ما يحدث في العوامية حرب والسلطة السعودية تمارس التهديد والتخويف لكل من ينقل أخبار البلد
قال المحامي والناشط الحقوقي طه الحاجي إن السلطة السعودية تمارس التهديد والتخويف لكل شخص يقوم بنقل مايجري في بلدة العوامية المحاصرة منذ نحو ثلاثة أشهر فيما تصاعدت حدة الحصار في الأيام الأخيرة مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمدفعية والطلق العشوائي في الحي السكني ماأدى إلى ارتقاء أكثر من 20 شهيد بينهم أطفال ومقيمين وإصابة العشرات.
في تغريدات، أشار الحاجي إلى أن الحملة العسكرية على العوامية ترافقها حملة تهديد وتخويف وإساءة لكل من ينقل أخبار لمعاناة الناس، قائلا: ’’لايردون أن يسمع العالم إلا رواية الحكومة’’.
وتساءل الحاجي بقول:’’ماذا تريد الأجهزة الأمنية من العوامية ؟! هل هي فعلاً عاجزة عن إنهاء الأزمة أم أنها فشلت حتى الآن؟ أم أنها لاتستهدف مسلحي المسورة؟!’’.
حرب حقيقة..
وأوضح الحاجي أنه منذ 10مايو بدأت قوات الطوارئ العملية وتفاوتت شراسة العمليات إلى أن زجت الحكومة بالقوات الأمنية الخاصة في 27 يوليو الماضي لتصل أعلى مستويات الشراسة إذ استخدمت المدفعية لأول مرة بصورة مباغتة ودون تحذير لأهالي البلدة المكتظة بالسكان المدنيين مما سبب حالة من الهلع والرعب غير مسبوقة.
بالإضافة إلى هذا القصف الشديد عمدت إلى قطع الكهرباء عن بعض أحياء #العوامية مع ارتفاع درجة الحرارة رغم أنها بعيدة عن الحي المستهدف، مما ضاعف معاناة الناس.
لافتاً إلى أن الناس عاشوا ليلة حرب حقيقية وقاسية، بعدها أعلنت هدنة لمن يرغب بالخروج، سارع الأغلبية بالخروج دون استعداد ودون علم إلى أين والى متى؟
ماهي مآرب الحرب؟
وقال الحاجي إن ’’أكثر من 20 شهيد مدني بينهم طفل ومقيمين أجانب قتلوا خلال هذه الفترة، حاولت الحكومة اتهام بعضهم بحمل السلاح ووصفتهم بالإرهابيين، ظلم على ظلم’’.
وأضاف: ’’لم تقتل الجهات الأمنية إلا مسلح واحد فقط في المواجهات في #العوامية وقتلت اثنين بتفجير سيارتهما في #القطيف وثلاثة في كمين في #سيهات ، ماهذا؟!’’.
وأردف قائلا: ’’أي أنها منذ بدء عمليتها إلى الآن لم تقتل سوى ستة من المسلحين رغم كل استعداداتها بالأعداد والعتاد مصحوبة بحملة إعلامية ضخمة لتغطية والتضليل’’.
وأكد الحاجي أن ’’هذا كله يثير تساؤل مهم وجدي حول أهداف الحملة العسكرية في #العوامية ، وهل فعلاً هي للقضاء على المسلحين وهدم المسورة؟!! أم لها مآرب أخرى ؟’’.
متسائلا: ’’هل فشلت قوات الأمن الخاصة بمدافعها وقذائفها ومدرعاتها كما فشلت قبلها قوات الطوارىء ؟! أم أن المسلحين يملكون فعلاً كل هذه القوة والقدرة؟!’’.
وانتهى قائلا: ’’في الواقع ليس لدي إجابة على هذه التساؤلات، لكن ما يحدث غريب وعجيب وغير مفهوم. لذا أتساءل ماذا تريد الحكومة من #العوامية ؟’’.
نازحين مقابل تقاعس الحكومة عن واجبها..
بيّن الحاجي أن تقاعست الحكومة عن واجبها بتوفير مأوى للنازحين مما اضطرهم للسكن مع أقارب لهم أو الاستئجار أو النوم في السيارات أو على الكورنيش كل بحسب قدرته، ومع تزايد الأعداد بدأت تظهر الأزمة والحالة الإنسانية الصعبة للكثير، فكان تجاوب المجتمع سريعاً بردة فعل عفوية برزت المبادرات الفردية التضامنية.
وأيضاً سارعت بعض الجمعيات في القطيف للمبادرة لمحاولة التخفيف من معاناة الناس وفعلاً استطاعوا مع المبادرات الفردية التخفيف رغم تعفف الكثيرين.
وأشار الحاجي إلى أن استنفار الأهلي الكبير في المجتمع لاحتضان النازحين من #العوامية أحرج الجهات الحكومية جداً، لذا حاولت أن تتدارك لاحقاً مع الحرص على التصوير، إلا أنها لم تكن بمستوى الحدث ووضعت شروط وحددت أحياء معينة يتم مساعدتها دون الالتفات لغيرها، ومع ذلك منعت الجمعيات الخيرية من مساعدتهم.
بالإضافة إلى سوء التعامل في ملف الإيواء، هناك تجاوزات لا يمكن تبريرها بوجود عملية عسكرية في المنطقة كمنع المطافي والإسعاف من دخول #العوامية
وتضيق الخناق على الأهالي الذين لم يخرجوا من #العوامية وتهديدهم بصورة مباشرة وغير مباشرة واعتبار بقائهم بمثابة تضامن مع المسلحين أو دعم لهم، القلة الباقية في البلدة لم يخروجوا منها لأسباب هم يعرفوها أو لعدم قدرتهم على الخروج أو لاعتقادهم بأن في مأمن أن بقوا في منازلهم، لكن هناك من يحاول دائماً تحضير مبررات الجريمة قبل حدوثها، ومحاولة لتخويف الجميع واتهام كل من يتحدث عن الأوضاع بتهمة الإرهاب أو التعاطف معه، وفق الحاجي.
تكميم الأفواه.. ومنع الأهالي من مساعدة النازحين..
ولفت إلى أن الحكومة استطاعت تكميم أفواه الجميع، مستخدمة سلاح “مكافحة الإرهاب” إلى درجة أن الناس أصبحوا يخشون الحديث عن معاناتهم والظلم الذي جرى عليهم.
ولفت الحاجي إلى أنه في الوقت التي تمنع الحكومة الجمعيات الخيرية من تقديم المساعدة للنازحين تقوم بإيواء البعض في سكن سيء جداً وغير لائق، موثقاً بالصور لبعض الشقق التي قامت محافظة القطيف إيواء النازحين من العوامية فيها وهي في الدمام، إذ أظهرت الشقق بصورة سيئة للغاية وقال الحاجي مستنكرا: ’’هل هذا سكن محترم ولائق لإيواء النازحين من العوامية؟! انتم تسيئون للحكومة ولأنفسكم قبل أن تهينون الناس بهذه التصرفات’’.
وشدد الحاجي على ضرورة إنهاء الأزمة قائلا: ’’التأخير في إنهاء الأزمة وعودة أهل #العوامية النازحين إلى بلدتهم أمر ضروري، وأي تأخير فيه يؤكد الشكوك في أن الهدف ليس القضاء على المسلحين’’.
ارسال التعليق