النظام السعودي وتجدد الانتقادات الأمريكية...بالتزامن مع جولة بومبيو وزير الخارجية الأمريكي
[عبد العزيز المكي]
ملاحظات يمكن رصدها بشأن مواقف وتصريحات بعض المسؤولين وبعض المؤسسات الأمريكية حول النظام السعودي خلال الأيام القليلة الماضية سيما الفترة التي سبقت جولة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، وتلك التي تزامنت معها، من الجدير بمكان التوقف عند هذه الملاحظات، لأنها ترسم أفقاً مقارباً للحقيقة إلى حد كبير حول مهمة بومبيو الحالية في المنطقة، بعيداً عن التضليل والتغبيش، اللذين يقوم بهما، أو يمارسهما الأمريكي والغربي لإشغال الناس بقضايا هامشية، دون التعمق بالأجندات الخطيرة التي حملها بومبيو معه الى المنطقة والملاحظات هي ما يلي:
الملاحظة الأولى: وتتمثل في أن بعض الأوساط الأمريكية القريبة من الرئيس ترامب أثارت قضية خاشقجي خلافاً لمواقفها السابقة، فعلى سبيل المثال أن وزارة الخارجية الأمريكية التي وقفت إلى جانب الدفاع عن بن سلمان، وعن النظام السعودي في مواجهة مجلس الشيوخ والسي آي إي اللذين أكدا أن بن سلمان مسؤول مسؤولية مباشرة عن عملية قتل خاشقجي في إسطنبول التركية في قنصلية بلاده أثارت الموضوع، ففي هذا السياق اعتبر مسؤول أمريكي بارز يوم 12/4/2019، أن السلطات السعودية لم تظهر ما يكفي من المصداقية في كيفية إدارة التحقيق حول الصحافي جمال خاشقجي وقال المسؤول لصحفيين طالباً عدم كشف هويته " من وجهة نظرنا فأن الروايات التي كان مصدرها الجانب السعودي خلال الإجراءات القضائية لم تصل بعد إلى مستوى المصداقية والمسؤولية المطلوبة". وأضاف هذا المسؤول قائلاً:
إن "من مصلحة السعوديين التصدي لهذه المشكلة- في إشارة إلى قضية خاشقجي- بحزم للتخلص من هذا العبء وطي صفحة هذه الحادثة التي أثارت هذه الضجة".وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي سيزور الرياض، سوف يثير هذه القضية مع المسؤولين السعوديين.واعتبر المسؤول الأمريكي " أن على السعوديين تقديم رواية تتصف بالمصداقية حول ما حدث" مشدداً على وجوب: " التأكد من كشف هويات جميع المنفذين والمخططين من جانب السعوديين وتحميل هؤلاء كامل المسؤولية وإنزال العقوبات المناسبة بهم ".ونقلاً عن صحيفة النيويورك تايمز في عددها ليوم 5/1/2019 قال المسؤول في الخارجية المشار إليه، "إن إقالة مسؤولين سعوديين كبار من مناصبهم لا يرقى إلى مستوى عقاب حقيقي على مسؤوليتهم عن عملية القتل الوحشية".وبحسب نيويورك تايمز، فأن أحد هؤلاء المسؤولين السعوديين الذين تحدث عنهم مسؤول الخارجية الأمريكية، هو سعود القحطاني، الحليف المقرب من ولي العهد، والذي قيل انه قد تم عزله من منصبه، بعد مقتل خاشقجي لكنه لم يكن من بين المعتقلين في أكتوبر تشرين الأول في المملكة السعودية بعد أن تحولت قضية القتل إلى أزمة دبلوماسية يهتم بها المجتمع الدولي.
