السودان يواجه المجهول بسبب التدخلات السعودية
رأت صحيفة «البايس» الإسبانية أن السودان يواجه مُستقبلاً غامضاً بسبب تدخلات السعودية والإمارات، إضافة إلى دول أجنبية، وقالت الصحيفة إن الرياض بشكل خاص إضافة إلى بعض العواصم الأجنبية تسعى للحفاظ على نفوذها بعد سقوط البشير.
وأضافت الصحيفة إنه يوم 24 مايو اجتمع كل من الجنرال محمد حمدان دقلو «حميدتي»، نائب رئيس المجلس العسكري، ومحمد بن سلمان بشكل ودي في قاعة فاخرة بقصر الدولة الملكي في جدة، لمناقشة مستقبل السودان الغامض.
ويذكر أن هذين القائدين شابان طموحان لا يرحمان، حيث هيأ ولي العهد السعودي كلّ شيء لأجل قيادة السعودية خلفاً لوالده، ورغم ثقل الملّفات المتهم بتورطه بها، كحرب اليمن وحملة الاعتقالات الواسعة، إلّا أن اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده وضع الأمير المتهور في مرمى الانتقادات، خاصة مع تسريبات السي أي إيه التي استنتجت أن العملية جرت بموافقته.
ولا تستبعد عدة تقارير إعلامية، إقدام القصر السعودي، في حال اشتداد الضغوط عليه، إلى عزل ولي العهد من منصبه. كما أن ابن سلمان هو المسؤول عن الهجمات في اليمن ومتهم بإصدار أوامر بتعذيب وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأوردت الصحيفة أنه في الثالث من يونيو، دخل عمال مطار الخرطوم بإضراب استجابة لنداء تجمع المهنيين السودانيين. وقد تدخلت (مليشيا الجنجويد) قوات الدعم السريع لحميدتي لإجبارهم تحت تهديد السلاح لإعادة فتح المنشآت لتسهيل هبوط ثلاث طائرات سعودية محملة بالدروع والأسلحة والذخيرة.
وأضافت الصحيفة إن شوارع الخرطوم شهدت حمام دم، بعد انتشار صور القمع الدموي على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من الصعب إخفاء حقيقة سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.
إنها معركة مرئية إذ إن الآلاف الشباب الذين خرجوا للشوارع احتجاجاً على غلاء المعيشة وانتهى بهم الأمر للإطاحة بالديكتاتور البشير، يعانون اليوم من قمع الجيش الذي استولى على السلطة.
وخلف الكواليس، أصبح السودان الفصل الأخير من المسلسل القديم للتوسع السعودي في إفريقيا.
ويحارب المهنيون السودانيون المنظمون في النقابات العمالية وقوى المعارضة عدواً قوياً وإحدى أغنى دول العالم بقيادة نخبة لا تحترم حقوق الإنسان ولا تريد فقدان السيطرة على السودان. وفي الأثناء، تشعر الجماعات التي تسيطر على السلطة والمجلس العسكري بالأمان وهي مُحاطة بالأيادي السعودية.
ارسال التعليق