لماذا تتحدث الأبواق الأمريكية عن حدوث ثورة في السعودية؟
بعد ان نشر وزيرالخارجية الايراني محمد جواد ظريف مقاله الانتقادي اللاذع للسعودية في صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا، إنبرى الدبلوماسي الأمريكي المخضرم دنيس روس، ومن ثم السفير الامريكي السابق في الأمم المتحدة والعراق زلماي خليل زاد للدفاع عن السعودية وزارا السعودية خلال الأسبوع الماضي وثم تحدثا عن “ثورة” وتحوّل تشهده السعودية في الداخل وتكلما عن ضرورة دعم ثورة ابن الملك “محمد بن سلمان” امام ايران.
ويأتي هذا الحديث على أعتاب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يسعى السعوديون الى تأجير عدد من المسؤولين الأمريكيين الكبار السابقين لتثبيت موطئ قدمهم في الحكومة الامريكية القادمة.
ان هذين المسؤولين الأمريكيين السابقين كتبا مقالات في وسائل الإعلام الأمريكية ادعيا فيها ان السعوديون يقرون بأخطائهم السابقة في دعم التطرف ويريدون الكف عن هذا وهم الان ينفذون برنامجا ضخما للإصلاح الإقتصادي وان نجاح هذا البرنامج ضروري للتصدي للتطرف في داخل المجتمع السعودي ومن الضروري دعم برامج المسؤولين السعوديين وخاصة محمد بن سلمان الذي يسيطر شيئا فشيئا على مقاليد الحكم.
وتفيد التقارير الواردة ان تشكيل فريق لتحسين وتلميع صورة السعودية خصص له بن سلمان مبالغ مالية ضخمة وهناك فريق من الخبراء الامريكيين من الباحثين وإعلاميين وكذلك دبلوماسيين سابقين يتولون هذا الأمر.
وقد ادعى دنيس روس في مقال له ان الاصلاحات التي يقوم بها بن سلمان في السعودية هي عميقة وشدية الى درجة يجب ان اعتبارها “ثورة”، ويمكن القول ان اهم ادعاءات دنيس روس في هذا المجال هي التالية:
– السعودية الحالية مختلفة جدا عن السعودية في عام 1991
– هناك يقظة من الأعلى تشهدها السعودية الآن
– الجيل السعودي الحالي مختلف جدا عن الجيل السابق فهؤلاء متعلمون ويعملون 80 ساعة في الاسبوع لتنفيذ البرامج في البلاد
– ان نشاط القيادة أنشط أيضا البيروقراطية الإدارية
– هناك دور أساسي للمرأة في التطورات الجارية
– برامج بن سلمان ترتكز على الشفافية وتحمل المسؤولية وهذا لم يكن سائدا في السابق
– هذه الشفافية ستشمل قطاع النفط السعودي
– السعوديون يخططون لتقليل الإعتماد على النفط حتى عام 2030
– البنية التقليدية للسعودية تعرقل هذه الإصلاحات لكن بن سلمان يدعي انه يمتلك برنامجا شاملا من أجل هذا وان الشباب السعودي الذي يدرس في الخارج سيساعده وان جيل الشباب مستعد لتقبل هذه التغييرات
– يدعي دنيس روس ان المسؤولين السعوديين يقولون انهم زادوا إيرادات الحكومة 30 بالمئة وخفضوا العجز في الميزانية وحددوا من صلاحيات الشرطة الدينية
ويقول دنيس روس ان حظوظ السعوديين في إنجاح هذا البرنامج كبيرة وإنهم لديهم مستقبل مشرق على عكس ايران لأن سياساتهم الخارجية ليست إيديولوجية مثل سياسات ايران.
وبعد اسبوع من حكاية دنيس روس الدعائية زار زلماي خليل زاد السعودية ومن ثم نشر مقالا في مجلة بولتيكو وقال كلاما شبيها جدا بما قاله دنيس روس.
وقال خليل زاد انه المسؤولين السعوديين ومنهم الملك سلمان وولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان وعدد من الوزراء السعوديين الذين التقى بهم اعترفوا له بأن السعودية كانت تخدع أمريكا حينما كانت تنفي في السابق تقديم الدعم المالي للإسلام المتطرف لكن المسؤولين السعوديين الان باتوا يشعرون بخطر التطرف على الحكم السعودي وانهم قالوا ان داعش وايران يشكلان التهديدين الماثلين أمام السعودية.
ومن ثم أشار خليل زاد الى لقائه مع الملك السعودي عبدالله حينما كان سفيرا لأمريكا في العراق وقال: ان الملك عبدالله طلب مني ايصال رسالة الى جورج بوش بأنه يجب قطع رأس الأفعى أي مهاجمة ايران وإسقاط نظامها، والان يعتبر قادة السعودية الجدد ايران سببا للفوضى في المنطقة والكثير من الاضطرابات كما كان يعتبرها المسؤولون السعوديون السابقون.
وبعد هذه المقدمة وهذا الكلام كرر خليل زاد الوصفة التي قدمها دنيس روس بأن السعودية تمضي نحو ظروف وأوضاع جديدة ولذلك يجب دعم برامج وخطط بن سلمان واذا لم يتم تقديم هذا الدعم فلن يحصل نجاح وستستمر الفوضى في المنطقة وهذا سيهدد المصالح الأمريكية.
ان ما كتبه دنيس روس وزلماي خليل زاد اللذين توليا مسؤوليات تنفيذية هامة فيما يخص الشرق الأوسط من المحتمل ان يشكل بداية لعملية مكلفة بدأها المسؤولون السعوديون من أجل التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية وإزدياد الضغوط على ايران.
ارسال التعليق