العدوان السعودي الإماراتي على اليمن يدخل عامه السابع...و التحركات الأمريكية والأممية لإيقافه!!
[عبد العزيز المكي]
مجيء الرئيس الأمريكي منذ جو بايدن قبل أكثر من شهرين، إلى البيت الأبيض والإعلام الأمريكي وبعض الإعلام العربي والغربي يروج لمقولة أن بايدن مع وقف الحرب على اليمن"، حيث أثار هذا الإعلام وما يزال، بل حتى بعض المؤسسات الأمريكية مثل الكونغرس الأمريكي، ووزارة الخارجية الأمريكية أجواءاً ومناخات سياسية وإعلامية، حول ما سموه قرار الإدارة الأمريكية بوقف حرب اليمن"، وذهب بعض المحللين إلى إقدام بايدن بقطع الأسلحة الفتاكة عن السعودية والأمارات، وما إلى ذلك من المزاعم والأكاذيب التي دأبت الأوساط الإعلامية والسياسية الأمريكية وبعض العربية كما قلنا على تسويقها!!
لم يتوقف الجهد عند حد إثارة مثل تلك الأجواء وحسب، بل راح الاميركان يتحركون فعلاً على صعيد تحريك ملف المفاوضات مع أنصار الله، ويبدو لي أنهم تحركوا على ثلاثة محاور:
1- الإيعاز للنظام السعودي بإطلاق " مبادرة" بحسب التسمية السعودية، لوقف الحرب إذا قبل بها الحوثيون تنص على فتح جزئي للحصار المفروض على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وانطلاق الحوار على أساس الأسس التي كانت قد حددها النظام السعودي في اليوم الأول لانطلاق العدوان قبل ستة سنوات، وهي القرار الدولي2216، وتسليم الحوثيين لأسلحتهم الثقيلة والانسحاب من صنعاء!! ولذلك اعتبرها أنصار الله إجترارًا وترديداً لما سبق وان طرحته السعودية لإنهاء العدوان، ولذلك قالوا إن ليس فيها جديد ورفضوها جملة وتفصيلا، وهم محقون بذلك، فحتى المتعاطفين مع النظام السعودي اعتبروا هذه المبادرة مناورة إعلامية مفضوحة، وجاءت على خلفية ضغط أمريكي أو محاولة للتخلص من ضغوط الحرب المتزايدة والتي باتت ترهق النظام السعودي!
2- الإيعاز للمندوب الأممي في الأزمة اليمنية مارتن غريفيت بالتحرك هو الآخر على هذا الصعيد، وفعلاً نشط غريفيث في هذا الإطار فذهب إلى الرياض والى صنعاء وحتى زار طهران، من أجل ما رُوج له إعلامياً قراءة مواقف الأطراف المعنية، ومحاولة إيجاد أرضية للمفاوضات بين الأطراف المتحاربة، حيث لم تأت أو تثمر هذه التحركات عن نتائج ملموسة بسبب انحياز هذا الغريفيث للتحالف السعودي، وتبنيه الرؤية السعودية للحل!! بعيداً عن التوازن في معالجة الأزمة وبعيداً عن الأنصاف والعدالة.
3- المحور الثالث الذي تحركت عليه الإدارة الأمريكية الجديدة، هو الايعاز لسلطنة عمان بالتحرك للتوسط بين أنصار الله والأمريكيين لإجراء حوار مباشر بين الطرفين، أو على أقل تقدير إجراء حوار غير مباشر إذا رفض أنصار الله الحوار المباشر، وهو ما تم فعلاً، وقد جرت هذه اللقاءات غير المباشرة وحتى المباشرة لكن الفريق اليمني المفاوض وجد أن الجانب الأمريكي يتعامل بفوقية، وبصيغة من يملي على الطرف الآخر، ويتحدث إضافة إلى ذلك بنفس المنطق الذي يتحدث به السعودي، كأنه هو الطرف المنتصر في تلك الحرب، وذلك ما رفضه الفريق اليمني المفاوض بقيادة محمد عبد السلام، وبالتالي فشلت المحاولات الأمريكية ووصلت الى الطريق المسدود لأنها لم تتعامل وتتعاطى بمنطق وبمعطيات تقنع الطرف اليمني...
