أبرز نتائج مغامرات بن سلمان الخارجية
[ادارة الموقع]
اخفاق يتلوه اخفاق، لا يتوقف ولي العهد محمد بن سلمان عن المغامرات غير المحسوبة النتائج؛ يمضي الأمير الشاب في سياسة جديدة كان قد بدأها منذ وصوله إلى ولاية العهد معتمدا في تسويقها على الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تقدم له سوى "الوهم" وتأخذ مكانه الأموال، ليجد نفسه اليوم محمد بن سلمان بعد سلسلة مغامراته السياسية وحيدا يداعب الكثبان الرملية وسط الصحراء ولا نستغرب أن تبتعد عنه واشنطن إذا ما تفاقمت الأمور اكثر من ذلك.
حلفاء المملكة خارج السلطة
باكستان
خلال الأسابيع القليلة الماضية انتهت الانتخابات العامة في باكستان لصالح حزب"حركة انصاف" بقيادة عمران خان الذي تربطه بايران علاقات وطيدة مقابل سقوط حزب" الرابطة الاسلامية؛ جناح نواز" المقرب من المملكة السعودية، وبهذا خسرت المملكة أحد أهم حلفائها في باكستان، وقد شاهدنا غضب آل سعود من خلال الاعلام الرسمي الذي بدأ بتوجيه انتقادات لاذعة لحزب "حركة إنصاف" وعمران خان بشكل شخصي.
ماليزيا
يوم الاثنين الماضي أعلنت كوالامبور اغلاق "مركز مكافحة الارهاب" المدعوم من قبل السعودية، والذي أطلقه الملك سلمان قبل عام ونصف، ويأتي هذا التطور بعد خروج حليف آل سعود رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق من السلطة على خلفية الانتخابات الاخيرة التي شهدت عودة مهاتير محمد إلى الحكم مرة أخرى، وفي 3/7/2018، أُعلن عن محاكمة رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق بتهمة حصوله على رشاوي من المملكة العربية السعودية.
لبنان
حجّم بن سلمان بسبب تصرفه المسيء للشعب اللبناني دور رئيس الوزراء سعد الحريري الذي كانت قد احتجزته المملكة في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 واجبرته على تقديم استقالته، ليعود إلى بلاده فيما بعد بوساطة فرنسية، إلا أن ما جرى اثر فيما بعد على العلاقة مع السعودية، وخسر انصار الحريري في الانتخابات وانخفضت شعبية حزبه وحتى اللحظة الحكومة معطلة لعدم رضى السعودية عن نتائج الانتخابات.
دول غاضبة من سياسة بن سلمان
كندا
لم تستطع كندا تحمل الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان داخل اسوار المملكة، وعلى هذا الأساس غرد سفير كندا في المملكة قبل 6 ايام على حسابه على "تويتر" مطالبا المملكة بالافراج "فورا" عن نشطاء حقوق الانسان المعتقلين في السعودية، ما اثار غضب الأخيرة لتستدعي سفيرها من كندا على الفور ، معتبرة سفير الأخيرة في الرياض «شخصاً غير مرغوب فيه»؛ على خلفية ما اعتبرته الرياض «تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية للبلاد»، حسب بيان وزارة الخارجية السعودية.
وحتى اللحظة الأزمة الدبلوماسية بين البلدين مستمرة، وهناك محاولات من عدة دول لتخفيف حدتها، إلا إن كندا أصرت على موقفها فيما يخص حقوق الانسان، مقابل ذلك تعنتت المملكة برفض الانصياع لموقف كندا واصرت على أن حملات الاعتقال شأن داخلي.
المانيا
في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قامت السعودية بسحب سفيرها من ألمانيا بعد تصريحات لمّح فيها وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، بمسؤولية السعودية عن احتجاز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، بعد استقالته في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وزعزعة استقرار دول منطقة الشرق الأوسط.
ووصفت السعودية التصريحات بالمشينة والعشوائية وغير المبررة، وقررت استدعاء سفيرها لدى ألمانيا الأمير خالد بن بندر بن سلطان للتشاور، وتقديم مذكرة احتجاج إلى السفير الألماني لدى السعودية.
وأبدت الخارجية الألمانية حينها تحفظها على حصار قطر مجدداً، وذكرت في بيان 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أن «حصار قطر المستمر يهدد التنمية وجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة».
وألقت الأزمة بظلالها على العلاقات الاقتصادي، وتضررت شركات ألمانية من تداعيات الخلافات الدبلوماسية بين البلدين
ولم تتوقف الأزمة الدبلوماسية على المانيا وكندا فقد شهدنا مثيل لها مع بلجيكا التي أصدرت محكمتها العليا أوائل شهر يوليو (تموز) 2018 قرارا بمنع تصدير الأسلحة إلى السعودية؛ بسبب أوضاع حقوق الإنسان في السعودية، فضلًا عن السويد التي ألغت عقود تسليح مع السعودية عام 2015.
يضاف إلى ما تقدم "حصار قطر" و"العدوان على اليمن" وغيرها من الملفات الشائكة التي لن يكن من السهل مطلقا على بن سلمان الخروج منها، وهذا يفضي إلى مجموعة من النتائج، تظهر عدم وجود خبرة سياسية لدى بن سلمان، اضافة لسرعته في اتخاذ القرارات، فضلا عن الفشل الذي يعد أحد اهم الأسباب في افتعال المشاكل، فحتى الساعة لم ينجح بن سلمان في تحقيق أي نصر داخلي أو خارجي ملموس، ومن المتوقع أن يغرق بن سلمان في مشاكل أضخم من هذه في حال بقائه على نفس النهج.
ارسال التعليق