حفتر في مهب الريح.. هل ينقذه الدعم السعودي الإماراتي المصري؟
التغيير
أثار الحديث عن الدعم المصري والسعودي والإماراتي الجديد لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، تساؤلات حول قدرتها على وقف خسائره المتلاحقة في الغرب الليبي، وسقوط تمركزات ومدن كانت خاضعة تحت سيطرته.
وتواردت أنباء عن تحركات "سعودية إماراتية مصرية" من أجل تقديم دعم عاجل لقوات حفتر، من أجل إنقاذ قواته ومشروعه بعد تراجع سيطرته في غرب البلاد، خاصة مع رصد قوات الوفاق وصول طائرات عسكرية لدعم حفتر.
دعم متواصل
وأكدت مخابرات قوات الوفاق رصد طائرتي شحن عسكريتين تتبعان الإمارات في قاعدة الخادم، التي تسيطر عليها قوات حفتر شرق ليبيا، الأولى: طائرة شحن عسكرية يوشن UP-I7654 أقلعت من قاعدة "عصب" الجوية الإماراتية في إريتريا ووصلت إلى الخادم، والثانية: طائرة شحن عسكرية يوشن تحمل رقم تسجيل UP-I7652، غادرت قاعدة الخادم الجوية متجهة إلى الإمارات، وفق المكتب الإعلامي للقوات.
وأثار التواصل الجديد بين محور الدعم الإقليمي لحفتر "آل سعود، الإمارات ومصر" تساؤلات حول قدرة هذه التحركات على إنقاذ مشروع الجنرال العسكري الليبي، وطبيعة هذا الدعم.
من جهته، أكد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي أن "هناك رصدا كبيرا من قبل أجهزتهم المخابراتية لاستمرار التورط في دعم حفتر سواء بالطيران أو حتى بالجنود، من قبل ما نسميه محور الشر (آل سعود, الإمارات ومصر)، لكن الآن الأحداث العسكرية تسارعت أكثر من هذه التفاهمات".
وذكر المجعي في حديث صحفي أن "الوقت تجاوز هذا الدعم، ولن يفيده أو يسعفه، في ظل تقدم قوات الوفاق ووصولها اليوم إلى مشارف مدينة ترهونة، آخر معاقله الكبرى في المنطقة الغربية، والتي إذا سقط فيها سيتم ملاحقته إلى تمركزاته في الشرق وحتى مقر إقامته في الرجمة"، وفق قوله.
وأوضح المجعي من داخل غرفة عمليات قوات الوفاق أن "الضوء الأخضر السعودي ومعه الدعم الإماراتي والمصري ساهموا جميعا في إغراء حفتر بالهجوم على العاصمة"، مستدركا بقوله: "لكن مع تعثر مشروعه وخسائره المتلاحقة الآن وفقده لأهم قواعده وتمركزاته التي كان يتواجد فيها في غرب البلاد، أظن أن هؤلاء لن يراهنوا على مشروع الأخير وإلا سيكونون فاشلين مثل مشروعه"، كما وصف.
ابتعاد جيش مصر
ورأى عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس أن "مصر لن تغامر بجيشها في هذه الحرب وكان ذلك واضحا وجليا من خلال الإعلام بعد اتفاقية التعاون العسكري بين ليبيا وتركيا، وتركيزه على استضافة خبراء عسكريين كلهم اتفقوا على أن مصر لا يمكن أن تزج بجيشها في معارك خارج أراضيها، وهذا ما حدث حيث اكتفى النظام المصري فقط بالهجوم على ما أسموه التدخل التركي".
وبيّن كرموس في تصريحات إعلامية أنه "يبقى الجزء الأهم وهو الإمارات وآل سعود، وهما لا يمكن أن يرضوا بالهزيمة، وليس لهما مجال إلا ضخ أموال جديدة لمصر بغرض إدخال الأخيرة لأسلحة جديدة لحفتر، خاصة أنها تسعى للاستفادة من جزء كبير من هذه الأموال لدعم اقتصادها المنهار وجزء منه سيعطى للمرتزقة الذين باتوا يرفضون الذهاب إلى ليبيا، لأنهم شاهدوا مصير من سبقهم"، وفق تصريحاته.
واتفق مع هذا الرأي الأكاديمي المصري وأستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير قائلا: "الجيش المصري لن يتورط أكثر في ليبيا، خاصة أن دعم حفتر زاد بصورة ضخمة خلال الأسبوع الماضي، لكنه لم يفلح في إنقاذه من الخسائر المتتالية في الغرب الليبي ومعارك طرابلس".
وتابع: "لكن آل سعود والإمارات تحاولان توريط جيش مصر في حرب مهلكة، بإقحامه في ليبيا والزج به في معركة مع دولة تركيا، كون مصر هي من تملك جيشا نظاميا قويا، لكن هذه الأنظمة تريد إضعافه في معركة خاسرة لإبعاده عن ملف فلسطين مثلا"، وفق كلامه.
الدور التركي
في حين، أكد وزير العمل الليبي السابق، محمد بالخير أن "الدور التركي القوي في ليبيا جعل الوقت يتجاوز هذه التفاهمات، كون مشروع تركيا هو مشروع استراتيجي في المنطقة وسينهي مرحلة النفوذ الأوروبي على جنوب المتوسط، بل سيجعل مصر تعيد حساباتها في ليبيا، وقد تنسلخ من التحالف مع الإمارات وآل سعود إذا ما تحصلت على ضمانات بعدم المساس بنظامها السياسي ودمجها في المشروع الاقتصادي الاستراتيجي".
وبخصوص إصرار "الرياض وأبو ظبي" على دعم "حفتر"، قال: "هي خدمة تقدمها هذه الأنظمة لإبقاء السيطرة الغربية على المنطقة والتي تعتبر الضامن الأساسي لبقاء عروشهم، وكذلك تنفيذا لمخططات الثورة المضادة للحيلولة دون إقامة نموذج ديمقراطي ناجح يهدد سلطاتهم"، كما توقع.
بديل حفتر
بدوره، توقع رئيس منظمة الديمقراطية وحقوق الإنسان، عماد الدين المنتصر أن "تكون التفاهمات الجديدة بين آل سعود ومصر والإمارات، هدفها إيجاد البديل المناسب لحفتر ولسياسة القوة المفرطة، لكن فات وقت الدعم العسكري غير المحدود للأخير، ولن يستمر الرهان عليه بعد 6 سنوات من إغداق المال والسلاح".
وأضاف المنتصر أنه "سيتحول تركيز دول محور الشر هذه من صب السلاح إلى الكيد والتآمر والتربص والفتنة، ولا سبيل للنصر التام على هذه الدول إلا بالحزم التام والصرامة الفائقة في التعامل مع هذا التغيير المرتقب في سياسة ابن زايد والسيسي وابن سلمان"، بحسب تقديراته.
ارسال التعليق