ورغم أن اللقاءات الأمريكية في مسقط لم تثمر عن نتيجة إلا أن الجهد الأمريكي لم يتوقف في هذا الإطار بل وجه المبعوث الأمريكي إلى اليمن يتم ليندر كينغ رسالة في 14/4/2021 باللغة العربية إلى الأطراف اليمنية، نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية في مقطع فيديو بصوته على حسابها لشؤون الشرق الأدنى، قال فيها أن " الشعب اليمني يعاني بشدة ولابد على جميع الإطراف من استغلال ما اسماها اللحطة والعمل معاً للوصول إلى حل تفاوضي، ووقف الهجوم العنيف على محافظة مأرب، في إشارة إلى هجوم أنصار الله ومحاولاتهم تحرير المدينة من براثن الاحتلال السعودي الإماراتي لها. واللافت أن البعض من اليمنيين فسروا هذه الرسالة الصوتية المتلفزة للمندوب الأمريكي على أنها تشير بشكل واضح الى تولي هذا المسؤول الأمريكي ملف ما يسمى " بمناطق الشرعية" في الجنوب، كبديل عن السفير السعودي آل جابر الحاكم الفعلي لهذه المناطق المحتلة متلطياً وراء " شرعية هادي" المزعومة!! ولعل لقاءات السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل ببعض الوزراء والمسؤولين في حكومة هادي يرجح هذا التفسير.
وبموازاة التحرك الأمريكي الآنف، من جهته أعلن المندوب الأممي مارتن غريفيث في بيان له في 13/4/2021، أن الأمم المتحدة وضعت خطة تهدف إلى تأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لإيقاف الاقتتال وعدد من التدابير الإنسانية. وفي التفاصيل قال غريفيث إن " الأمم المتحدة وضعت خطة تهدف إلى تأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لإيقاف الاقتتال بجميع أشكاله، وفتح الطرق الرئيسية بين الشمال والجنوب، بما يتضمن تعز المحاصرة منذ وقت طويل، وذلك من أجل السماح وبحرية حركة المدنيين والبضائع التجارية والمساعدات الإنسانية"! وتابع تهدف الخطة أيضاً إلى تأمين فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية والمحلية، وضمان التدفق المنتظم للوقود وغيره من السلع التجارية إلى اليمن من خلال موانئ الحديدة وتوجيه الإيرادات المرتبطة بدخول سفن الوقود نحو المساهمة في دفع رواتب الخدمة المدينة" وواصل غريفيث قائلا: " نأمل أن الاتفاق على هذه التدابير الأنسانية سوف يوجد بيئة مواتية تمكن الطرفين من الانتقال بسرعة إلى محادثات سلام تشمل الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة لإنهاء النزاع بشكل كامل ومستدام"!
وعلى خليفة هذا التحرك روجت بعض وسائل الإعلام اليمنية والأجنبية أن أطراف النزاع اليمني توصلوا إلى مسودة اتفاق جديدة لحل الأزمة اليمنية في ظل مؤشرات على انفراجة مرتقبة خلال شهر رمضان المبارك، وفي هذا السياق قالت وكالة أنباء " شينخوا الصينية" طبقاً لمصدر يمني لم تذكر اسمه، انه " تم التوصل خلال الأسابيع الماضية لمسودة إتفاق للحل في اليمن بعد سلسلة لقاءات قادها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والمبعوث الأمريكي تيموثي ليندر كينغ في مسقط" وأشارت الوكالة إلى أنه تم تسليم نسخة من المسودة للحكومة اليمنية " المعترف بها دولياً" حكومة هادي وأخرى لجماعة أنصار الله، وان الطرفين درسا المسودة وقدما ملاحظات، وأضافت الوكالة الصينية، وطبقاً للمصدر اليمني الذي رفض ذكر هويته، أن" المسودة منبثقة عن الإعلان المشترك الذي قدمه المبعوث الاممي والمبادرة السعودية التي طرحتها الرياض في مارس الماضي". وقالت الوكالة بحسب المصدر " أن المسودة الخاضعة للنقاش في الوقت الحالي تتضمن خطوطاً عريضة، أبرزها إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، ورفع القيود عن ميناء الحديدة، ووقف هجمات الحوثيين بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على السعودية، ووقف عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية على الحوثيين، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن"!!
