التغريدة الواحدة ب15000ريال لتلميع صور المسؤول الذي ليس له انجاز
يطالب كتاب صحفيون بالتصدي لمن يطلق عليهم "نجوم السوشيال ميديا"، بعدما أظهرت أزمة "كورونا" أنهم بعيدون عن قضايا الوطن، وفضحت مدى جهل بعضهم، وتسويقه لأفكار ومعلومات خطأ، حتى أطلق عليهم أحد الكتاب "مهابيل السوشيال ميديا"، لافتين إلى خطأ بعض الجهات التي منحتهم من المال العام، واستعانت بهم للرد على انتقادات الصحافة والإعلام، ومؤكدين أن الظاهرة استشرت ووصلت إلى الإساءة للوطن عن جهل أو عمد.
جهات تدفع لهم
وفي مقاله "مشاهير التواصل جُناة أم ضحايا؟!" يرصد الكاتب الصحفي هاني الظاهري نشأة ظاهرة مشاهير مواقع التواصل، ولماذا كانت بعض الجهات تدفع لهم أموالاً، ويقول: "بدأت ظاهرة استعانة بعض الجهات بالمشاهير قبل سنوات كأسلوب لمواجهة الانتقادات الإعلامية، أي أن هناك جهات كانت تواجه ضغطاً كبيراً من وسائل الإعلام التي تنتقد أداءها وتوضح مكامن الخلل فيه وهذه مسألة مضرة جداً بصورة المسؤول ضعيف الأداء والقدرات، ولذلك كان لا بد من أن يوجد لنفسه سلاحاً في هذه المعركة حسب المتاح والمتوفر ولم يجد حينها بعض المسؤولين سلاحاً سوى الاستعانة بمشاهير التواصل لتلميع أنفسهم في ظاهرة أسميتها قبل سنوات (ظاهرة الفلاشات السريّة).
التغريدة الواحدة بـ15 ألف ريال
ويضيف "الظاهري": "تطورت الظاهرة لاحقاً ودخلت شركات الدعاية والإعلان في اللعبة، وضمت مجموعات من مشاهير التواصل تحت مظلتها لتسهيل الأمر، إذ أصبحت بعض الجهات الرسمية تستعين بشركات الدعاية في الظاهر ليطبل لأدائها مشاهير التواصل من الباطن، وهكذا سارت الأمور حتى بلغ سعر التغريدة الواحدة من المشهور نحو 15 ألف ريال".
هناك فرق
ويرى "الظاهري" فرقاً بين توصيل رسالة توعية والإشادة بمسؤول ويقول: "ما ينبغي أن نفهمه أن هناك فرقاً بين دفع مبالغ من المال العام لمشاهير التواصل لإيصال الرسائل التوعوية أو التوجيهية المدروسة والمعدّة مسبقاً، وبين دفع مبالغ من المال العام لهم مقابل الإشادة غير الواقعية بأداء جهة ضعيفة وتضليل الرأي العام والمسؤولين حول مستوى هذا الأداء.. في الحالة الأولى (إيصال الرسائل) لا توجد أي مشكلة بل هو أمر جيد ومشروع وقانوني طالما أن المشهور مجرد (ساعي بريد) يوصل رسالة جاهزة ولا يصنعها بنفسه، أما في الحالة الثانية فهو برأيي ضرب من ضروب الفساد وإساءة استخدام السلطة وهدر المال العام، وهذا هو سبب محاربة الإعلاميين والمثقفين لهذه الظاهرة”.
