعها مع الكيان الاسرائيلي بقيمة 6 مليارات دولار .
مصادر أمنية عربية تقول إن هذه الصفقة من الاسلحة الاسرائيلية الى السعودية هي ضمن ضغوط أمريكية كبيرة مورست على كلاً من الرياض ودبي لإعلان تحالف علني مع الكيان الاسرائيلي يضمّ (السعودية والإمارات ومصر والأردن وإسرائيل)، يكون مسرحه الجنوب السوري، هدفه المعلن طرد "داعش" من منطقة حوض اليرموك الذي يشهد حالياً معارك عنيفة بين المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة من الجهات ذاتها الأنباء تؤكد اكتساح الجيش السوري وحلفائه للساحة بشكل كبير؛ ليمتدّ عمل التحالف لاحقاً الى كامل الحدود السورية - العراقية وصولاً لمدينة الرّقة، بغية منع إيران من السّيطرة على الممرّات الجغرافية بين بغداد ودمشق، أو بالاحرى منعها ومحور المقاومة من الاقتراب من جبهة الجولان المحتل التي باتت تزعزع استقرار الكيان المحتل وتخلط أوراقه، وفق مراقبين.
حرية التعبير وما أدراك ما هي سم زعاف نخاف ليس منها بل حتى من طرحها أو بحثها في مواقع التواصل الاجتماعي وكل من يتطرق لها يحكم عليه بالسجن، أما حقوق الانسان والعدالة والمساواة وعدم تكفير الآخر جريمة لاتغتفر في المملكة ويحكم على المطالب بها بقطع الرأس حرابة تحت يافطة «الخروج على الولي» حتى لو كان فاسقاً أوظالماً!!، وما أكثر الشواهد حيث يرقد آلاف العلماء والنشطاء والمفكرين واساتدذة الجامعات من مختلف المذاهب والقبائل والمناطق لسنوات طويلة خلف جدران سجون آل سعود تحت الأرض .
مشتريات السعودية للأسلحة أرتفعت الى ثلاثة أضعاف على أقل تقدير، لتحتل الرياض المرتبة الأولى اقليمياً والثانية عالمياً في هذا المجال لا يعرف بعد أسباب شراء كل هذه الكميات الكبيرة من الأسلحة، وضد من ستوجه؟، خاصة وأن قواتها المسلحة غير قادرة على أستخدامها - وفقا شركتي IHS وبن موريس للاستشارات العسكرية .
الديمقراطية خروج عن السنة في الداخل السعودي- كما يصفها علماء بلاط آل سعود؛ لكنها جيدة لمن نرغب إسقاط حكمه مثل الحكومات المنتخبة في العراق وسوريا وباعتراف الأوساط الدولية، حالها حال ملفات حقوق الانسان التي يتشدق بها الغرب والقوى السلطوية ضد الدول المستقلة في المنطقة، في وقت نحتل نحن البحرين منذ خمس سنوات ونشن الحرب على اليمن منذ عامين، ردعاً لتسريها ونفوذها (الديمقراطية) للداخل السعودي خوفاً من فقدان السلطة وانهيار حكم الأسرة الواحدة وإنتهاء عقود نهب ثروات البلاد وجعل الفقر يعيث بأبناء المملكة الفساد .
البعض يرى الاتجاه السعودي نحو التحضير لاعتلاء محمد بن سلمان العرش في المملكة خاصة وأنه قدم الكثير الكثير للتاجر الأمريكي أبسطها أستثمارات بقيمة 200 مليار دولار، فيما الواقع هو السماح للحليف الأول التحكم بالثروة النفطية والأراضي السعودية، ما يعني أن نجل سلمان قدم أكثر بكثير مما قدمه أسلافه والذين أسماهم الرئيس الأمريكي ترامب «البقرة الحلوب»، فماذا ستكون تسميته هو في المستقبل؟ وهل ستكفي هذه التنازلات لتكون ضمان إعتلائه وبقائه في السلطة قبل أن تلتف عليه تنازلات خصمه محمد بن نايف وتسحب البساط من تحت قدميه في حال كانت ادسم.
يقول المراقبون للشأن السعودي أن موافقة محمد بن سلمان على استملاك الشركات الأميركية النفط والأراضي السعودية، قفزت بعيداً عما قدمه جدّه عبد العزيز للأميركيين النفط مقابل حماية ملكه وبقاء العرش بيد أبنائه؛ فالجدّ أبرم اتفاقية سرّية مع فرانكلين روزفيلت العام 1945؛ فيما الحفيد الأحمق والأرعن قدم كل ذلك على طبق من ذهب دون مقابل سوى الموافقة لاعتلاءه العرش دون غيره .
عقلية طائشة كهذه فشلت فشلاً ذريعاً في سياستها الاقليمة والاسلامية والعربية وباتت الدول والأنظمة حتى الحليفة منها التي كانت تلتزم بالأمس الصمت لانتهاكاتها الخطيرة في مجال حقوق الانسان في الداخل والاقليم وقتلها للأطفال في اليمن وسوريا والعراق والبحرين، لترفع صوتها اليوم مطالبة بمعاقبة النظام السعودي باعتباره الداعم الأول للارهاب؛ تختزن كل هذا الحجم الكبير من الاسلحة الحديثة والمتطورة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والروسية والصينية والأوروبية ومن أمريكا اللاتينية - حسب المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، لايكون الهدف منها سوى نوايا شيطانية خبيثة تسعى لاشعال فتيل حرب مدمرة تحرق المنطقة برمتها تكون شعوبها خاصة أبناء المملكة قرابينها وهم يتصدرون اليوم قوائم الانغماسين والالتحاق بالجماعات الارهابية، حسب مسؤول برنامج التسلح في المعهد اود فلورنت والباحث في شؤون الارهاب في المعهد نفسه بيتر ويزمان .
ارسال التعليق