و بغض النظر عن صحة وجود هذه المسودة للاتفاق على حل الأزمة أو عدم وجودها، فالملاحظ ان ثمة قواسم مشتركة في كل " المبادرات والمسودات والمقاربات" لحل الأزمة اليمنية، سواء السعودية منها أو الاممية والأمريكية! ومن هذه القواسم المشتركة ما يلي:
1- مقايضة الوضع الإنساني بالتطورات العسكرية! بمعنى آخر توظيف هذه الأطراف التي تطرح المبادرات، والتي هي في الواقع أطراف مشاركة في هذه العدوان إلى جانب النظامين السعودي والإماراتي بشكل وآخر، نقول توظيف هذه الأطراف المأساة الإنسانية للشعب اليمني، والناتجة من الحصار الذي تفرضه قوى العدوان وأمريكا على هذا الشعب ظلما وعدوانا، في إطار الضغط على أنصار الله ومحاولة انتزاع بعض المكاسب منهم عبر هذا الأسلوب القذر، بينما في كل الحروب التي تحصل في دول العالم وفي الأزمات الدولية، تحيّد الشرائح المدينة، وتجري محاولات ابعاد مآسيها ومعاناتها الإنسانية عن الابتزاز والضغط الرخيصين، الّا في حالة العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني والحروب التي شنها الكيان الصهيوني على الشعوب العربية، الشعبان الفلسطيني واللبناني خاصة. فالنظام السعودي ونظيره الإماراتي ومن ورائهما الدعم الأمريكي والغربي والصهيوني..فرضوا حصاراً اقتصادياً وعسكرياً وامنياً وعلى كل الأصعدة على الشعب اليمني، جوياً وبرياً وبحرياً بهدف كسر إرادته وحرمانه من مستلزمات العيش الضرورية فضلاً عن السلاح الذي يدافع به عن نفسه وبلده!! ذلك مضافاً إلى فتك الآلة الحربية المتطورة لقوى العدوان بالبنى التحتية لهذا الشعب، وبارتكاب المجازر المروعة تلو المجازر بحق أبناء هذا الشعب المسكين والفقير!! والقصة معروفة، لدرجة ان بعض الأوساط الأمريكية باتت تشعر بالحرج من استمرار هذا الحصار والظلم، ومن تبعات السقوط الأخلاقي المدوي لاميركا وللغرب، وهو ما دفعهم وما يزال يدفعهم لتكرار المطالبات بوقف هذا العدوان الدموي الهمجي غير المبرر على هذا الشعب المحاصر الذي يدافع بيده العزلاء عن كرامته وعن استقلال إرادته وعن بلده المستباحة من قبل السعوديين والإماراتيين وأسيادهم الأميركان ومرتزقتهم الخونة من اليمنيين وغير اليمنيين!
2- إن هذه المبادرات، أو الخطط، أو سميها ما شئت، لم تتطرق إلى رفع الحصار المفروض ظلماً وعدوانا على الشعب اليمني، ما يعني ذلك أن هذه المبادرات غير جادة لحل أزمة العدوان هذا أولا، وثانياً أنها تشرعن هذا الحصار وبالتالي تشجع النظامين السعودي والإماراتي ومن ورائهما أمريكا والكيان الصهيوني على مواصلة هذا الحصار من أجل، كما قلنا في النقطة الماضية كسر شوكة وارادة هذا الشعب. وثالثاً، ان عدم تطرق هذه المبادرات لمسألة رفع الحصار يؤكد ان لا الولايات المتحدة ولا الامم المتحدة ولا حتى القوى الغربية منصفة ومؤهلة لحل الأزمة مادامت منحازة لطرف ما يسمى بالتحالف السعودي، ومادامت تتاجر وتناور مستخدمة بشكل بشع معاناة ومأساة الشعب اليمني التي هي نتاج هذا الحصار الظالم لهذه القوى العدوانية ونتاج لعدوانها العسكري بكل أنواعه واشكاله!!
