اليهود وسر تسريب خفايا علاقتهم بال سعود
باتت الصحف في الكيان الإسرائيلي تتنافس فيما بينها، ايهما تنقل اخبارا جديدة عن العلاقة الحميمة، التي باتت تتكشف يوما بعد يوم، بين السعودية والصهاينة، لاسيما منذ ما يقارب العقد من الزمن، بعد ان كان الحديث عن هذه العلاقة من المحرمات، لاسيما في الكيان الإسرائيلي، خوفا من احراج السعوديين، و تجنبا لافسادها.
بعد يوم واحد فقط من إعلان "القناة الـ12 الاسرائيلية" عن خبر قيام "مسؤول إسرائيلي كبير" بزيارة السعودية مؤخرا، للتنسيق بين الجانبين قبل زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة، حيث توقعت القناة ان تخرج "قضايا للعلن" بعد هذه الزيارة، تخص العلاقة بين السعودية و"إسرائيل"، نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" تقريرا تحت عنوان :"هكذا بُنيت العلاقات السرية بين إسرائيل والسعودية"، كشفت فيه عن عمق هذه العلاقات التي تجاوزت حتى حدود التطبيع.
وجاء في جانب من تقرير "إسرائيل هيوم": انه "على مدى أكثر من عقد، زار مسؤولون إسرائيليون الرياض سراً، وبينهم غانتس عندما كان رئيساً للأركان، ورؤساء الموساد مئير داغان وتامير باردو ويوسي كوهِن، أحد الأهداف: تنسيق أمني، وخصوصاً ضدّ إيران".
اكدت الصحيفة ان جميع تلك الزيارات كانت سرية، باستثناء واحدة، وهي زيارة رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، لمدينة نيوم على ساحل البحر الأحمر، حيث التقى بمحمد بن سلمان. وشارك في اللقاء أيضاً وزير الخارجية الأميركي حينها مايك بومبيو.
يبدو ان اللقاءات بين السعوديين و "الاسرائيليين" لم تنحصر في السعودية فقط، وفقا لـ"إسرائيل هيوم"، فقد التقوا "بمستويات أخرى وفي أماكن أخرى، بمشاركة عدة ضباط برتبة لواء، وكذلك جهات مختلفة من وزارة الأمن.. وعقد ممثلو مجلس الأمن القومي اجتماعات مع مسؤولين سعوديين في دول ثالثة أيضاً، خصوصاً في الخليج الفارسي وفي أوروبا".
من الواضح ان طابع هذه اللقاءات كان امنيا وعسكريا، وهي لقاءات، ما كانت لتجري بمثل هذا المستوى وبهذه الكثافة حتى بين الدول الحليفة والتي تربطها علاقات استراتيجية، وهو ما يكشف ان السعودية، تتعامل مع "إسرائيل" كـ"حليف" ليس "محتملا" كما قال ابن سلمان، بل حليفا حقيقيا، يتم التنسيق معه في ادق القضايا الامنية والعسكرية.
وفقا لتعبير "إسرائيل هيوم"، فإن "إسرائيل" تنظر الى ابن سلمان، بانه عراب العلاقة معها، لأنه يعتبر "إسرائيل" "جهة مُرسية للاستقرار في المنطقة"، وانه دعم انضمام السعودية إلى اتفاقات أبراهام، لكنه "كُبح من الجيل القديم والمحافظ، برئاسة والده الملك سلمان".
يبدو انه كلما اقتربت زيارة بايدن للمنطقة، كلما تكثفت تسريبات الصحافة "الاسرائيلية"، حول العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية، وهي تسريبات، لم تكلف السعودية نفسها عناء نفيها، وهو ما يؤكد ان هذه التسريبات حقيقية، وتُسرّب بضوء أخضر سعودي، من اجل تهيئة الراي العام ، لموعد الاعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وهو إعلان قد لا يكون متقارنا مع زيارة بايدن بالضرورة، ولكن من المؤكد انه سيكون متقارنا مع خبر اعلان وفاة الملك سلمان، وجلوس ابنه محمد في مكانه، وهو موعد لن يتأخر كثيرا على كل حال.
ارسال التعليق