صحيفة النيويورك تايمز نفسها نقلت عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم: إن "هناك شعوراً لدى إدارة ترامب بأن القادة السعوديين لم يتحملوا بما فيه الكفاية المسؤولية الكاملة عن مقتل خاشقجي، ولم يقدموا أي تفسيرات أو حقائق مقنعة لما حدث في مبنى القنصلية". واللافت أن البيت الأبيض لم ينف هذه المعلومات بعد تسريبها من قبل الصحف الأمريكية نقلاً عن مسؤولين في الخارجية..والى ذلك جدد الكونغرس الأمريكي في 7/1/2019 المطالبة بمعاقبة بن سلمان وإنهاء الحرب في اليمن، حيث شكك الكونغرس بالإجراءات السعودية فيما يخص معاقبة المتورطين في قضية قتل خاشقجي بحسب ما ذكرت صحيفة الواشنطن بوست.
لم تقتصر حملة التشكيك والانتقادات للنظام السعودي على الأوساط الأمريكية بل إن الأوساط الغربية أيضاً ساهمت في هذه الحملة، فعلى سبيل المثال قالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان لها في 7/12/2019 " أن السلطات السعودية لم تجب عن الأسئلة المهمة بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي " وأضاف البيان " أن من الضروري أن تقدم المملكة ضمانات وتوضيحات بمعايير عالمية في قضية قتل خاشقجي ".وتابع البيان قائلاً " أكدنا مراراً وتكراراً أننا نتوقع تعاون السلطات السعودية مع التحقيق التركي في مقتل خاشقجي ".
الملاحظة الثانية: هي إثارة الأوساط الأمريكية مجدداً قضية قمع السلطات السعودية للمعارضة في السعودية، ومعلوم أن هذا القمع لم يكن وليد اليوم ولا الأمس، انه نشأ مع نشوء هذا النظام القبلي المتخلف ومازال مستمراً، لكن الإعلام الغربي والأمريكي وبعض المسؤولين الأمريكيين سلطوا الضوء بشكل لافت في الآونة الأخيرة على هذه القضية فعلى سبيل المثال كشف موقع ميدل إيست مونيتور البريطاني يوم 24/12/2018، أن عمليات الإعدام في السعودية ارتفعت بكثرة في الأشهر الثمانية التي أعقبت وصول محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد. واستند الموقع إلى تقرير أصدرته منظمة حقوقية في لندن تدعى (ريبريف)، جاء فيه أن 133 شخصاً أعدموا بالسعودية بين يونيو 2017 ومارس 2018، أي ضعف عدد عمليات الإعدام التي نفذت في الأشهر الثمانية التي سبقت وصوله، والتي بلغ عددها67 شخصاً.وكان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو قد صرح يوم 21/11/2018، بأن سجل انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية تعتريه شوائب كثيرة..أكثر من ذلك، أن السفارة الأمريكية في الرياض غردت على حسابها وعلى حساب قنصليتها في كل من جدة والظهران على التويتر، مشيرة إلى شريط فيديو حول التظاهرات السلمية في السعودية وقالت: "إن الأبحاث الأخيرة أكدت أن الاحتجاجات السلمية الخالية من العنف فعالة أكثر من ضعف فاعلية الاحتجاجات العنفية، وطالبت المواطنين السعوديين بمتابعة هذا الفيديو".وكما يقول المحللون، أن نشر هذه التغريدة قبيل جولة بومبيو، وفي الوقت الذي تتسم فيه العلاقات السعودية الأمريكية بالتوتر، ثم صدورها من السفارة الأمريكية في الرياض، كل ذلك يؤشر إلى أن الأمر ليس صدفة إنما ذا مغزى، ولذلك فسرها بعض المحسوبين على النظام السعودي على أنها محاولة تحريض أمريكية للجماهير في السعودية على التحرك بشكل مكثف للضغط على السلطات السعودية، لأجراء إصلاحات، وللإفراج عن الناشطين المعتقلين في السجون السعودية...
الملاحظة الثالثة:..وتمثلت في توجيه سهام الانتقادات للنظام السعودي من زاوية العدوان على اليمن، فقد أثارت الأوساط الأمريكية والغربية، قضية تجنيد النظام السعودي للأطفال السودانيين في حربها على الشعب اليمني، في محاولة للإساءة للنظام بازدراء الجيش السعودي، وباتهام النظام في انتهاك القوانين والأعراف الدولية باستخدام الأطفال في الحروب.ففي هذا السياق كشفت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في عددها ليوم 29/12/2018، هذا الأمر وقالت: " إن السعودية استخدمت ثروتها النفطية الهائلة لتجنيد الناجين اليائسين من الصراع في دافور، غربي السودان، للقتال في اليمن، مؤكدة أن بين 20% إلى 40% منهم أطفال". وأضافت الصحيفة ألأمريكية قائلة أنه "منذ أربع سنوات يقاتل في اليمن نحو 14آلفا من أفراد ميليشيات سودانية، وقد قتل المئات منهم".نيويورك تايمز أشارت في تقريرها إلى أن معظم هؤلاء ينتمون إلى ميليشيا الجنجويد، التي ألقى باللوم على أفرادها في ارتكاب الفضائع بإقليم دارفور...ولأن تقرير نيويورك تايمز أزعج وأغضب النظام السعودي، لأنه فضح الأخير، رد السفير السعودي في اليمن عبر موقع تويتر، نافياً ما ذكرته الصحيفة الأمريكية، حيث كتب على حسابه في تويتر يوم 5/1/2019السفيرالسعودي محمد آل جابر ما يلي:" كتبت رسالة لزملائي السفراء لدى الجمهورية اليمنية لإيضاح عدم صحة تقرير نيويورك تايمز عن وجود مقاتلين سودانيين قاصرين ضمن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن".
على أن نفي هذا السفير لا يغير من الحقيقة فقد بات ثابتاً وبالأدلة الدامغة أن النظام السعودي يستخدم المرتزقة في حربه على اليمن من جنسيات مختلفة من السودان ومن الأردن ومورتيانيا وحتى من دول أمريكا اللاتينية. أكثر من ذلك أن الخارجية الأمريكية تظاهرت بضرورة التزام أطراف اتفاق استوكهولم في السويد وذكر موقع وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزير بومبيو سوف يناقش في أبو ظبي - في جولته_ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاقيات محادثات اليمن في السويد،وبالخصوص وقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات في الحديدة، ودعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
كل ما تقدم يؤشر بوضوح أن الأمريكيين والغربيين، البريطانيون منهم خاصة يضغطون ويبتزون النظام السعودي. والى ذلك يبدو لي، أن الاميركان والبريطانيين منزعجون من أمرين فيما يخص تحرك النظام السعودي هما ما يلي:
1- تلكؤ أو تعثر الحماس السعودي إزاء ما يسمى" بصفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، فمما ذكرته وسائل الإعلام، أنه في بداية طرح هذه الصفقة والترويج لها إعلاميا، تحمس ولي العهد السعودي لها، واستدعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى السعودية، ومارس عليه الضغوط، بل وقالت وسائل الإعلام، انه خيّر عباس بين القبول "بصفقة القرن" مع منحه عشرة ملايين دولار، واعترافه أيضاً بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والاكتفاء بمنطقة أبوديس المجاورة عاصمة للدولة الفلسطينية المزعومة، وبين التنحي والمجيء ببديل عنه، هو على استعداد لتنفيذ هذه المطالب. وحينها أشير إلى محمد دحلان...وقد عكست تصريحات محمود عباس بعد لقاءه بن سلمان، أن ما دار بينهما كما مر، صحيح، لأن عباس قال لن أقبل بصفقة القرن، حتى لو أضطريت إلى التنحي ولا أنهى حياتي بالخيانة..افتضاح هذه الحقيقة ترك تداعيات سلبية على النظام السعودي على صعيد الرأي العام في السعودية وفي البلدان العربية والإسلامية، سيما وان هذه التطورات تزامنت مع تزايد حركة عجلة التطبيع بين النظام السعودي والكيان الصهيوني، ما زاد ذلك الطين بلّة، أي انه عمق ردود الفعل السلبية عند الأمة، وهو ما اضطر النظام السعودي إلى التراجع والسكوت، أو عدم الاستمرار في ظهور هذا الحماس لصفقة القرن، وقيل حينها أن الملك سلمان سحب ملف القضية الفلسطينية من أبنه، للمحافظة على موقع السعودية، أو ما تبقى من ماء وجه لهذا النظام أمام الأمة!! ذلك ما أزعج الأميركان والصهاينة، فهؤلاء يريدون المضي قدماً في تنفيذ الصفقة، مادامت ردود الأفعال الشعبية جاءت ضعيفة وخجولة على إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الغربية، واعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، كما أن تنفيذ الصفقة يعتبر بنظر هؤلاء_ أي الاميركان والصهاينة مدخلاً مهماً لإقامة الحلف بين أنظمة الخليج ومصر والأردن والكيان الصهيوني لمواجهة إيران.
