رسالة لتركيا.. طائرات حربية سعودية تصل إلى اليونان للمشاركة بمناورات عسكرية
التغيير
وصلت طائرات القوات الجوية الملكية التابعة لآل سعود المقاتلة من طراز (إف -15 سي) مع كامل أطقمها الجوية والفنية والمساندة إلى قاعدة سودا الجوية بجزيرة كريت اليونانية، للمشاركة في تمرين "عين الصقر ١"، الذي سوف ينفذ خلال وقت لاحق بالشهر الحالي.
وستنفذ القوات الجوية اليونانية برفقة نضيرتها من المملكة، طلعاتها الجوية وتمارينها المشتركة، في سماء البحر الأبيض المتوسط، في خطوة وصفها مراقبون بأنها موجهة ضد تركيا.
وقد كان في استقبال مجموعة القوات الجوية سفير المملكة في أثينا "سعد بن عبدالرحمن العمار"، وقائد مجموعة القوات الجوية المشاركة في التمرين العقيد الطيار الركن "عبدالرحمن بن سعيد الشهري"، وضابط الاتصال العسكري بسفارة الرياض في أثينا المقدم الطيار الركن "راشد بن عبدالعزيز العبودي".
ويهدف التمرين إلى صقل وتطوير مهارات الأطقم الجوية والفنية ورفع الجاهزية القتالية لقواتنا الجوية إضافة إلى تبادل الخبرات العسكرية في مجال تنفيذ وتخطيط العمليات الجوية.
والجمعة، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن بلاده ستبحث مع السلطات في المملكة قرار إجرائها مناورات مع اليونان.
وأضاف: "تأسفنا وحزنّا لأنه لا يليق هذه المناورات بمشاركة المملكة، لا يجب على هذه العلاقات أن تكون، وكنا نفكر بعدم وجودها أصلا".
وتعد اليونان الخصم التقليدي والتاريخي لتركيا، منذ استقلالها عن الامبراطورية العثمانية عام 1832، وخاض البلدان 4 حروب كبرى في أعوام 1897، و1912، وبين عامي 1914-1918، وعامي 1919-1922.
وهناك خلافات مستمرة بين البلدين الأوروبيين (عضوان في حلف الناتو) حول جزيرة قبرص وبحر إيجة، وحقوق التنقيب عن مصادر الطاقة في المتوسط.
ومطلع العام الجاري، اتفقت المملكة واليونان على نشر صواريخ باتريوت المضادة للطائرات التابعة للقوات الجوية اليونانية، في المملكة.
وتأتي الاتفاقات بيت البلدين، بالتوازي مع استمرار توتر العلاقات التركية مع المملكة، حيث يمثل تقارب الرياض مع أثينا، إزعاجا لتركيا.
هذا الإزعاج تعاظم بعد اعتراض اليونان ومصر وقبرص اليونانية، على توقيع الحكومة التركية، وحكومة الوفاق الوطني الليبية، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مذكرتي تفاهم تنص أولاهما على تحديد مناطق النفوذ البحري بين الطرفين، بدأت تركيا على إثرها التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة قبرص التركية.
ويستمر توتر العلاقات التركية مع المملكة، على خلفية عدة قضايا، أبرزها مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ومطالبة تركيا بالكشف عن الآمر الحقيقي بتنفيذ عملية الاغتيال، والذي تشير تحقيقات إلى أنه "محمد بن سلمان".
ورغم ذلك، قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، في وقت سابق، إن أنقرة لا ترى أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع المملكة ، وإنها مستعدة للتجاوب مع أي خطوات إيجابية من الرياض ومن أبوظبي أيضا.
وأضاف: "بالنسبة لنا لا يوجد أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع المملكة ".
وأشارت تقارير حديثة إلى حدوث تقارب جديد بين الطرفين، على خلفية فوز "جو بايدن" بانتخابات الرئاسة الأمريكية، التي جرت أواخر العام الماضي، علاوة على إقرار المصالحة الخليجية.
ارسال التعليق