رفض التطبيع والانفتاح وراء اعتقال العلماء
قال الباحث والأكاديمي سعيد بن ناصر الغامدي: إن من الأسباب الرئيسية التي دعت السلطات السعودية لسجن الدعاة والعلماء رغبتها في تخفيف الطابع الديني، إضافة إلى مُناهضة أولئك العلماء للتطبيع مع إسرائيل.
وكشف الغامدي في برنامج “الخلية” الذي يقدّمه الناشط عمر بن عبد العزيز على مواقع التواصل الاجتماعي، أن السبب في سجن العلماء والدعاة يعود إلى رغبة السلطات السعودية الحالية في تخفيف الطابع الديني للمجتمع، لأن السلطات تعتقد أن المجتمع المتديّن والمُحافظ لا يقبل كثيراً من الملهيات والمغريات والإفساد، إضافة إلى أن الوعي إذا صاحبه تديّن تصبح لديه حساسية عالية من قضايا الفساد.
وأضاف الغامدي أن من الأسباب الرئيسية أيضاً مُعارضة تلك النخب للتطبيع مع الصهاينة، مشيراً إلى أن كل فئات الشعب السعودي رافضة للتطبيع إلا ما أسماها “الميليشيات الإلكترونية”، مضيفاً أن التطبيع لا يقتصر فقط على العلاقات مع الإسرائيليين، وإنما يمتد إلى تجريم المقاومة وسجن الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في المملكة لسنوات طويلة من الداعمين للمقاومة.
ورد الغامدي على من يتهم المقاومة الفلسطينية بالانخراط في الحلف الإيراني المُعادي للسعودية، وقال: إن من دفع المقاومة إلى إيران هو إحجام السعودية والدول السنيّة عن دعم المقاومة والوقوف ضدها.
وعن خبر إعدام الدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري الذي سُرِّب مؤخراً وتناولته وسائل إعلام مختلفة، قال الغامدي: إن تلك التسريبات ليس لها مصدر مؤكد، معتقداً أن السلطات السعودية هي من سرّبت تلك الأخبار لجس النبض والتمهيد للجريمة، ولإرهاب بقية المشايخ والدعاة، وكذا إشاعة أن هؤلاء مُفسدون في الأرض يستحقون الإعدام والقتل.
ورأى أن السلطات إذا تعاملت مع هذه القضية بالحكمة والمنطقة فلا يمكن أن تقدم على ذلك، بل لا يمكن أن تسجنهم، أما إذا كان التعامل بالطيش فإن الطيش ليس له حد ولا عقل.
وأشار الغامدي - الذي يقيم حالياً في لندن- إلى أن سبب مُحاربة الحكومة السعودية لما يسمّى “تيار الصحوة” وفكره يعود إلى تناول ذلك الفكر لمختلف قضايا الأمة والواقع، سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بينما يهادن ويقرّب النظام السعودي التيارَ السلفي التقليدي لأنه محصور في العقيدة والفقه والمسائل الدينية مع التسليم المطلق للحاكم من غير أي اعتراض إلا بالنصيحة في السر.
إلى ذلك كشف حساب “معتقلي الرأي” في السعودية في سلسلة تغريدات على موقع تويتر، أن الدعاة سلمان العودة وناصر العمر وعوض القرني لا يزالون في العزل الانفرادي، وسط ظروف احتجاز سيئة للغاية.
وفيما يتعلق بالداعية علي العمري فقال الحساب إنه تأكد من خبر نقله إلى سجن مُخصّص لممارسات التعذيب تابع للديوان الملكي، كان يشرف عليه سعود القحطاني والآن يشرف عليه فريق لا يقل عنه سوءاً، وأضاف الحساب أن العمري منذ بداية شهر رمضان في وضع صحي سيئ ويتم تكبيله بشكل شبه دائم.
وترافقت التقارير عن توقعات بتنفيذ أحكام إعدام في السعودية بحق الدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، مع شهادات عن تعرّضهم للتعذيب ولمعاملات وصفت بالمهينة في سجونهم، وترسم هذه الشهادات صورة صادمة عن واقع السجون السعودية.
ارسال التعليق