من المقرر أن يتولى السفير السعودي الجديد مهام عمله في العاصمة الألمانية برلين في الخامس عشر من يناير الحالي، ليفتح بذلك الباب واسعاً أمام العديد من الأسئلة والألغاز التي يثيرها تعيينه، لكن أهم هذه الأسئلة هي علاقته المفترضة بالأمير المنشق المقيم في ألمانيا، وعلاقته المفترضة كذلك باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وكانت الرياض قد أصدرت قراراً يوم الخامس والعشرين من الشهر الماضي بتعيين الأمير فيصل بن فرحان آل سعود سفيراً لها في برلين، على أن يتولى مهام عمله اعتباراً من منتصف يناير 2019، لكن المعلومات التي حصلت عليها «عربي21» تشير إلى أن فيصل يعمل حتى هذه اللحظة في منصب «كبير المستشارين في السفارة السعودية بواشنطن»، على أنه يستعد لمغادرة العاصمة الأمريكية خلال أيام لينتقل إلى برلين. ويأتي تعيين الأمير فيصل سفيراً سعودياً لدى ألمانيا بعد موجة الجدل المستمر منذ شهور حول دور السفارة السعودية في واشنطن والسفير خالد بن سلمان في عملية استدراج خاشقجي واغتياله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث كان خاشقجي يقيم في العاصمة الأمريكية وراجع السفارة هناك من أجل الحصول على الأوراق الشخصية التي يحتاجها لكنهم رفضوا ذلك وأحالوه إلى القنصلية في إسطنبول. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية كشفت في وقت سابق عن لقاء جمع السفير السعودي خالد بن سلمان في مقر السفارة بواشنطن مع خاشقجي قبل فترة وجيزة من اغتياله في إسطنبول.

وبينما يثير نقل الرجل من السفارة السعودية في واشنطن إلى السفارة ببرلين الكثير من الأسئلة بشأن خاشقجي، فإن ثمة تكهنات تسير في اتجاه آخر، حيث تحدث مصدر مطلع لـ «عربي21» بأن نقل الرجل إلى ألمانيا له علاقة مباشرة بالأمير السعودي اللاجئ في ألمانيا منذ سنوات والذي بات صوته مرتفعاً في معارضته للنظام السعودي منذ عدة شهور. ويلفت المصدر الذي طلب من «عربي21» عدم نشر اسمه إلى أن السفير السعودي الجديد لدى ألمانيا الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ينتمي إلى نفس الفرع من العائلة التي ينتمي لها الأمير المنشق والمقيم في ألمانيا خالد بن فرحان آل سعود، وهو ما يُرجح فرضية أن يكون ثمة ارتباط بين الأمرين، على حد تعبيره. وتساءل المصدر: «هل يمهد هذا لمحاولة استدراج الأمير المنشق واختطافه كما حدث مع جمال خاشقجي وأمراء آخرين؟ أم إن مهمة السفير الجديد هي ترتيب لقاء مع الأمير المعارض ومحاولة إقناعه بالعدول عن معارضة النظام القائم في السعودية؟»