واشنطن بوست: بن سلمان يستهدف اي صوت معارض ويصر على تقديم نفسه على أنه وجه (الإسلام المعتدل)
اكدت صحيفة "واشنطن بوست" ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستهدف اي صوت معارض في بلاده ويسعى لاخضاع جميع اصحاب الشهرة والمتابعة .
واعتبرت الصحيفة الامريكية ان تحرك (أم بي أس)، الذي يصر على تقديم نفسه على أنه وجه (الإسلام المعتدل) في حقوق النساء والتقدم الاقتصادي، للسيطرة على الخطاب الديني في السعودية، يعد جزءا من السعي لمركزة السلطة".
وأكدت الصحيفة أن البيئة السياسية الجديدة في السعودية تحت قيادة (أم بي أس) تستهدف أصوات المعارضة، ويتضح ذلك في اعتقال الناشطات والشيوخ والصحافيين المعارضين، ويمنح (أم بي أس) مساحة للشيوخ الموالين، ويمنعها عن الشيوخ الذين يرفضون دعمه علنا".وتشير الصحيفة في مقالها إلى ان عائض القرني استخدم المقابلة للاعتذار للسعوديين عن "الأخطاء التي لا علاقة لها بالإسلام والفتاوى المتطرفة"، التي وقع فيها رجال الدين في حركة الصحوة، التي كان عضوا فيها لفترة، لافتة إلى أن القرني لم يكن من بين الذين شملتهم الاعتقالات العريضة التي طالت زملاءه من رجال الدين، مثل عوض القرني وسلمان العودة.
وتابعت الصحيفة إن "هذه الأحداث تثير تساؤلات حول التحولات التي تمر فيها الدوائر الدينية في السعودية، وتثار هذه الأسئلة في السياق الأوسع لقيام ولي العهد السعودي بتجميع السلطة في السعودية في يده، التي جاءت على حساب المنافسين والمعارضين، بمن فيهم أعضاء العائلة الحاكمة، ورجال الأعمال الأثرياء وناشطو حقوق الإنسان".
واشارت الصحيفة الى أن صعود محمد بن سلمان أدى إلى انقسام الصحوة، التي ظهرت في الستينيات، وقام النظام بالاستيلاء على مصطلح (الإسلام المعتدل) لنفسه، في الوقت الذي قام فيه بشيطنة الصحوة على أنها تروج للتطرف، وتم توسيع تعريف مصطلح (الإرهاب) في السعودية ليشمل حركات مثل الإخوان المسلمين في مصر، وليس فقط تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وكون أعضاء الصحوة مرتبطين أو يتعاطفون مع الإخوان المسلمين يجعل حكام السعودية ينظرون للحركة على أنها مصدر تهديد".
وتبين الصحيفة أن "مقابلة القرني شكلت مصادقة كاملة على ما تقوم به الدولة السعودية، حيث احتج بأن نشر دعوة الصحوة لعقود طويلة لتقديم الأمة عمل بشكل خاطئ على تقويض أولوية الدولة القومية.
واشارت الصحيفة الى أن النظام السعودي اعتقل الشيخ سليمان العودة، الذي يعد من أبرز الشيوخ المعتقلين، وقد شارك في الحوار الوطني الذي رعاه الملك عبد الله عام 2003، ودعا إلى التسامح الديني، وحذر العودة باستمرار من السفر لأفغانستان والعراق وسوريا للقتال هناك، وطريقة التعامل معه مقارنة مع التعامل مع القرني تشير إلى أن هذا الانقسام الديني لا علاقة له بمعتدل ومحافظ، بل إن الأمر يتعلق بالسياسة المحلية".
وتابعت الصحيفة الامريكية "القرني ليس أول شيخ يتخلى عن نشاطه الماضي، فالشيخ محمد العريفي تفاعل مع الخلاف الدبلوماسي السعودي مع قطر، من خلال مهاجمة قطر، ودعوتها للتوقف عن التدخل في الشؤون السياسية للدول الأخرى، وكان يعرف عن العريفي علاقته الحميمة مع قطر وأميرها، فمثل قطر، كان العريفي متعاطفا مع الإخوان المسلمين في مصر، والآن يحرص العريفي على أخذ الصور مع (أم بي أس)". وترى الصحيفة أن تخلي القرني والعريفي عن الصحوة لم يأت من فراغ، ففي السنوات الأخيرة خفف الرجلان من نشاطهما بالتركيز في خطبهما ومحاضراتهما على العبادات الشخصية والنواحي الروحية في الإسلام، متجنبين القضايا الخلافية، ويبدو أنهما تحولا مؤخرا من الصمت الحذر إلى دعم (أم بي أس) العلني.
ارسال التعليق