3- لم تأخذ هذه المبادرات الوقائع والتطورات التي شهدها اليمن على كل الاصعدة السياسية والعسكرية، والتي غيرت الواقع تغييراً يكاد يكون جذرياً، فمازالت هذه الطروحات أسيرة التصورات والأسس التي وضعها النظام السعودي لحل أزمة العدوان، وهي تصورات قائمة على اساس ان النظام السعودي سيحسم الحرب لصالحه وسيهزم أنصار الله خلال بضعة أسابيع، بينما صمود الشعب اليمني وتصدي أنصار الله للعدوان، وانتقالهم من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم سواء في الجبهات اليمنية أو في جبهة العمق السعودي، ثم ابداع هؤلاء الانصار في تطوير آلتهم العسكرية سيما في مجال الصواريخ البالستية الدقيقة والطائرات المسيرة، كل ذلك وغيره كثير، سحق التصورات السعودية الآنفة لحل الصراع ولذلك فأن تمترس تلك الطروحات عند تلك التصورات السعودية، يشبه الطحن في الهواء، لا فائدة منه، ويظل محاولات بائسة لا طائل منها، وكان الطبيعي رفضها وازدرائها من قبل أنصار الله، لأنهم رفضوها وهم ضعفاء وفي مرحلة الدفاع، ونقص الاسلحة، فكيف الحال بعد ست سنوات من الثبات والصمود والحاقهم الهزائم تلو الهزائم بقوى العدوان، وبضرباتهم الساحقة بالصواريخ وبالطائرات المسيرة الملغمة في العمق السعودي مستهدفة مراكز السعوديين الاقتصادية، مثل مؤسسات ومراكز شركة آرامكو، ومطاراتهم وحتى بعض قصورهم الملكية في الرياض وجدة والدمام وفي بقاع المملكة حيث تواجد مثل هذه المراكز..فمن الطبيعي بعد هذه التطورات ان يرفض أنصار الله مثل هذه المبادرات عشرات المرات وليس مرة واحدة!
4- ان إصرار الأمم المتحدة وأمريكا ومعهما السعودية في طرح هذه المبادرات واستناداً الى تصورات النظام السعودي القديمة المشار اليها، تعني ان هذه الجهات مازالت تضمر لليمن ولوحدته نوايا سيئة، لان المرجعيات التي كان النظام السعودي قد حددها لأي حل لأزمة اليمن، مثل القرار2216، ومخرجات الحوار، و" المبادرة الخليجية"، تعني أحد احتمالين هما:
أولاً: تقسيم اليمن الى جزئين شمالي وجنوبي متصارعين متطاحنين، لان ذلك يوفر للنظامين السعودي والإماراتي ومن ورائهما الأمريكي والصهيوني فرص التدخل ونهب الثروات وعرقلة أي نهوض حضاري في هذا البلد، وثانياً: تقسيم البلد إلى ستة أقاليم على أسس قبلية ومناطقية، والنتيجة واحدة، احتدام الصراع بين هذه الأقاليم وتأمين التدخل ووضع اليد على الثروات واشغال اليمنيين بدوامة الاقتتال فيما بينهم واستمرار الاستقواء بالخارجي على أبناء جلدتهم!!
على ان إصرار تلك الأطراف على طرح مثل هذه المبادرات، فيما تعلم برفض أنصار الله، لأنهم رفضوا مثيلاتها التي تقدم بها النظام السعودي او الامم المتحدة، على مدى الست سنوات الماضية، يطرح سؤالاً ملحاً هو لماذا هذا الإصرار على طرح تلك المبادرات المرفوضة؟
اعتقد ان هذا الإصرار يكمن في الاسباب التالية:-
1- ممارسة الضغط النفسي والعملاني على أنصار الله، ومحاولة إحراجهم أمام جمهورهم بالترويج انهم يرفضون السلام، والملاحظ ان الماكنة الاعلامية لكل من امريكا والسعودية والإمارات ومرتزقتهم بدأت تتحرك بزخم لافت بعد رفض الأنصار لهذه الطروحات، بل ان حتى بعض الاوساط الرسمية الأمريكية بدأ يروج لهذه المقولة، من أجل تفكيك الجبهة الداخلية والعمق الاستراتيجي لأنصار الله!
2- ممارسة هذا الضغط وذهاب القوى العدوانية في هذا الاتجاه بعيداً كما بينا قبل قليل، هو لان الوضع بات غير قابل للتحمل أو للتأخير، لأن النظام السعودي هُزم في هذا العدوان باعتراف جنرالات وزارة الدفاع الامريكية، وباعتراف الخبراء والمراقبين هذا أولاً: وثانياً: لأن الوقت بات في غير مصلحة قوى العدوان بسبب تفوق أنصار الله في جبهات القتال وفي تطور سلاحهم الصاروخي والجوي المسير، فكلما مرّ الوقت كلما تعرضت السعودية لمزيد من النكسات العسكرية والإخفاقات السياسية حتى في المحافظات التي يحتلها العدوان.
و ثالثاً: لأن هذا التغيّر في معطيات العدوان وتطوراته بات يأكل من رصيد النظام السعودي داخلياً، وعلى كل الأصعدة لدرجة بتنا نشاهد انضمام جنود من الجيش السعودي الى أنصار الله وقاتلوا جيش بلدهم إلى جانب أنصار الله واستشهد بعضهم وهذه الظاهرة في تصاعد مستمر، بل ان بعض الخبراء والمحللين يقولون ان استمرار العدوان بهذا الإيقاع يعني احتمالات خطيرة منها سقوط النظام السعودي، سيما وان المعارضة داخل السعودية بسبب ضعف النظام والصفعات العسكرية التي يتلقاها من أنصار الله، أصبحت اكثر جرأة وتحدياً لهذا النظام، بدليل تصاعد الاعتقالات في صفوف المعارضة والإعتقالات المتواصلة في صفوف الجيش والتي طالت ضباطاً وجنوداً في هذا الجيش!!
3- أمريكا والسعودية والإمارات وبقية القوى المساندة للعدوان نزلت بكل ثقلها العسكري لوقف هذا الزحف واستنجدت بالقاعدة والدواعش وبتركيا وبالكيان الصهيوني وخبراته العسكرية من أجل وقف هذا الزحف الذي بدأ قبل اكثر من شهر تقريباً، صحيح أنهم نجحوا في تأخير تحرير المدينة بسبب التفوق الجوي لقوى العدوان، لكنهم لم يستطيعوا وقف الزحف واليوم مدينة مأرب على وشك السقوط بأيدي أنصار الله، واذا حصل ذلك، فأنه سيكون له تداعيات ضخمة على المشروع الأمريكي الصهيوني في تلك المنطقة، وعلى النظام السعودي، لأن السيطرة على مأرب يعني تهديد مناطق ومحافظات الجنوب سيما وان أبناء هذه المحافظات يتطلعون لأنصار الله وقدومهم لإنقاذهم من ظلم وعبث واضطهاد السعوديين والإماراتيين لهم ولمدنهم وثرواتهم، وانتهاك أعراضهم وكرامتهم! وبالتالي ان الوضع يصبح أكثر تعقيداً بالنسبة للإدارة الأمريكية ولذلك فأن الأخيرة تريد عرقلة تحرير المدينة بأية صورة ممكنة.
4- محاولة الإدارة الأمريكية امتصاص واحتواء الضغوط التي تمارسها عليها بعض الجهات والمؤسسات الأمريكية مثل الكونغرس الأمريكي، فهذا الأخير مافتأ يطالب بايدن بوقف الحرب لأنها تنخر بالرصيد الأخلاقي إذا بقي منه شيء للولايات المتحدة، ولمحاولة التنصل الأمريكي من هذه المأساة التي تعتبر أمريكا المسؤول الأول والأساسي عنها. ومنذ مجيئها للبيت الأبيض حاولت إدارة بايدن امتصاص هذه الضغوط، بالإعلان اللفظي عن قطع بعض الأسلحة للسعودية أو ما شابه ذلك، إلا أن هذه الضغوط مازالت متواصلة، ولذلك يحاول بايدن الإيحاء بأنه جاد في إنهاء أزمة اليمن، إلا أن الوقائع على الأرض تؤشر إلى أن كل تلكم المحاولات ما هي الاخداع وتضليل للرأي الأمريكي ليس إلّا!!
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق