واشنطن تتهم السعودية بـ"اللف والدوران" وتكشف عن تطور مهم
أكد وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" أن بلاده "شعرت بخيبة أمل عميقة" جراء قرار "أوبك+" بزعامة السعودية خفض إنتاج النفط، بينما اتهم متحدث الأمن القومي "جون كيربي" وزارة الخارجية السعودية بـ"اللف والدوران"، مشيرا إلى أن دولا في "أوبك" أبلغت واشنطن سرا أنها "أجبرت" على التصويت على قرار خفض النفط بضغوط سعودية.
وأوضح "بلينكن"، في تصريحات للصحفيين، الخميس، أن الولايات المتحدة تراجع حاليا تداعيات قرار "أوبك+" الأسبوع الماضي بخفض إنتاجها النفطي على علاقاتها مع السعودية.
وأضاف للصحفيين: "لم نشعر بخيبة أمل عميقة من ذلك فحسب، وإنما نعتقد بأنه قصر نظر. وكما أوضح الرئيس، يجب أن يكون لهذا القرار عواقب وهذا شيء نراجعه بينما نتحدث".
بدوره، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي "جون كيربي" إن الولايات المتحدة قدمت للسعودية تحليلا يُظهر أنه لا يوجد أساس فرضته السوق لخفض إنتاج النفط قبل قرار "أوبك+" خفض الإنتاج، مشيرا إلى أن دولا أخرى في "أوبك" أبلغت واشنطن سرا أنها "شعرت بأنها مجبرة على دعم اتجاه السعودية".
وقال إنه لن يكشف عن هوية تلك الدول الأعضاء ليدع لها المجال للتعبير عن مواقفها بنفسها.
وفي تصريح صحفي، الخميس، قال "كيربي": "يمكن لوزارة الخارجية السعودية أن تحاول اللف والدوران. لكن الحقائق بسيطة"، مضيفا أن خفض الإنتاج "سيزيد عوائد روسيا ويحد من فاعلية العقوبات" المفروضة على موسكو بعد أن غزت أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وأضاف "كيربي" أن تحليل الولايات المتحدة أظهر أنه كان بإمكان التكتل انتظار الاجتماع المقبل لـ"أوبك" لتقرير الخفض، بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي ستنعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وستحدد ما إذا كان الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي له الرئيس "جو بايدن"، سيحافظ على الأغلبية في الكونجرس.
وكانت "أوبك+"، التي تشكل السعودية الزعيم الفعلي فيها، قررت منذ أيام خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، الأمر الذي لاقى انتقادات أمريكية حادة.
وفي وقت سابق، الخميس، قالت الخارجية السعودية إنها ترفض الانتقادات الأمريكية للمملكة جراء قرار "أوبك+"، مؤكدة أن القرار لم يبن على أسباب سياسية ولكن "اقتصادية بحتة"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن مصدر بالوزارة.
وأوضح المصدر أن قرار "أوبك+" تم اتخاذه "بإجماع كامل من كافة دول التكتل".
وأثار قرار "أوبك+" موجة استياء في صفوف أعضاء الكونجرس الأمريكي، لا سيّما الديمقراطيون منهم، ودفعت الرئيس الأمريكي إلى القول بأن بلاده تراجع حاليا علاقاتها مع السعودية، مؤكدا أن قرارها سيكون له عواقب.
ارسال التعليق