مبس يصادر أموال خاله فهد بن حثلين ويمنعه من السفر
استمرارا في إجراءاته القمعية حتى لأقرب الناس إليه، كشفت منظمة “داون” التي أسسها الصحفي جمال خاشقجي لتعزيز حقوق الانسان والديموقراطية بالمنطقة، عن منع فهد بن حثلين، رئيس نادي الإبل وخال ولي العهد محمد بن سلمان من السفر ومصادرة العديد من أمواله.
وقالت المنظمة في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “أنباء عن منع فهد بن حثلين من السفر ومصادرة العديد من أمواله، في تطور جديد لاستهداف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعائلته المقربة”.
وأوضحت المنظمة في تغريدتها بأن “فهد بن حثلين هو مؤسس ورئيس نادي الإبل، وخال (شقيق والدة) محمد بن سلمان.”
وتوالت ردود الأفعال على هذه الانباء، حيث علق الدكتور عبدالله العودة، الأمين العام لحزب التجمع الديمقراطي السعودي المعارض ورئيس قسم الخليج في المنظمة، قائلا:”النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله!”.
وقال الناشط السعودي المعارض عبدالله عمر تعليقا على ما حدث: “اعتقالات القضاة الأخيرة والآن الأنباء حول منع شقيق والدة محمد بن سلمان من السفر ومصادرة أمواله تشير لما يبدو أنه انتقال الصراع والتصفيات إلى الدائرة الضيقة المقربة من السلطة وكل هذا يتزامن مع الحديث عن قرب انتقال السلطة الملكية!”
يشار إلى ان هذه الممارسات القمعية التي يرتكبها “ابن سلمان” ضد أقرب الناس إليه لم تعد مستغربة لدى كثير من المطلعين على سجله الإجرامي بحق والدته حتى.
حيث سبق أن فجرت قناة “إن بي سي” الأمريكية، في مارس/آذار عام 2019 قنبلة من العيار الثقيل مفادها أن الأمير الذي سمح للمرأة بقيادة السيارة ودخول الملاعب وحضور الحفلات الموسيقية، هو نفسه الذي منع والدته طيلة أعوام من رؤية والده الملك سلمان بن عبد العزيز.
الخبر نقلته القناة الأمريكية استنادا إلى معلومات استخباراتية أدلى بها 14 مسؤولا أمريكا ساميا منهم من لا يزال في الخدمة ومنهم من غادرها.
وعلى مدى تلك الفترة تقول القناة، لم يعدم الأمير الشاب وسيلة إلا وبرّر بها غياب والدته. منها مثلا أنها خارج البلاد للعلاج حتى لا ينتاب الشك العاهلَ السعودي بأن نجله هو الذي يقف وراء اختفاء زوجته ووالدة ولي العهد.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون بحسب إن بي سي نيوز واستنادا إلى المعلومات الاستخباراتية أن الأمير بن سلمان اتخذ هذا الإجراء ضد والدته لأنه خشي من أن تعارض مخططاته للإمساك بالسلطة ما كان قد يهدد تماسك وحدة العائلة المالكة خاصة وأن الوالدة تحظى بمكانة خاصة لدى الملك سلمان.
ويضيف المصدر أن الرجل الثاني في هرم السلطة السعودية والحاكم الفعلي للبلاد، قد وضع والدته تحت الإقامة الجبرية لبعض الوقت في أحد القصور في المملكة دون علم والده.
وهذا الإجراء يأتي يعزز قائمة طويلة من القرارات التي اتخذها الأمير محمد بن سلمان منذ أن تولى والده عرش السعودية.أين اختفت والدة ابن سلمان؟
بحسب مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع، فإن العاهل السعودي كان صرح عدة مرات بأن زوجته الثالثة ووالدة ولي العهد كانت خارج البلاد لتلقي العلاج. وأضافوا أن الملك قال للمحيطين به إنه اشتاق لزوجته وإنه لا يملك معلومات عن حالتها الصحية ولا عن مكانها.
وكان المسؤولون الأمريكيون قد صرحوا لقناة ان بي سي نيوز بأن أحاديثهم مع الملك توحي بأنه ليس دائما في حالة صفاء ذهني.
فمرة قال الملك في لقاء جمعه بالرئيس السابق باراك أوباما في سبتمبر 2015 إن زوجته كانت في نيويورك للعلاج وأنه يرجو رؤيتها أثناء زيارته تلك.
وأضاف المصدر أن الرئيس أوباما لم يخبر العاهل السعودي بأن زوجته ليست في نيويورك لكن ما قاله الملك سلمان كان دليلا إضافيا على ما نقلته الاستخبارات الأمريكية بشأن العائلة المالكة في السعودية.
وفي 2016، اعترض المسؤولون الأمريكيون مكالمات للأمير محمد بن سلمان تحدث فيها عن جهوده في إبقاء والدته بعيدا عن والده ودون علم الملك.
يذكر أنه وفي صعود سريع للسلطة، شن الأمير محمد حملة على المنافسين والمنتقدين المحتملين منذ أن حل محل محمد بن نايف، ابن شقيق الملك، بولاية العهد في 2017.
ولا يزال محمد بن سلمان يحتجز عددا من الامراء البارزين الذين يرى فيهم منافسا قويا له، وقادرين على وقف طموحه في تولى العرش، ولعل أبرزهم ولي العهد السابق الذي أطاح به محمد بن نايف، وعمه الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي رفض بيعته حين تولى منصب ولاية العهد.
ارسال التعليق