سياسة محمد بن سلمان الفاشلة ستقود الى انقلاب جديد في السعودية
كشف مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن عدد من الأمراء السعوديين غير راضين عن قيام وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بخلع ابن عمه محمد بن نايف عن ولاية العهد، محذرة من انقلاب اخر قد يحدث في السعودية نتيجة فشل سياسية محمد بن سلمان على كافة الصعد.
واشار المركز الاسرائيلي، في تقرير أعده مسؤول قسم الخليج في المركز يوئيل جوزينسكي، الى أن التأييد الذي يحظى به محمد بن سلمان داخل العائلة المالكة ليس مطلقاً، فالمعارضة يمكن أن تنبثق من داخل الأسرة المالكة نفسها، من أولئك الذين ليسوا راضين عن صعوده، ومؤهلاته، وأسلوبه الإداري، وهو ما أدى إلى ظهور عدد غير قليل من الخصوم له داخل الأسرة المالكة.
غموض وضبابية في مستقبل الرياض
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن المركز الاسرائيلي، فأن احتكار بن سلمان عملياً السلطات الفعلية في المملكة، يكرس حالة من عدم اليقين والضبابية بشأن سياسات المملكة المستقبلية، مشيراً الى الطريقة التي تم بموجبها الإطاحة ببن نايف وعائلته المقربة حيث تم اعتقاله في القصر، واكد التقرير أن عدداً من الأمراء طالبوا خلال عام 2015 بالتغيير، في خطوة فسرت على أنها “عدم ثقة” بالملك ونجله.
خيبة امل شعبية في السعودية من محمد بن سلمان ومشاريعه
الى ذلك اعتبر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن خيبة الأمل واسعة تسود في أوساط السعوديين من ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان، نتيجة التطبيق المتعثر لما يسميها الأمير “رؤية 2030″، مشيراً إلى أن السعوديين ضاقوا ذرعاً بارتفاع الأسعار ومواجهة تبعات تقليص الدعم للسلع الأساسية، معتبراً أن خيبة الأمل تلك تهدد العقد الاجتماعي الذي يربط العائلة المالكة والجمهور السعودي والذي يقوم على التزام نظام الحكم الذي تديره العائلة بتمكين الشعب من التمتع بعوائد النفط مقابل ضمان تأييد الجمهور لهذا النظام.
ونوّه التقرير الاسرائيلي الى أن السعوديين ليس لديهم ثقة بمحمد بن سلمان خاصة بعد قيام الأمير بسلسة اجراءات تقشف وخصم في رواتب السعوديين و حقوقهم المالية، ولكنه قام في الوقت ذاته بشراء يخت بنصف مليار دولار، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من النقد على وسائل التواصل الاجتماعي.
تمرد المؤسسة الدينية على محمد بن سلمان
كذلك أشار التقرير الى احتمال حصول تمرد من داخل المؤسسة الدينية ضد ولي العهد الجديد محمد بن سلمان في حال طبق أجندة اجتماعية تتناقض مع التوجهات المتحفظة لهذه المؤسسة، ومن بينها الحد من سلطة هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” وافتتاح دور سينما في البلاد وهو ما لايروق للشيوخ السعوديين.
فشل محمد بن سلمان خارجياً
وفي الشؤون الخارجية فان سياسة محمد بن سلمان لا تقل فشلاً عن سياسته الداخلية، كما يرى التقرير، الذي نوّه الى أن محمد بن سلمان كان مسؤولاً عن العلاقات مع إدارة أوباما وهو الآن مسؤول عن تطوير العلاقات مع إدارة ترامب، مشيرا إلى التحذيرات التي أطلقتها أجهزة استخبارية غربية من تداعيات السياسات التي يمكن أن يتبناها محمد بن سلمان والتي تتجاوز الخط الحذر الذي تميزت به السياسة الخارجية للسعودية، مما يؤثر على استقرار المنطقة والاستقرار السياسي في السعودية.
واعتبر التقرير أن أكبر مظاهر الفشل في السياسة الخارجية التي اتبعها محمد بن سلمان، هو التدخل العسكري في اليمن، وأن هذا التدخل وصل إلى طريق مسدود، بعد عجز الرياض عن تحقيق أي من الأهداف الرئيسة التي وضعتها لنفسها، وتصاعد الانتقادات الدولية لجرائم الحرب التي ترتكبها الرياض في اليمن.
سياسة محمد بن سلمان اتجاه قطر وايران تهدد السعودية
واعتبر تقرير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن الحصار الذي فرضته السعودية على قطر عقد العلاقات الخارجية للرياض مع حلفائها، مشيرا إلى إمكانية أن تفشل حملة الحصار على قطر التي قادها محمد بن سلمان بفعل دعم قوى عالمية وإقليمية ووقوفها إلى جانب الدوحة، لا سيما تركيا وإيران، وهو ما سنعكس سلباً على صورة محمد بن سلمان.
وفي النهاية توقع التقرير أن تقوم الرياض في ظل حكم محمد بن سلمان بتعزيز علاقتها مع تل أبيب، واستمرار السياسة المتشددة اتجاه طهران، مما سيمثل تهديداً للسعودية نفسها.
ارسال التعليق