حدث وتحليل
ارتفاع فواتير الكهرباء.. نتيجة طبيعية لمشاريع ابن سلمان
[ادارة الموقع]
رغم كل الوعود التي تطلق من قبل السلطة بنقل البلاد من حال الى حال بما يوحي ان الرخاء هو ما سيلقاه المواطن بفعل الرؤى والمشاريع التي يعد بها ولي العهد محمد بن سلمان، إلا ان الوقائع تظهر ان الصعوبات تزداد يوما بعد يوم في حياة السعوديين وترتفع معها أكلاف السلع والخدمات من دون حصول ارتفاع للرواتب والاجور وفي ظل غياب التنمية المستدامة والشاملة لمختلف المناطق مع ارتفاع نسب البطالة والفقر وعدم خلق فرص عمل جديدة للشباب.
تساؤلات كثيرة مطروحة بشكل دائم في الشارع لدى المواطن، إلا ان ما يزيد من وطأتها اليوم هو ارتفاع فواتير الكهرباء كخدمة اساسية وضرورية في حياة الناس خاصة في فصل الصيف في ، بما يزيد من إرهاق كاهل المواطن ورب العائلة من دون وجود جدوى اقتصادية واضحة لهذه الزيادة ومع غياب النتائج الملموسة لكل السياسات الاقتصادية التي وعدت بتحسين الاحوال، ومن هنا بات المواطن يسأل عن النتائج العملية لرؤية 2030 واين ستصرف اموال خزينة الدولة وبالتحديد ثمار المشاريع السياحية التي يتم تدشينها؟ ومن المسؤول عن الصعوبات التي يعاني منها المواطن بشكل عام ومن المسؤول عن رفع فواتير الكهرباء اليوم؟ هل المسؤول هو شركة الكهرباء ام ولي العهد السعودي(وفريقه المقرب) بصفته حاملا لواء التغيير الاقتصادي في البلاد؟
دفع ثمن الخدمات.. والمشاريع السياسية
الحقيقة ان المواطن عليه ان يدفع تكلفة ليس فقط فاتورة الكهرباء او الماء او اي خدمة او سلعة اساسية يحتاجها في يومياته، بل على هذا المواطن بالاضافة الى ذلك دفع تكاليف المشاريع التي تقدمها السلطة خدمة لآل سعود وبالتحديد اليوم لبعض افرادها خاصة خدمة مشاريع وطموحات محمد بن سلمان الشخصية الآنية والمستقبلية، فالحاكم عندما يبذر اموال الدولة والناس تارة لشراء لوحة فنية وطورا لشراء يخت فخم لاستخدامه مرة او مرتين طوال العام، واحيانا لتقديم استثمارات للرئيس الاميركي دونالد ترامب ومن معه من المقربين لنيل الرضى بغية الجلوس على كرسي الملك، وعندما تدخل الدولة في حروب عبثية مكلفة كما هو في اليمن وغيرها وتغرق نفسها بمشاريع فتنوية في العديد من البلدان، عندما يحصل كل ذلك وغيره الكثير من الامثلة تصبح الدولة عاجزة عن تغطية ودعم الخدمات الاساسية التي تدعمها الدول المحترمة في مختلف أنحاء العالم ومن بينها الكهرباء، فأموال الناس والدولة تصرف خدمة لمشاريع ابن سلمان وطموحاته، ولذلك تحتاج الدولة الى جمع المزيد من أموال الرسوم والضرائب لتغطية العجز الحاصل بفعل القرارات الخاطئة والاساليب غير المدروسة.
والشكوى من ارتفاع سعر الكهرباء وصل لحد رفع الصوت من قبل أحد افراد العائلة السعودية الذين لا تؤثر فيهم الفواتير وهو سعود محمد العبد الله الفيصل الذي اشتكى ايضا من هذا الامر، حيث قال "فيلا 400 متر لا يسكنها أحد من بداية رمضان كيف وبأي منطق تكون فاتورتها 21 ألف؟؟"، اما الشركة السعودية للكهرباء فقد عللت سبب ارتفاع فواتير الكهرباء المفاجئ بأنه يعود في المقام الأول لتصحيح أسعار التعرفة الكهربائية هذا العام حسب شرائح الاستهلاك في القطاع السكني، إضافة إلى تغير أنماط الاستهلاك في فصل الصيف من خلال الارتفاع الكبير في استخدام أجهزة التكييف، حيث أن 70% من قيمة استهلاك الفاتورة يعود في الغالب إلى استخدام أجهزة التكييف.
سوء الادارة.. والنتائج الكارثية
والواقع ان ارتفاع الأسعار سواء الكهرباء وغيرها سيكون مسألة طبيعية في ظل فوضى الصفقات لشراء السلاح ولإرضاء ترامب التي تعقد على خلفيات سياسية واضحة ودون ان تجري لها الدراسات اللازمة حول أهدافها والحاجة منها، ما يعني توريط البلاد بهذه التكاليف بدون معرفة الحاجة الفعلية لها وما اذا كانت تخدم المصلحة العامة ام لا، وما يجري في هذا الامر يدل على سوء الادارة التي يمارسها ابن سلمان للبلاد والتي ستوصل الى نتائج سيئة وكارثية وستؤدي الى ما لا يحمد عقباه وستنتج المزيد من الهدر وتضييع اموال الناس من دون حسيب او رقيب لعدم وجود مساءلة ومحاسبة من قبل جهات مستقلة ونزيهة تعمل لخدمة الوطن والمواطن، باعتبار ان كل الادارات هي أدوات بيد السلطة المكرسة اليوم بيد ابن سلمان، وبالتالي فإن أفعال الحالم بكرسي الملك ستدفع بكل الادارات والمرافق الخدمية للعمل لجلب الاموال وتغطية العجز الحاصل في الموازنات من جيوب الناس اكثر فاكثر.
ارسال التعليق