آل سلمان وإثارتهم الأزمة الدبلوماسية مع كندا.. الدوافع والاسباب
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكي
بالغت مملكة سلمان السعودية ردة فعلها إزاء مطالبة الخارجية الكندية هذه السلطات بالافراج فوراً عن المعتقلين في السجون السعودية من الناشطين والناشطات في المجتمع المدني في المملكة، وازاء تعبير الوزارة الكندية عن قلقها لما يتعرض له هؤلاء المعتقلين من اجراءات .. فبدلاً من أن تكتفي السلطات السعودية باصدار بيان تنفي فيه ما ذكرته الوزارة الكندية وتعتبر ذلك تدخلاً في الشأن الداخلي، كما جرت العادة بين الدول في مثل هذه الحالة، ذهبت تلك السلطات بعيداً في الرد على الخطوة الكندية حيث أصدرت بياناً شديد اللهجة أعلنت فيه قطع العلاقات بين البلدين، وسحب السفير السعودي من كندا وطرد السفير الكندي من الرياض، ثم تبعت هذا الاجراء بعد 24 ساعة باجراء آخر تمثل بقطع العلاقات التجارية وايقاف الصفقات التجارية بين البلدين وايقاف ارسال البعثات الى كندا واحتمال سحب15 الف طالب سعودي كانوا قد بعثوا الى كندا للدراسة 800 منهم يدرسون في العلوم الطبية..
هذا الموقف السلماني الذي اتسم بالتشنج والتهور أيضا أثار استغراب الراي العام الغربي وفاجأ حتى الكنديين ايضاً، اذ لا يستلزم الامر كل هذا التشنج، خصوصاً وان الولايات المتحدة كانت قبل شهرين قد طالبت السلطات السعودية بمثل ما طالبتها به الخارجية الكندية، حيث ان المتحدثة باسم الخارجية الامريكية كانت قد قالت يوم ذاك ان (واشنطن قلقه بشأن سجن واعتقال عدة ناشطين وناشطات في الرياض) مؤكدة، أن (إدارة البيت الابيض تتابع الامر عن كثب)! كما أن مساعد وزير الخارجية الامريكي ديفيد ساتر فيلد كان قد قال ان الاعتقالات في السعودية مناقضة لطموحات الانفتاح في المملكة، واعرب عن استمرار قلق واشنطن من بعض الامور التي تجري في السعودية، مؤكداً انه بكل تأكيد، لا نلزم الصمت.
إزاء قضايا حقوق الإنسان في حوارنا مع السعوديين، على حد زعمه وقوله. واللافت أن النظام السلماني لم يقم بأي رد فعل مناسب إزاء (التدخل الامريكي) بشأن بلاده الداخلية بحسب مفهومه، كما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية رداً على كندا ..على أن عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد عبدالله آل زلفة، فسر هذه المفارقة في الموقفين السعوديين من كندا وامريكا، بأن الأخيرة دولة عظمى، والمملكة لا تفرط بعلاقاتها الاستراتيجية والتاريخية العميقة مع الولايات المتحدة من أجل قضية هامشية واضاف الفرق كبير جدا بين كندا والولايات المتحدة ..كندا ليست دولة عظمى، ولا لها عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، وعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية تقتصر على التجارة، وبعض المنح الطلابية)!! وهذا التبريرلا يقنع أحد، لكنه يكشف حقيقة مهمة جدا تفسر لماذا لا يكون الموقف السعودي سيان ازاء كل من كندا وامريكا، بالرغم من أن كليهما تدخلا في الشأن الداخلي السعودي بحسب الفهم السعودي! تتمثل هذه الحقيقة، في أن آل زلفة، أراد أن يقول وبصورة غيرمباشرة وملتوية، أن الولايات المتحدة هي الحامي للنظام السعودي، ولذلك لا يمكن للعبد أن يعترض على سيده مهما تطاول عليه، سيما وان ترامب يعتبر النظام السعودي بقرة حلوب، وهو يستفيد من حليبها (أموال وثروات) هذه الأبقار (الأنظمة)، وإذا جف حليبها ستذبح.. بل أن ترامب قال ان هذه الأنظمة (الخليجية) لا تصمد اكثر من اسبوع واحد في الحكم اذا رفعت عنها المضلة الأمريكية.. ما يعني ذلك الخنوع السعودي للسيد الأمريكي والامتثال لكل إملاءاته، واستقبال كل أهاناته وبلعها بكل رحابة صدر، والسكوت عن عبثه بكرامة النظام نفسه وبسيادة الدولة السعودية!!وبحسب منطق آل زلفة عضو مجلس الشورى السعودي السابق، لماذا يعتبر التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي السعودي قضية هامشية؟ بينما في حال التدخل الكندي قضية أساسية قضية كرامة وانتهاك للسيادة؟ اعتقد أن الأجابة على هذه المفارقة، هي كالأتي، ويمكن أن نجملها بالنقاط الآتية: ـ
1ـ ان مبالغة السلطات السعودية في الرد على كندا جاء على خلفية محاولة رد أعتبار للنظام والتعويض عن هدر الكرامة وكذلك عن الدونية والاذلال الذي بات يسيطر على مشاعر محمد بن سلمان وأبيه سلمان، وعلى كل جلاوزة النظام، ذلك لان تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع النظام السعودي سحق كرامته وسلب كل كبريائه الذي كان يتبجح به أمام شعب المملكة وأمام الرأي العام العربي والأسلامي، فترامب الى الآن يعتبرهم أبقار حلوبة، ويطالبهم بدفع أجرة الحماية، ويهددهم انهم اذا لم يدفعوا، فأنه يرفع الحماية عنهم،وحينذاك إنهم لا يصمدون اكثر من أسبوع.أن ترامب لم يقف عنذ هذا الحد وحسب، بل يتخذ قرارات بدون التشاور مع هذا النظام، وبدون إبداء أي احترام له مطلقا، ودائما يصدر لآل سلمان الأوامر، وعلى هؤلاء التنفيذ، فكما ذكرنا، أن العلاقة الامريكية مع آل سعود صيغت وفق معادلة السيد والعبد، حتى أن هذه المعادلة تركت أنطباعاً عند الرأي العام بأنه النظام السعودي لم يكن سوى إداة بيد ترامب ينفذ مطالب الأخير، تجلى هذا الأنطباع من خلال تعليقات الكثير من المغردين من شعب المملكة وبقية الشعوب العربية، على مواقع التواصل الاجتماعي، تسخر من النظام السعودي ومن تعامل ترامب معه، لدرجة ان هذا النظام أيقن بأنه فقد هيبته، وفقد كرامته، وفقد كل الهالة المزيفة التي كان قد صنعها لنفسه، من خلال إعلامه الضخم ومن خلال أعلامه الأجير الذي انفق عليه الأموال الطائلة. وما عمّق مشاعر الدونية والاحتقار عند بن سلمان وابيه وجلاوزته، هو تحدي كوريا الشمالية وايران لترامب ولتهديداته لهما وإجبارهما له بالتراجع عن تهديداته، والاستعداد للتفاوض معهما بدون قيد أو شرط، ذلك فضلاً عن رفض الصين وروسيا وحتى الاتحاد الأوربي وتركيا وباكستان، لاجراءاته بشأن إيران بعد إنسحابه من الاتفاق النووي.
يضاف الى ذلك، أن النظام السعودي فقد الكثير والكثير من سمعته بسبب سياسات لسياسات التي أملاها ترامب عليه ومنها عدوانه على الشعب اليمني الأعزل فقد سقط أخلاقياً، وكما قلنا قبل قليل سقطت عباءته الأسلامية وانكشف الوجه الحقيقي ( الامريكي الصهيوني) والعدو للامة الاسلامية وللدول العربية خاصة، لهذا النظام، على اثر المذابح التي اقترفها ويقترفها بحق هذا الشعب المظلوم الذي لم يرتكب أي ذنب بحق السعودية ونظامها، لدرجة أن هذه السياسات أدت الى تذمر قطاعات عريضة داخل العائلة السعودية, ودفعتها الى التحرك ضد بن سلمان، للتخلص من هذه الورطة التي وضع هذا المراهق البلاد والعباد بها.. وعلى خلفية هذا الفشل والسقوط الاخلاقي، حاول بن سلمان الظهور بمنظر الحازم والمسيطر على الوضع، والذي لا يسمح للآخرين بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية، في محاولة لاقناع الرأي على الاقل داخل المملكة وفي الدول العربية بهذا الامر من خلال هذا الاستعراض الصبياني امام كندا..
2ـ معروف عن النظام السعودي، أنه حساس جداً من الاشارة الاعلامية الى وجود معارضة لهذا النظام داخل المملكة، فكيف اذا كانت هذه الاشارة تأتي من دولة ذات أهمية كبيرة في المجتمع الدولي وذات مصداقية مثل كندا!؟ ثم أن هذه الاشارة لم تكن مجرد إشارة وحسب، وإنما تأكيد كندي على وجود معارضة وسجناء راي يمارس النظام بحقهم الظلم وعدم الأنصاف، وبالتالي فأن هذا التأكيد على وجود المعارضة يعني من وجهة نظر بن سلمان خاصة والنظام السعودي عامة أمرين:
الأول: يعني تشجيعاً للمعارضة الداخلية في المملكة ضد النظام، باشعارها أنها ليست وحدها وأنما هناك قوى دولية تقف وراءها وتطالب بحقوقها وبانصافها، ما يعني ذلك منحها زخماً جديداً، في الجرأة والتحدي للنظام، وفي فضحه وكشف جرائمه بحق الشعب في الجزيرة العربية.
الثاني: هو أن الموقف الكندي في الدفاع عن المعارضة في السعودية، يمكن أن يفتح الباب موارباً أمام دول أخرى للقيام بخطوات مماثلة، ما يشكل ذلك ضغطاً داخلياً وخارجياً على النظام، يُفسد عليه عمليات ومحاولات تزييف الوعي لدى الرأي العام العربي والاسلامي وحتى الغربي، من خلال تسويق صورة للنظام مقبولة، أجريت عليها رتوش اخفت تجاعيد هذا النظام وظلمه وقهره للمواطن في نجد والحجاز وملحقاتها. ولعلّ وكالة (بلومبرغ) الأمريكية اشارات الى هذه النقطة في تقريرها عن الازمة الدبلوماسية الكندية – السعودية يوم 6/8/2018، ومما جاء في التقرير بهذا الصدد.. (أن القرار السعودي يظهر (الوجه الصارم) للأمير محمد بن سلمان، الذي لن يتسامح مع أي معارضة، أو محاولات للتدخل في الشأن الداخلي السعودي). ونقلت الوكالة الأمريكية عن كريستيان أولريتشين، الزميل في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس في ولاية تكساس الأمريكية، والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، قوله: (أن قطع العلاقات الدبلواسية السعودية مع كندا يظهر كيف ستكون المملكة الجديدة التي يؤسسها محمد بن سلمان) وتابع قائلاً (يكشف هذا ان محمد بن سلمان والممكلة لن تتسامح ولن تكون مضطرة لتحمل أي شكل من أشكال الانتقاد في تعاملها مع شؤونها الداخلية، أو أي شكل من اشكال التدخل الخارجي).
3ـ لعل بن سلمان فسر الانتقاد الكندي لسياساته الداخلية خصوصاً مع المعارضين ونشطاء الرأي وحقوق المرأة، على أنه رسالة ضغط غربية وحتى أمريكية على بن سلمان، بل يعتقد الأخير، أن الأمر أكثر من رسالة، يتعدى الى التهديد بسحب التأييد الغربي والأمريكي لوصول بن سلمان الى عرش المملكة لأن ولي العهد السعودي، وبعد التأييد العلني الذي منحه الغربي وإمريكا إياه خصوصا بعد زيارته المطولة لامريكا وبريطانيا وفرنسا، تبنى سياسات متهورة كادت ان تلحق بالمصالح الغربية في المنطقة أضراراً بالغة، أو تشعل حرباً شاملة في المنطقة، من مثل إحتجازه الرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، ومن مثل إنسياقه مع كوشنر صهر ترامب ومستشاره في محاولة تمرير صفقة القرن، واحتمالية تفجير المنطقة برمتها.. وما يزال هذا المراهق يحرج الغرب أمام الرأي العام ومنظمات حقوق الإنسان بارتكابه الجرائم في اليمن، وفي الداخل السعودي أيضاً، وفي المناطق أخرى مثل البحرين، ما يرجح هذا الأمر، هو الدعوة التي وجهتها أمريكا وبريطانيا للسلطات السعودية باحترام حقوق الناشطين، واعرابهما عن القلق وذلك في خضم تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين كندا أو السعودية، وما يرجح ان الانتقاد الكندي جاء في السياق المشار اليه، حملات الانتقاد لابن سلمان وتحميله مسؤولية تدهور أوضاع حقوق الإنسان في بلاده، من قبل أوساط اعلامية أمريكية ومحللين سياسيين واعلاميين أمريكيين ايضاً، ففي هذا الاطار نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالات للكاتب والمحلل إيشان ثارور يوم 8 آب 2018 أن بن سلمان وعد بجعل الشرق الأوسط، أوربا القادمة مما دفع الكثيرين من كتاب الاعمدة البارزين في الصحافة الامريكية الى كتابة تعليقات وردية، لكن مواقفه المتشنجة ازاء كندا، كشفت هشاشة كلامه ووعوده، مثيراً استغرابه من الحساسية المفرطة في ردات فعله الغير المتزنة.. وعلى خلفية التصرف السعودي ازاء الانتقاد الكندي هاجم كريس هيز ويعد من اكبر مقدمي البرامج السياسية في شبكة (msnbc) الامريكية خلال برنامجه الاخير, سياسة بن سلمان قائلا: (أن محاولة تحسين صورة بن سلمان في الماضي كانت مقززة والآن هذا هو الاثبات). وأعادة هيز تشر تغريدة المحلل السياسي الأمريكي ستيفن. أ. كوك المتخصص بالسياسية العربية وسياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والتي قال فيها: (فعلا السعوديون لم يتمكنوا من الحصول عليها بأي شكل.. (في إشارة الى الاصلاحات واطلاق الحريات).. التظاهر بأنهم اصلاحيون، ثم إلقاء النشطاء في السجون، وبعد ذلك يستأؤون عندما يجرؤ الناس على انتقادهم لعدم اصلاحهم فعلياً). وتساءل أحد المغردين على حساب المحلل كوك بالقول: إذن هل مهرجان الغرام تجاه محمد بن سلمان في واشنطن سيتراجع؟): ليجيب الآخير: (لقد تراجعت نغمته منذ نوفمبر / ديسمبر الماضي).
كوك عاد مرة أخرى للتغريد بسخرية بشأن السياسة السعودية بعد اعلان وقف الرحلات الجوية الى كندا وقال: (التالي ... خندق ـ ويقصد حفر خندق حول كندا مشابه لمشروع قناة سلوى لفصل قطر عن الجزيرة العربية وتحويلها الى جزيرة ـ ).
على أنني اعتقد أن بن سلمان لا يجروء على هذا التصعيد مع كندا، الاّ بضوء أخضر أمريكي، والسياسة الامريكية المزدوجة معروفة، فهي في الوقت الذي بعثت رسالة لابن سلمان، بهدف شفط المزيد من الأموال، وبهدف الضغط والابتزاز السياسي والاعلامي لنظام آل سلمان، بعدما قيل أن الملك سلمان استلم من أبنه ملف القضية الفلسيطينية والتسبب في تأجيل تنفيذ صفقة القرن التي صيغت لتصفية القضية الفلسطينية وفتح الأبواب على مصاريعها لتطبيع والتحالف العلني مع الكيان الصهيوني، نقول في الوقت الذي بعثت فيه الإدارة الأمريكية هذه الرسالة، فأنها ارادت أن توجه رسالة أخرى للسلطات الكندية على خلفية الخلافات الأمريكية الكندية التي أثيرت قبل عدة اشهر بعد اعلان ترامب رفع الرسوم الجمركية على الصادرات الكندية عبر المنافذ البرية، حيث أنزعجت السلطات الكندية من هذا الاجراء، وبدوره غضب ترامب من الانتقادات والاعتراضات الكندية، وما يعزز هذا الامر، هو الموقف الذي أتخذته الإدارة الأمريكية من الأزمة، فموقفها هو أقرب الى الحياد، ومنه الى التضامن مع كندا، ولعل مطالبتها النظام السعودي بالاهتمام بحقوق الإنسان واعلان قلقها عن سجناء الرأي في السعودية، هو للتضليل على موقفها المزدوج من الأزمة!
4ـ البعض يقولون أن النظام السعودي غالى في ردة فعله تجاه كندا.. تعبيراً عن حالة الغضب والضيق التي تسيطر على هذا النظام، لدرجة أن الانتقادات الكندية صاقت لتفجر مخزون هذا الغضب عند النظام السعودي، أو القضية التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل العربي، فكانت بريطانيا قد انتقدت النظام واعتذرت، وايضا السويد واعتذرت، ثم أقدمت ألمانيا على وقف أبتياع السلاح للنظام السعودي بسبب حربه ومذابحه التي يقترفها بحق الشعب اليمني، ذلك إضافة الى ان الحكومات الغربية وحتى في الولايات المتحدة، تتعرض منذ اكثر من سنة ولحد الآن على حملات ضغط من الاعلام الغربي ومن منظمات الضغط في المجتمع الأوربي، ومنظمات حقوق البشر، بهدف عدم التعامل مع النظام السعودي، لأنه منتج ومروج للفكر الوهابي الأرهابي في المنطقة والعالم، والذي ارتكب جرائم مروعة وما يزال في العراق وسوريا وليبيا وافغانستان و.و. وحتى في بعض العواصم الأوربية مثل باريس ولندن.. ففي ظل هذا الجو المشحون جاءت الانتقادات الكندية للنظام، مما دعاه الى القيام بهذه الخطوات المتهورة، التي تعكس قلقه وخوفه من المصير الذي ينتظره، سيما في ظل تنامي المعارضة في السعودية، بل حتى وسط العائلة المالكة السعودية، كما تؤكد التقارير الواردة من هناك.
وقبل أن اختم هذه السطور اود الأشارة الى ملاحظتين الأولى: هي يجب أن يتصرف النظام السعودي مثل ما يحب أن يتعامل معه الآخرون، فهو أكبر وأوقح متدخل في الشؤون الداخلية للغير، فهو يشن حرباً على الشعب اليمني المظلوم بلا سبب جوهري مقنع، ويتدخل في شؤون العراق، وجولات السبهان قبل طرده من بغداد معروفة للقاصي والداني، واعترافات وزير الخارجية القطري ورئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثاني، حول دور السعودية وقطر في التدخل بالشأن السوري وجلب القطعان التكفيرية وتسليحها وتدمير هذا البلد موثقة، اي هذه الاعترافات، ثم تصريح بن سلمان بنقل المعركة الى داخل ايران، ايضا تدخلاً سعودياً، ذلك فضلاً عن احتجازه للحريري وسجنه واجباره على التنازل عن رئاسة الوزراء والقصة معروفة.. فعلى بن سلمان أن يردع نفسه قبل أن يردع الآخرين، وعليه ألا يتدخل في شؤونهم وينتهك سيادتهم، حتى لا يتدخلون في شؤونه الداخلية.
ارسال التعليق