وماذا بعد يا مشاهير السوشيال ميديا؟
وفي مقاله "وماذا بعد؟" بصحيفة "المدينة"، يرى الكاتب الصحفي صالح عبدالله المسلّم، أنهم لم يقدموا للوطن سوى الإساءة، ويقول: "وماذا بعد أيُها المشاهير وأبطال الإعلام الجديد؟ كما يحلو للبعض مع الأسف تسميتكم، وماذا بعد؟، ماذا قدمتم للوطن غير الإساءة تلو الأخرى..؟!.. وماذا بعد أيُها المفتونون بـ»المال» و«الشهرة»، ومع الأسف نحن (الغالبية) مَنْ دعمكم وترك لكم المساحات ليكون لكم مُتابعون وأدوار، نحنُ ومجموعة من الشركات (دعمناكم بالمال)، فعند التغطيات لافتتاح مهرجان أو (إطلاق شعار) نستدعي هؤلاء وندفع لهم الآلاف لبضع دقائق، حتى أصبح لهم قيمة -ومع الأسف، فعند افتتاح محلات حلوى وآيس كريم أو محل للأواني المنزلية أو الألعاب الإلكترونية، نجد أن الدعوات لهؤلاء (والحسّابة بتحسب!!) “.
أين هؤلاء من "أزمة كورونا"؟
ويتساءل "المسلم": "أين هؤلاء من (أزمة كورونا)، أين هم من الوقفات الحقيقية (مع الوطن)، أين هم من المواقف الإنسانية؟، اذكروا لي واحدة فقط عملوا فيها للوطن دون مقابل مادي..!! اذكروا لي (موقفاً واحداً) منهم لم يتفاوضوا مع الجهات الرسمية وغير الرسمية بالقيمة المدفوعة «مُقدماً»؟!، هؤلاء يقولون كلاماً في حساباتهم وعبر الأثير وكأنهم (الحَمل الوديع)، وهم أبعد الناس عن ذلك!
انظروا إلى سياراتهم، وتابعوا سفرياتهم وما يملكون (اللهم لا حسد)، ولكني أستغرب مواقفهم «السلبية مع الوطن» واستمرار الجهات الحكومية بدعمهم، والدفع لهم لإبراز مشاريعهم، فما بالك بالقطاع الخاص..؟!”.
لنفضحهم
وينهي "المسلم" متسائلاً: "هل حان وقت المنطقية، والعقل، و(التفكير الواقعي) بأن نتوقف عن مثل هذه الانزلاقات ونفضح هؤلاء ومشاريعهم، وأطماعهم، وأفكارهم، وأنهم يحملون مُسميات لا تُنم عن مصداقيتهم، وأن (أزمة “كورونا”) فضحتهم.. وهل نفيق إعلاماً وقطاعاً رسمياً وخاصاً ومواطنين من غفلتنا ونتوقف عن دعم هؤلاء؟!”.
" مهابيل السوشل ميديا!"
وفي مقاله "مهابيل السوشل ميديا!!" بصحيفة "عكاظ"، يرى الكاتب الصحفي أحمد الشمراني أنه "لا يمكن أبداً وضع مشاهير السوشيال ميديا في سلة واحدة فهناك إيجابيون ومؤثرون وواعون يؤدون دورهم في هذه الأزمة الصحية وغيرها من الأحداث بحس وطني وهم بالمناسبة كثر، لكن للأسف يذهب أكثرنا إلى السلبيين ويتم من خلال جهلهم الإسقاط على الكل وفي هذا ظلم بين.....!!!”.
ويستدرك الشمراني قائلاً: "مستحيل أن ننكر أن بعض التافهين شوهوا هؤلاء وشوهوا ما يسمى بالإعلام الجديد من خلال تجاوزات يومية تصل حد والعياذ بالله (مقرف) وأوظف (القرف) كأقل ما يقال عن تجاوزاتهم على كل شيء بما فيها الأخلاقيات......!!!”.
أزمة "كورونا" كشفت جهلهم
ويضيف "الشمراني": "في هذا الظرف المعني بصحة الإنسان والذي توحد فيه العالم لمواجهة هذا الوباء استغل هؤلاء الجهلة الظرف ليقدموا لنا الوجه الحقيقي لما تعاني منه عقولهم المصدية
ارسال التعليق