تصاعد القمع في السعودية منذ صعود محمد بن سلمان
قال مجلس جنيف للحقوق والعدالة في مُداخلة خلال ندوة حقوقيّة انعقدت على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في دورته العادية الأربعين في جنيف، وذلك حول حالة المدافعين عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط السعودية كنموذج، إن حملة القمع في المملكة تصاعدت مع تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في يونيو 2017، وعرضت رئيس مجلس جنيف للحقوق والعدالة لمياء فضلة حالات موثقة لانتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية، وأبرزهم لجين الهذلول، وسمر بدوي، وعزيزة اليوسف، ومحمد البجادي، وإيمان النفجان، ومحمد الحامد، وفي عام 2015، اعتقلت السلطات السعودية “لجين” على خلفية قيادتها سيارتها على الحدود بين السعودية والإمارات واحتجزتها وأفرجت عنها بعد 73 يوماً من الاحتجاز.
وفي مارس 2018، ألقت الأجهزة الأمنية الإماراتية القبض على ” الهذلول” أثناء قيادتها سيارتها في مدينة أبو ظبي- حيث تكمل دراستها العليا- ونقلتها عبر طائرة إلى أحد السجون في العاصمة السعودية الرياض، حيث احتجزتها السلطات السعودية عدّة أيام قبل أن تفرج عنها، مع منعها من السفر خارج البلاد، وتحذيرها من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي 15 مايو 2018، اعتقلت السلطات السعودية “لجين” للمرة الثانية، وأشارت بعض الصحف الحكومية إلى أنه تمّ اعتقالها و7 أشخاص آخرين على خلفية التعامل مع جهات أجنبية مشبوهة.
وفي ديسمبر 2018، زار والدا لجين ابنتهما في سجن دهبان، حيث أخبرتهما بتعرضها للتعذيب والضرب والتحرش الجنسي والإغراق بالمياه، فضلًا عن تعرّضها للصعق بالصدمات الكهربائية، وتهديدها بالاغتصاب والقتل.
وأضاف الوالدان إنهّما لاحظا آثار الكدمات السوداء على فخذَي ابنتهما، الأمر الذي أكدته تقارير حقوقية وصحفية.
أما الناشطة سمر بدوي، فهي مشهورة بدفاعها عن حقوق الإنسان، فقد تحدَّت تزمُّت السلطات السعودية من خلال الدفاع عن حقوق المرأة في التصويت وقيادة السيارات.
بعد أن رفضت السلطات تسجيلها للترشح للانتخابات البلدية لعام 2011، تقدّمت سمر بدوي بدعوى قضائية لدى مجلس التظلمات ضدّ وزارة الشؤون البلدية والقروية.
في عام 2012، حصلت سمر على الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة. وتعرّضت سمر مراراً للترهيب والمُضايقة منذ عام 2014، وذلك بسبب أنشطتها في مجال حقوق الإنسان، كما فُرض عليها حظرٌ للسفر في 16 سبتمبر 2014 انتقاماً منها لمُشاركتها في مجلس حقوق الإنسان (27) التابع للأمم المتحدة.
وفي 30 يوليو2018، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال واحتجاز سمر بدوي في جدّة ثم نقلتها إلى جهة مجهولة بعد حملة اعتقالات مشدّدة شنّتها على المدافعين عن حقوق الإنسان. أما الأكاديمية عزيزة اليوسف، فهي ناشطة حقوقية اشتهرت بفضل دفاعها عن حقوق الإنسان في السعودية ومطالبتها بتمكين المرأة من القيادة وإلغاء نظام وصاية الرجل على المرأة.
وفي مايو 2018، تمّ اعتقال “اليوسف” ضمن حملة اعتقال مشدّدة أقدمت عليها السلطات السعودية بحقّ مدافعات عن حقوق المرأة وحقوقيين آخرين. ومن الأصوات الذكورية التي دفعت ثمن دفاعها من حقوق الإنسان الناشط السياسي محمد البجادي أحد مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية. حيث اعتقل عدّة مرات بحجة التحريض على التظاهرات، إلى أن اعتقل آخر مرة في عهد محمد بن سلمان في مايو 2018، ضمن حملة اعتقال مشدّدة أقدمت عليها السلطات السعودية بحقّ مدافعات عن حقوق المرأة وحقوقيين آخرين. كما اعتقل المفكّر والناشط المعارض عبدالله الحامد وهو حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر وأحد مؤسّسي لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية وجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية.
واعتقلت السلطات السعودية “الحامد” عدّة مرات كان أبرزها اعتقاله في 16 مارس 2004، فيما عرف بقضية “الإصلاحيين الثلاثة”، حيث شارك وإصلاحيون آخرون في تشكيل تيار الدعوة إلى الإصلاح السياسي.
وفي 9 مارس 2013 تمّ اعتقاله مجدداً بعد أن أصدرت المحكمة الجزئية حكمها في محاكمة بسجنه خمس سنوات وإكمال ما بقي من الحكم السابق في قضية الإصلاحيين الثلاثة ليكون المجموع أحد عشر سنة، ومنعه من السفر خمس سنوات أخرى.--------------------------------
ارسال التعليق