السعودية جعلت الحج للأغنياء فقط وحرمت الفقراء من أداء فريضته
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن التوسعات الأخيرة التي أجرتها السلطات السعودية على الحرم المكي لن تستوعب جميع المسلمين الراغبين في الحج، لكنها خدمت بشكل أكبر الحجاج الأثرياء، وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها: "إن منتقدي التوسعات يرون أنها جاءت على حساب التراث الثقافي والروحاني لمكة المكرمة، ما أثر على روحانية الحج، حيث تم تدمير العديد من المواقع الإسلامية التاريخية في السنوات الأخيرة لإفساح المجال أمام الفنادق الفاخرة الشاهقة ومراكز التسوق التي تلبي احتياجات الحجاج الأثرياء فقط، والتي حجبت الكعبة عن أنظار الكثيرين.
وأضافت أن هناك ما لا يقل عن 1.7 ملايين حاج أجنبي دخلوا السعودية في موسم الحج المنقضي منذ ساعات، ووسط تزايد الطلب والمخاوف بشأن السلامة بعد وقوع حوادث مميتة، قامت الحكومة السعودية بتوسيع منشآت الحج بسرعة لتستوعب المزيد من أعداد الحجاج والتي بلغت ذروتها في عام 2012، حيث وصل العدد إلى 3.16 مليون حاج.
وتؤكد "نيويورك تايمز" : "ولكن حتى بمعدل 3 ملايين شخص في الحج، سيكون من المستحيل على جميع مسلمي العالم البالغ عددهم 1.8 مليار أن يؤدوا واجباتهم الدينية في موسم الحج، وواقعيا، بالنسبة لجميع المسلمين الذين هم على قيد الحياة اليوم لأداء فريضة الحج، فإن الأمر سيستغرق 581 عامًا على الأقل".
وأردفت: "هذا في حال أخذنا بعدد المسلمين على قيد الحياة اليوم، وعدم الأخذ في الحسبان معدلات المواليد في المستقبل أو بالنسبة للأشخاص الذين قاموا بالفعل بأداء فريضة الحج".
ومضت تقول: "ليس كل من يريد الحج يستطيع أن يفعل ذلك بسهولة، وملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم ينتظرون سنوات للحصول على الفرصة، ويمكن أن تكون التكاليف باهظة، ومن الصعب الحصول على التأشيرات".
وواصلت الصحيفة الأمريكية: "ما لا يقل عن ربع الحجاج كل عام هم مواطنون أو مقيمون في السعودية، تضع الحكومة السعودية حصصا لكل دولة أخرى ترسل الحجاج إلى الحج، استنادا إلى سكانها المسلمين".
وأضافت: "حتى الدول ذات العدد الكبير من المسلمين لا يمكنها إرسال سوى جزء صغير من مواطنيها للحج، ففي إندونيسيا -التي تضم أكثر من 200 مليون نسمة، وهو أكبر عدد من المسلمين في العالم- يمكن أن يتراوح وقت الانتظار من 7 إلى 37 عامًا، وتشكو بعض الدول من أن تخصيص الحصص ليس شفافا بشكل كاف، أو أنه يجب أن يقوم على الطلب وليس على السكان المسلمين" .
ارسال التعليق