غزة تباد والرياض تحتفل وتغرق بين تعري وتحرش وخمر وحشيش
في الوقت الذي تشهد فيه غزة إبادة جماعية بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر منذ 23 يوما، وفي ظل احتشاد الملايين في الدول الاوروبية نصرة لها رغم البطش الرسمي، اختارت السعودية بقيادة محمد بن سلمان أن تكون في اتجاه آخر.
ورغم المآسي التي تعيشها غزة وحالة الغاضب وغليان الشارع العربي، أصرت السعودية المضي قدما في إطلاق موسم الرياض الترفيهي دون مراعاة لكل ما يحدث في فلسطين، بل ومهاجمة وانتقاد من يطالبها بتأجيل احتفالاتها.
وشهدت أولى ليالي “موسم الترفيه” بالعاصمة الرياض حفلا صاخبا حضره الآلاف من السعوديين والسعوديات، بشكل مختلط على الرغم من الفتاوى التي ظهرت مؤخرا لتحريم التظاهرات دعم لفلسطين لما يشوبها من اختلط بين الرجال والنساء.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل السعوديين والسعوديات مع المغنية السعودية موضي الشهراني وهي تحثهم “كله يرقص”.
ورفضا لما حدث، دشن الناشطون على منصة “X” (تويتر سابقا) وسما بعنوان:”غزة تباد والرياض تحتفل” تصدر قائمة الوسوم المتداولة في العديد من البلاد العربية.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي اليمني أنيس منصور مهاجما السعودية:”ستظل هذه المشاهد من موسم الرياض 2023 لعنة تاريخية وعار وشنار يلاحقكم أهان عليكم جرح غــزة ودماء اطفالها ونساءها يا ال سعـود ؟ أهان عليكم الركام والحصار والظلام ومئات الجثث تدفن بمقابر جماعية ؟ ميلان واهتزاز ورقص وميوعة حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم”.
وقال حساب “حر من أرض الحرمين” منتقدا الاحتفال رغم جراح غزة:”حسبنا الله ونعم الوكيل ..في ظل خوض الفلسطينيين معركة البقاء والصمود في أرضهم، السعودية تقيم افتتاحاً ضخماً للإعلان عن موسم الرياض !!”.
أما المغرد عصام الذار فعلق بالقول:” لا شك أن محمد بن سلمان أراد بإطلاق موسم السفور والرقص والتعري والمجون وحفلات الغناء واستدعاء المغنين والراقصات، إيصال رسالة بمن يقتلون شهداء في غزة من اطفال ونساء ورضع وصغار وكبار ليقول لكل شعوب الأمة فلسطين ليست قضيتي”.
وانتقدت مغردة أخرى ما يجري قائلة:” ما بدنا ياك توقف حياتك ” لا سمح الله ” عشان اطفال غزة ، بس شوية دم وحياء يا مسلم بلاش رقص وغناء بهذا الوقت اللي هو وقت الجهاد عيب عيب عيب”.
أما الناشط اليمني عادل الحسني فقال:” الرياض تتراقص طربًا على أشلاء أطفال ونساء غزة يُباد أهالينا هناك، وعلى أرض الحرمين تتعالى الأهازيج قاتلكم الله ما هو دينكم؟ ما نوع الدماء التي تجري في عروقكم؟”.
وجاء الاحتفال بموسم الرياض ومشاهد الاختلاط الفجة بين الرجال والنساء بالتزامن من تحريم داعية سلفي سعودي خروج المظاهرات نصرة لغزة لما يشوبها من اختلاط بين الرجال والنساء، بحسب زعمه.
وكان رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ قد شن هجوما لاذعا على من وصفهم بـ”مستغلي اسمه واسم موسم الرياض كشماعة لتحويل الأنظار عن حدث آخر أو وضع آخر”، وذلك بعد الجدل الذي أثاره اعتذار الفنان المصري محمد سلام عن المشاركة في عمل مسرحي كوميدي بالموسم، تضامنا مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.
وكتب تركي آل الشيخ في منشور له على “فيسبوك” قبل حذفه لاحقا، مستنكرا المطالبة بإيقاف “موسم الرياض” تضامنا مع شهداء فلسطين، قائلا إنه “خلال حرب 1967 عندما تم احتلال دول عربية لم يتوقف أي شيء، وعند حرب لبنان لم يتوقف أي شيء وعندما حاربت بلدي 7 سنوات (في إشارة للحملة العسكرية السعودية على اليمن) لم يتوقف فيها شيء ودم السعودي أغلى لدي من أي شيء”.
وتابع: “لا أعرف متى تنتهي مسخرة استخدام اسم المملكة أو اسمي او اسم موسم الرياض في أي شيء كشماعة لتحويل الأنظار عن حدث آخر أو وضع آخر..”.
وأضاف: “لم أر كرة القدم توقفت مثلاً وأي وظيفة حرة وشريفة وأي وظيفة سياحية ايضاً … أعتقد أن المواطن العربي أصبح ملم وفاهم اسم تركي آل الشيخ يستخدم لماذا ومن من … لقد أصبح الوضع مكشوفا تماما وبنفس الأدوات وبنفس الصحف ونفس الطريقة ونفس الاشخاص … لكن السعودي وانا منهم مشغول بتطور بلده ونهضتها ومرحب بكل زائر ومحب”.
وكان الفنان المصري محمد سلام قد أعلن انسحابه من عرض مسرحي كوميدي في “موسم الرياض” بالسعودية، بعنوان “زواج اضطناعي”؛ تضامنا مع شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي تسبب بغضب تركي آل الشيخ الذي قام باستبداله بالفنان محمد أنور.
ارسال التعليق