اقتصاد
اليمنيون في السعودية.. بطالة على رصيف الغربة
لم يجد الشاب اليمني علي وسيلة سوى البكاء، لمشاطرة أحد أبناء بلاده المغتربين في السعودية، بعد أن أصبح عاطلاً عن العمل بفعل الإجراءات التي اتخذتها المملكة مؤخراً تجاه المقيمين من مختلف الجنسيات، ومنهم اليمنيون الذين يعدون الأكثر تضرراً بحكم ظروف الحرب التي تعيشها بلادهم. هذه القصة التي نشرت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، والتي قال فيها علي: «وجدت مغترباً يمنياً يبكي على الرصيف وعندما اقتربت منه جفف دموعه وسألته عن السبب، فرد مكابراً أن عيونه متحسسة». لم يقتنع علي بالعذر، فجلس بجوار الشاب الذي أخبره أنه أصبح عاطلاً عن العمل منذ شهرين ولم يرسل لأسرته مصاريفهم، وأنه يخاف الكشف لهم عن السبب حتى لا يفقدوا الأمل، فلم يجد وسيلة لمؤازرته سوى مشاركته البكاء.
عجز علي عن مساعدة ابن بلاده في الغربة، لكن يمنيين حاولوا ذلك؛ إذ أن أحد المطاعم اليمنية أعلنت عن وجبات مجانية للعاطلين من أجل التخفيف من معاناتهم، فيما بدأ البعض على مواقع التواصل في وضع أرقام للتواصل، في سبيل توصيل المساعدات أو توفير فرص عمل. وكانت وزارة العمل السعودية أقرّت، في مارس 2016، توطين قطاع الاتصالات، وهي خطوة تضرّر من جرائها نحو 37 ألف يمني، وفقاً لأرقام رسمية، فضلاً عن أولئك الذين فقدوا أعمالهم من جراء توطين مهن أخرى؛ مثل العقارات، وتجارة الاكسسوارات، والمكياج، ولا تزال عملية توطين الوظائف مستمرة بالتدريج. المعاناة لم تتوقف هنا، فعديد من المغتربين أعادوا عائلاتهم إلى اليمن مضطرين، رغم خطورة الوضع هناك؛ بسبب عجزهم عن دفع رسوم الإقامة، إذ فرضت السعودية، منذ يوليو الماضي، على المقيمين من جميع الجنسيات دفع 100 ريال سعودي شهرياً عن كل مرافق، ويتضاعف المبلغ إلى 200 ريال سعودي، ابتداءً من يوليو 2018.
وفي حديثه لـ«الخليج أونلاين» وصف الصباحي، الجهود الحكومية اليمنية بـ«المحدودة»، داعياً إلى تدخل مباشر من الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة أحمد بن دغر، والتواصل مع الرياض لإعفاء اليمنيين ولو لفترة مؤقتة حتى تهدأ الأوضاع وتنتهي الحرب.
ارسال التعليق