دم العدالة سينتصر على سيف الجاهلية وآل سعود الى الهاوية
* جمال حسن
استوقفني بيان وزارة الداخلية السعودية صبيحة يوم السبت وهو يتلو قائمة طويلة وعريضة من الأسماء تم تنفيذ حكم الحرابة والاعدام بالسيف في غالبيتهم المطلقة بينهم مواطنون ابرياء لا ذنب لهم سوى الدعوة للإصلاح والتغيير والحرية والديمقراطية وفي مقدمتهم رجل الدين البارز الشيخ النمر باقر النمر سجين الضمير كما وصفته منظمة العفو الدولية؛ إلى جانب قائمة طويلة وعريضة ضمت أكثر من (40) تقول السلطة انهم من الإرهابيين والقتلة وكأن السلطة تريد أن تسخر من عقل المواطن والرأي العام العالمي في دمج الجميع في قائمة واحدة تدشن عامها الجديد بسفك الدم البريء .
تاريخ آل سعود مشرق منذ قيام دويلتهم الأولى وحتى يومنا هذا بالإجرام وسفك الدماء البريئة داخل الجزيرة وخارجها وسجلهم الأسود والمظلم حافل بالكثير من الخيانة والخداع والمكر والحيلة والنفاق والتشفي بدم الغير وشق عصى المسلمين ووحدة الصف العربي والتآمر ضد هذا النظام وذاك ما لم يسير على نهجهم الجاهلي وينصاع لرغباتهم القذرة، مستخدمين بكل ذلك أموال البترول المنهوب والمسروق من لقمة عيش ابناءنا الذين يعيش غالبيتهم الفقر ويبحث بعضهم عن لقمة عيشه في المزابل ويتسكع في الأزقة والشوارع بحثاً عن مأوى مع انه أبن مملكة الذهب الأسود التي يعيث حكامها الفساد في البلاد والعباد مدعومين بفتاوى كهونتهم ودعاة جاهليتهم طمعاً ببريق الدرهم والدينار السلطوي .
أن يعدم نظاما قائماً على القبضة الحديدية انسانا مناديا بالعدالة والحرية والمساواة حفاظا على سلطته أمر شائع بين حكومات العالم الفاسدة والديكتاتورية، ولكن أن يحط من منزلة شخصية داعية للإصلاح والتغيير ويقوم بتنفيذ إعدامه بحد السيف مع من يصفهم بالإرهابيين والقتلة معترفاً بعدم سنخيته معهم، لهو أمر ببالغ الانحطاط والرذيلة والوقاحة ويدلل على عمق الفكر الإجرامي الدنيء الذي يحمله قادة ذلك النظام الوراثي وإرهابيتهم الدموية التي لا يتوانون من إرتكاب كل رذيلة ومنكر لبقائهم جاثمين على رقاب أبناء بلاد الحرمين الشريفين، والأفضع من ذلك أن ينبري مفتي المملكة ليزكي عمل السلطة الفاسدة والمنحطة وينسبه الى شرائع السماوت والدين الاسلامي الحنيف والاسلام منه ومن حكامه براء براء .
وكما دأب أجداده الدمويون على دعم حكم آل سعود الظالم، أنبرى عبد العزيز آل الشيخ للدفاع عن الإعدام المجرم لاناس، قاوموا الظلم بالكلمة والموقف، وصدعوا بالحق وجهروا بالصواب وطالبوا بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم، محكوم بالاستبداد والجهل، ومسلوب الحقوق والثروات، من قبل مجموعة فاسدة لا ترعى في خلق الله إلاّ ولا ذمة، وطالب بالعدالة والمساواة لجميع طبقات الشعب، ورفض الأفكار المنحرفة والتمييز القائم بين المرأة والرجل؛ فيصرح من أعمى الله قلبه قبل بصره على شاكلة أجداده ومن يلتف من حوله بقول يدلل على إستغبائه للعقول ولأقلام الحق ودون إستحياء لا من الرب ولا من العباد.. إن "الأحكام الشرعية الصادرة لا لبس فيها" مدعيا أن تنفيذها "رحمة للعباد" و"دفاعاً عن أمن الأمة"، أي أمن آل سعود وسلطتهم التي قامت على القتل والدم، ولا تزال حتى يومنا هذا .
صحيفة "الاندبندنت" البريطانية وصفت الشيخ النمر بالمطالب بانتخابات حرة في السعودية والمناضل ضد التهميش الذي تتعرض له المناطق الشرقية. مضيفة ان الشيخ النمر لم يدع الى العنف مركزة على تاكيده بان (نحن بزئيرالكلمة اقوى منا بأزيزالرصاص) وانه رغم ذلك قامت سلطات الرياض باعتقاله واعدامه.
مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط "فيليب لوثر" هو الآخر وصف "اعدام الشيخ النمر بتصفية حسابات سياسية، ومحاولة اسكات الانتقادات ضد النظام السعودي"؛ وذلك وسط تعمية للرأي العام العربي والغربي إزاء ما يقوم به آل سعود الجناة من جرائم بحق شعبهم وشعوب المنطقة ودعمهم بكم الأفواه وإقصاء الاقلام التي تكتب عن هذه الجرائم، لكن ما أثبته اعدام الشيخ النمر ان الكلمة ستبقى أقوى من الرصاص ومن السيوف.
قرار إعدام النمر وباقي المظلومين صوت العدالة والحق والحرية والمساواة سيرتد على أصحابه في الرياض الذين هم "جزءاً من الموقف الجاهلي" وأهل السنة منهم براء، وسيعجل بسقوطهم وسيذكي الفتنة ويدفع الى الفوضى في المنطقة التي تشهد حمى مذهبية مفتعلة بمال أميركي وبتنفيذ سعودي- حسب قول رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، واغتيال الشيخ النمر سيزيد من أزمة النظام السعودي – كما قالها الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي سيف دعنا.
"التیار المؤدلج" داخل الأسرة السعودية الحاکمة المتمثل بـ"سلمان" و"المحمدين"، والذي وبغية التضليل على الإنتكاسات الشدیدة التي تعرضت لها سياسته العمياء في المنطقة من العراق وحتى سوريا وعلى الخصوص الحرب على الیمن وخلقت حالة من عدم التوازن والترنح ودفعت هیبة آل سعود نحو الانهيار وأصبح المطلوب فقط الحفاظ على ماء الوجه؛ اقدم على هذه الجريمة النكراء في سفك الدماء بحثاً عن ماء الوجه المفقود .
وفي رحلة البحث عن الهیبة أرتد "سلمان" الى الداخل لصنع هیبة ولو على جثث المواطنين ليسفك دمهم البريء بكل وقاحة وشراسة وإجرام، موحياً أن سلطانه لا يزال قوياً وأنه ليس بمريض ومصاب بالزهايمر غير قادر حتى على القيام بواجباته الشخصية، وليفرض هیبته وسلطانه وحكم اسرته المتلاشية الهاوية الى الزوال بالقوة والدم، فی مغامرة طائشة، ورحلة بحث مجنونة عن هیبة مرغت فی تراب الیمن - والقول للباحث والأکادیمي توفیق هزمل .
"سلمان" أضاف صفحة سوداء جديدة لسجل آل سعود الاجرامي ورقما جديدا لتاريخهم الأسود العفن باعدام الشيخ النمر وباقي المعدومين الذين لم تثبت جريمتهم في محاكم عادلة وان ادعى النظام ذلك ليدخل في سجل مسلسل عدائها وجرائمها ضد الشعوب وبات حكمهم على شفير السقوط وستواجه مصيرا يكشف عن خبثهم في القريب العاجل .. أليس الصبح بقريب !؟.
ارسال التعليق