2- بدأ النظام السعودي وكأنه أقل اندفاعاً في المشاريع الأمريكية الصهيونية مقارنة في بداية مجيء الملك سلمان وابنه ولي العهد، إذ كانا مندفعين إلى حد التهور، كما أشرنا قبل قليل فيما يخص صفقة القرن، وفي شن الحرب على اليمن، والتهديد بنقل الحرب مع إيران إلى ساحتها الداخلية وإجبار سعد الحريري على الاستقالة، والتدخل في الشؤون الداخلية للعراق عبر السفير المثير للجدل ثامر السبهان وما إلى ذلك، ويبدو أن انسداد أفق الحرب على اليمن والخسائر المادية والبشرية والسياسية وحتى الأخلاقية التي منيت بها السياسة السعودية على صعيد الجبهات المشار إليها، هي التي جعلت النظام السعودي يقلل من اندفاعاته المتهورة، وكمؤشرات على هذا التردد السعودي عن تلك السياسة، التوافق مع روسيا على رفع أسعار النفط أو منعها من الهبوط كثيراً، خلافا لما أراده ترامب، وكذلك ما تناقلته بعض الصحف العربية عن وساطة مصرية بين الحكومة السورية والنظام السعودي تجري الآن، كما تحدثت مصادر خاصة إلى جانب ما تقدم، عن إرسال السعودية لوفد سعودي إلى طهران، صحيح انه كان منخفض المستوى، لكنه مؤشر على جس نبض طهران ، وطرح قضية تهدئه الوضع المتوتر بين البلدين.
بناءاً على ما تقدم يمكن القول إن كل هذا الجهد يصب في خانة الضغط والابتزاز الأمريكي الصهيوني، لقطع الطريق على النظام السعودي، ومنعه من المضي في محاولات المراجعة وتقييم الخسائر الجسيمة من سياساته الرعناء، وأيضاً لدفعه للتماهي والاستجابة السريعة مع ما يحمله مايك بومبيو لهذه الأنظمة وللمنطقة ومنها ما يلي :
1- تقديم الأموال اللازمة للولايات المتحدة، لتغطية نفقات إعادة التموضع للقوات الأمريكية في المنطقة، لسد نفقات توسيع القواعد الأمريكية العسكرية ، سواء في السعودية نفسها، أوفي قطر، حيث أعلن بومبيو عن توسيع قاعدة العديد في الدوحة، وأيضاً لتغطية نفقات المشاريع الأمريكية الجديدة للمنطقة، وقد يكون في جعبة بومبيو، تشكيل أدوات جديدة على شاكلة داعش أو النصرة أو القاعدة، لأن أمريكا بعد إندحار أدواتها في العراق وسوريا تبحث اليوم عن بدائل من أجل أن يبقى التوتر، والفوضى سائدة في المنطقة بغرض استدامة استنزافها من الداخل، من أجل استمرار تأمين الحماية للكيان الصهيوني، ومن أجل استمرار الابتزاز الامريكي لدول وشعوب المنطقة. وبدون شك أن بومبيو قد حلب السعودية والإمارات وقطر لتغطية نفقات المؤتمر الذي أعلن عن عقده بومبيو في وارشو في13-14شباط القادم ، لبحث ما أسماه مواجهة إيران، والشرق الأوسط الاستراتيجي.
2- بالإضافة إلى ذلك تريد أمريكا من هذه الدول الاصطفاف معها في مواجهة إيران على الصعد الاقتصادية والإعلامية والسياسية، حتى العسكرية لاحقاً، وما تضخيم الخطر الإيراني المزعوم على هذه الدول- الخليجية- في خطابات ومؤتمرات بومبيو التي عقدها في عواصم الدول العربية التي زارها، إلا محاولة في إطار تكريس وتضخيم تخويف هذه الدول لدفعها نحو أمريكا ومشاريعها، من أجل حماية الكيان الصهيوني، سيما وان أمريكا اليوم تبحث أو تسعى لإقامة حلف جديد تحت مسمى جديد، هو حلف الشرق الأوسط الاستراتيجي، يضم دولاً خليجية بالإضافة إلى مصر والأردن والكيان الصهيوني وحتى دول أوروبية، وظيفة الاصطفاف وراء المشاريع الأمريكية المستجدة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، لاسيما ما أكد عليه بمومبيو في تصريحاته، وهو ما أسماه مواجهة النفوذ الإيراني، أو "التهديد الإيراني " للمنطقة على حد قوله ، ولا نستبعد أن يقدم الأمريكان في مراحل لاحقة على حرق المنطقة بحرب أخرى قد تستهدف لبنان أو سوريا أو حتى إيران، إذا استمر التصدع والتراجع في نصيب المشاريع الأمريكية والصهيونية .
3- دفع النظام السعودي إلى الإسراع في تنفيذ (صفقة القرن)، من أجل تعزيز التطبيع مع العدو الصهيوني، وجعله علنياً بدلاً من أن يظل وراء الكواليس أو نصف علني، واللافت أن الفلسطينيين عبروا عن قلقهم من المساعي الأمريكية لتمرير هذه الصفقة المشؤومة،كما جاء ذلك على لسان طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بقوله يوم 11/1/2019، " أن التطبيع السعودي البحريني مع الاحتلال الإسرائيلي يشجع الولايات المتحدة على المضي قدماً في تنفيذ صفقة القرن". والى ذلك فأن بعض المحللين الغربيين لا يستبعدون أن يحمل بومبيو في جعبته مشروع لعملية لقاء يجمع بين نتنياهو وولي العهد السعودي في الرياض من تل أبيب، سيما وان بعض الصحف الأمريكية والبريطانية وبعض وسائل الإعلام العربية أشارت إلى هذه المساعي، فعلى سبيل المثال ذكر موقع الخليج اون لاين ان مصادر مصرية رفيعة تحدثت للموقع- عن لقاءات- سرية تجري على قدم وساق في القاهرة، بين وفود عربية وإسرائيلية وأمريكية للتجهيز للقاء القمة المرتقب الذي سيجمع رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.على حد قول الموقع الخليجي.
وإذا صحت كل هذه التحليلات، فذلك يعني أن أمريكا تريد زج السعودية والدول العربية الخليجية في محرقة جديدة، مالية أو عسكرية، دفاعاً عن المصالح الأمريكية وتضحية من أجل حماية الأمن الصهيوني،بينما هذه الأنظمة نفسها وشعوبها ستكون الخاسر الأكبر في أي محرقة جديدة، فهل تتعظ هذه الأنظمة من محرقة حرب صدام على إيران وحربه على الكويت،وحرب داعش، وحرب السعودية على اليمن؟ نأمل ذلك.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق