النظام السعودي يريد "تحرير محافظة المهرة اليمنية" من أهلها
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكي..
لعل القارئ العزيز، يستغرب من هذا العنوان التهكمي الذي بدأنا به الحديث عما يجري في محافظة المهرة اليمنية الواقعة في الجنوب الشرقي اليمني وأكبر محافظة من حيث المساحة ومن حيث الموقع الاستراتيجي بعد مدينة حضرموت فما يجري أو ما جرى في هذه المحافظة خلال الأيام الأخيرة من معارك بين أهالي المدينة وقوات الاحتلال السعودي يشير بوضوح إلى المعنى الذي يوحي به العنوان المشار إليه، ففي التفاصيل.. اندلعت اشتباكات يوم الاثنين، 17/2/2020 وصفت بأنها الأعنف بين مقاتلين قبليين من قبائل محافظة المهرة من جهة وقوات سعودية مسنودة بقوات المرتزقة من اليمنيين من المحافظة نفسها ومن بقية المحافظات الجنوبية، وكانت من الأعنف والأشرس، أن إستعان النظام السعودي بطائرات الاباتشي الهليكوبتر المقاتلة وبالأسلحة الثقيلة، وذلك للسيطرة على منفذ " شحن " البري الواقع في البلدة التي تحمل الاسم نفسه- أي مدينة شحن- على الحدود مع سلطنة عمان. وأكدت التقارير الواردة من هناك، ان القوات السعودية المتمركزة في مطار الغيضة، عاصمة محافظة المهرة تحركت بهدف أحكام قبضتها على هذا المنفذ الاستراتيجي، وهو ما تصدى له رجال القبائل، وبحسب التقارير فأن رجال هذه القبائل، رغم أن نظام ال سعود استخدم معهم القوة النارية المفرطة، كما أشرنا باستخدام طائرات الأباتشي، إلا أنهم نجحوا في منع القوات السعودية من التقدم نحو منفذ شحن. وأشارت التقارير إلى أن التوتر بين أهالي محافظة المهرة والقوات السعودية المحتلة ومرتزقتها من اتباع حكومة هادي وزمرته، عمَّ أغلب المناطق والبلدات في هذه المحافظة، حيث توزع في مديرية حات وفي نقطة تنهالن، في الطريق الواصل بين مدينة الغيضة، مركز المحافظة، ومديرية شحن.
وفيما زعم المركز الإعلامي بمحافظة المهرة التابع لنظام ال سعود وعملائه في المحافظة بأن القوات السعودية تعرضت لكمين مما أسمتهم المسلحين المتمردين، وحصلت مواجهات عنيفة بين الطرفين، فأن لجنة الحراك الشعبي السلمي، في محافظة المهرة، أكدت رفضها الاعتداءات القوات السعودية ضد المواطنين، وأدان بيان أصدرته بهذا الشأن تلك الاعتداءات.. وأعتبر البيان أن تواجد ما وصفته اللجنة " بقوات الاحتلال السعودي وميليشياتها وأذنابها على أرضنا الطاهرة، مخالفاً لكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، وقرارات مجلس الأمن، وميثاق جامعة الدول العربية، فضلاً عن كونه خرق فاضح وتعد صارخ للدستور والقوانين اليمنية وانتهاكاً للسيادة والهوية الوطنية" واتهم بيان اللجنة نظام ال سعود بتضييق الخناق على المواطنين في حريتهم ومعيشتهم ومنع مرور البضائع وحركة المواطنين في المنافذ الحدودية وفي مقدمتها منفذ شحن الاستراتيجي، الذي لا يمكن التفريط به مهما كلفنا ذلك، قال بيان اللجنة، الذي أشار إلى أن الاحتلال السعودي يسعى إلى تحويل هذا المنفذ كبقية المنافذ إلى ثكنات عسكرية يمارس من خلالها أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والقمع وتقييد حريات المواطنين".
ومن الإجراءات التي تمارسها القوات السعودية بغير حق في هذه المنافذ، أي منافذ المحافظة مع سلطنة عمان وغيرها، منع مرور المعدات الثقيلة التي يستوردها المواطنون من الخارج ومنع إعطاء تصاريح حركة هذه المعدات وغيرها، إضافة إلى إلزام المسافرين باستخراج جوازات سفر جديدة بالرغم من عدم انتهاء صلاحيات جوازاتهم !!
وذلك ما أكده محافظ محافظة المهرة القعطبي علي حسين، حيث قال أن رجال القبائل من أبناء المحافظة تصدوا يوم 17/2/2020 لقوات عسكرية تابعة للاحتلال السعودي في مفرق فوجبت الذي يربط بين مديريتي حات وشحن، مشيراً إلى وقوع اشتباكات بين رجال القبائل والقوات السعودية..
وبحسب آخر التقارير، تمكنت القوات السعودية من السيطرة على المنفذ الحدودي، منفذ شحن، بعد وساطات قامت بها أوساط قبلية، تم على أثرها السماح لهذه القوات بالسيطرة على المنفذ المذكور !!
جدير بالإشارة إلى أن الاحتقان الجماهيري بسبب الاحتلال السعودي للمحافظة لم يكن وليد التطورات الأخيرة، وإنما بدأ منذ زحف نظام ال سعود نحو هذه المحافظة قبل عامين، وأخذ يفرض حضوره العسكري والأمني فيها، حيث سيطر على موانئها ومنافذها البرية، وجعلها تحت قبضته بعد أن أخرج القوات العسكرية والأمنية اليمنية التي كانت تسيطر وتشرف على إدارة هذه الموانئ والمنافذ البرية لهذه المحافظة، واخرج كل الموظفين والعاملين فيها مما تسبب ذلك في حرمان عوائل كثيرة من مصادر عيشتها واستقرارها!! لا لسبب، إنما لأن نظام ال سعود لا يثق بهؤلاء العاملين، وليفرض قبضته وسيطرته التامة على تلك الموانئ والمنافذ من خلال عناصر عميلة وسعودية باتت تتحكم بهذه المنافذ والموانئ وتحرم المواطنين في المهرة من المردودات المالية لهذه المنافذ، وتقيّد حركة التجارة التي يقوم بها هؤلاء المواطنين مع الخارج سواءاً كانت سلطنة عمان أو دول أخرى. ومنذ ذلك الوقت والأهالي في المحافظة ينظمون احتجاجات ومظاهرات سلمية تطالب بإخراج المحتل السعودي، وأحياناً تتطور الأمور إلى مواجهات بالأسلحة النارية يسقط ضحيتها عدد من السكان في هذه المدينة، غير أن المحتل السعودي ورغم كل هذه الاحتجاجات والرفض الجماهيري من قبل الأهالي في المحافظة، يمضي قدماً في عسكرة المحافظة وتشديد قبضته القمعية لها!! وذلك ما كشفت الكثير من الحقائق، والأقنعة التي كان نظام ال سعود يخفي أهدافه الحقيقية من ورائها، في عدوانه الذي يشنه على اليمن، فإذا كان يبرر هذا العدوان على صنعاء وصعدة وباقي المحافظات الشمالية، بما يسميه "الوجود الإيراني" المزعوم، وبالقضاء على الحوثيين الذين يتهمهم بأنهم "عملاء إيران" وهي تهمة ثبت بطلانها حتى باعتراف الأمريكيين والغربيين، فبماذا يبرر آل سعود عسكرة هذه المحافظة البعيدة عن جبهات العدوان، فلا "نفوذ إيراني" فيها ولا يوجد فيها حوثيون، بل ولا يوجد فيها "مجلس انتقالي ولا نفوذ إماراتي! فلماذا كل هذه التحرك السعودي العسكري والأمني وزرع العملاء والمرتزقة في المفاصل الأساسية والإستراتيجية للمحافظة!؟ ثم استخدام كل هذه القبضة العسكرية من أجل كسر شوكة الرفض الجماهيرية للاحتلال والعسكرة السعودية للمحافظة!؟
وكما قلنا قبل قليل، أن هذا الغزو السعودي للمحافظة كشف الأهداف الحقيقية لهذا العدوان الذي شنه نظام ال سعود على الشعب اليمني ومنها ما يلي:
1ـ إن ما رفعه نظام ال سعود وما يزال من شعارات ومزاعم، بإرجاع ما يسميه الشرعية إلى صنعاء، والقضاء على "المتمردين" الحوثيين والى القائمة العريضة الطويلة من تلك المزاعم ، لتبرير العدوان.. نقول إن ما رفعه من تلك الشعارات والمزاعم، لم تكن سوى لافته لخداع الرأي العام الداخلي والخارجي، فالقضية ليست قضية عودة هادي وزمرته، وليست القضاء على "التمرد الحوثي"، أبداً، إنما قضية أطماع سعودية في هذا البلد، سنشير إلى بعضها بعد قليل.
2ـ إذا لم يكن الاحتلال السعودي الإماراتي لمحافظات الجنوب اليمني وللموانئ اليمنية في الجنوب، والتنكيل بأهلها، وزجهم في السجون الإماراتية التي تعد بالمئات بحسب وثائقي قناة الجزيرة القطرية، ثم قتل وتصفية رجالات ونساء هذه المحافظات من عسكريين وناشطين، وشخصيات سياسية وإعلامية بارزة، من خلال عمليات اغتيال تقوم بها أجهزة الاحتلالين الإماراتي السعودي.. فإذا لم تكن هذه الوقائع المرة التي يعاني، منها أهالي الجنوب المحتل، منذ احتلاله وحتى اللحظة، كافية لفضح وكشف أهداف العدوان السعودي الإماراتي الحقيقية على اليمن، فأن ما يجري في محافظة المهرة كشف أو عزز أو أكد ما كشفته أحداث الجنوب، أن هذا الاحتلال لم يأت لمساعدة اليمنيين في التخلص من "الفوضى" ومن "التمرد الحوثي" ومن عدم الاستقرار السياسي ومما إلى ذلك، إنما الأهداف أخرى تخص الأطماع السعودية والإماراتية في ثروات هذا البلد..
3ـ ترك نظام ال سعود المحافظة بدون عسكرة، يعني السماح لأهلها بتقديم نموذج رائع لأهالي المحافظات الجنوبية الأخرى التي ترزح تحت نير الاحتلالين السعودي والإماراتي.. نموذج من الاستقرار السياسي والاجتماعي والتنمية الناجحة بإدارة وإشراف أهل المحافظة، مقارنة بما يعانيه أهالي المحافظات الأخرى المحتلة من مآسي وويلات كما أشرنا قبل قليل، وبالتالي فأن السماح لهذه المحافظة بإدارة نفسها سوف يحرض سكان المحافظات الأخرى المحتلة ضد الاحتلال للتخلص من ويلاته ومآسيه بعد انكشاف أهدافه وما يقوم به من اضطهاد وملاحقة وقمع لكل من يعترض على هذا الاحتلال، أو قتله أو زجه في غياهب السجون الرهيبة !
4ـ الأكثر من ذلك، هو أن نظام ال سعود يدرك وبناءاً على وصية من المؤسس عبدالعزيز آل سعود، أن ترك الشعب اليمني وحاله يعني انطلاقته ونهضته الكبيرة وانعتاقه من التخلف والفقر، فهو يمتلك الثروات الطائلة ويمتلك العقول الخلاقة والمبدعة، كما أثبت ذلك تطويره الصناعات العسكرية في صنعاء التي قلبت المعادلة العسكرية مع العدوان السعودي، وذلك في ظل قيادة مخلصة لهذا الشعب.. هذه الانطلاقة والنهضة التي تحققت في ظل قيادة مخلصة يرى فيها السعوديون ايذاناً لزوالهم وتهديداً لسلطانهم، لأن وصية عبد العزيز آل سعود تقول، إن ضعف اليمن في قوة المملكة السعودية، وفي قوة اليمن ضعف المملكة، ولذلك فأنه ومنذ ذلك الوقت عمل نظام ال سعود بكل ما يمتلك من نفوذ وتأثير من أجل إبقاء البلد ضعيفاً فقيراً محتاجاً دائماً للسعودية، والقضية في هذا السياق معروفة، فالنظام باختصار شديد سخر الأموال الطائلة لتعزيز نفوذه في المجتمعات القبلية اليمنية وفي المؤسسات العسكرية والسياسية، لدرجة انه منذ لك الوقت ولحد الآن يخصص رواتب شهرية لبعض رؤساء القبائل، ولبعض القيادات العسكرية اليمنية، وبالتالي نجح آل سعود في فرض النظام الذي يريدونه في صنعاء ويلبي إملاءاتهم، ولذلك حينما وصل الرئيس إبراهيم المحمدي إلى الحكم في فترة الستينات، وبدأ محاولات الانعتاق من الهيمنة السعودية، دبرت له الأخيرة عملية اغتيال عن طريق عملائها العسكريين ومنهم المخلوع على عبد الله صالح نفسه كما أثبتت وكشفت الوثائق التي نشرها الحوثيين مؤخراً عن عملية الاغتيال.. وكذلك عندما ثار الشعب اليمني في عام 2011م ضد صالح ونظامه الفاسد والعميل لنظام ال سعود تدخل الأخير بكل ثقله من أجل منع التغيير، وعندما فشل في فرض إرادته تدخل بشكل مباشراً عسكرياً لإخضاع البلد وشعبه بالقوة العسكرية، ومحاولته فرض النظام العميل والموالي له، وهو ما عجز عنه لحد الآن، للأسباب التي باتت معروفة وكشفت عنها، مجريات العدوان والهزائم الساحقة التي تعرض لها على أيدي أبطال الشعب اليمني..
وإذ تؤكد هذه الأحداث، وتكشف حقيقة أطماع نظام ال سعود في اليمن وفي ثرواته، فأنها أكد بالنسبة لإطماعه في المهرة وحضرموت، والتي أي هذه الأطماع، إيجاز بعضها بالنقاط التالية:
أولاً: يسعى نظام ال سعود من خلال الهيمنة على المحافظة عبر كسر شوكة الأصوات المعارضة له من أهالي المحافظة، إلى توفير المناخات السياسية والأمنية لقضم المزيد من الأراضي اليمنية وإلحاقها بالسعودية، وتشير التقارير من مصادر غربية موثقة أن نظام ال سعود قضم مساحات واسعة من مدينة حضرموت ومن المهرة وضمها إلى السعودية، حيث قام مؤخراً بحسب تلك التقارير من تغيير خطوط الحدود مع اليمن من جهة هاتين المحافظتين، بحيث قضم المئات من الكيلومترات المربعة وضمها إلى الأراضي السعودية، وفي حينها استنكرت كما حذرت جهات يمنية من عملية التلاعب السعودي بالحدود! وللإشارة فإن الأطماع السعودية في الأراضي اليمنية قديمة، وعلى خلفية هذه الأطماع احتلت محافظات عسير ونجران وجيزان، وسمحت الأنظمة اليمنية العميلة ببقاء هذا الاحتلال حتى اليوم، والأكثر من ذلك أن نظام على عبد الله صالح قبل التحرك الجماهيري في 2011 وسقوط هذا النظام، منح السعودية البقاء في هذه المحافظات لقاء حفنة من الدولارات!!
ثانياً: إن محافظة المهرة غنية بالمعادن والنفط، فالدراسات الأمريكية الخاصة بجيولوجيا محافظتي المهرة وحضرموت، والتي انتشرت مؤخراً كشفت عن احتياطي نفطي هائل تكتنزه أراضي هاتين المحافظتين، ولذلك فالنظام ومنذ انتشار هذه الدراسات وكشوفاتها للنفط، يسيل لعابه للسيطرة على هذه الثروات ومصادرتها وحرمان الشعب اليمني منها!!
ثالثاً: يريد نظام ال سعود، ومن خلال إحكام قبضته على المحافظة وعسكرتها، إنجاز مشروعة القديم الجديد والمتمثل في مد أنبوب نفطي ضخم من المنابع النفطية في السعودية، يمتد عبر الأراضي اليمنية في محافظة المهرة إلى الموانئ اليمنية في هذه المحافظة والتي باتت تحت السيطرة التامة للقوات السعودية كما أشرنا، وإذا تعطل هذا المشروع الذي بُدئ التفكير به خلال الحرب العراقية الإيرانية في عقد الثمانينات من القرن الماضي، فلأن الشعب اليمني وأهالي المدينة بالذات يرفضون ذلك، لكن نظام ال سعود يعتبر هذا الأنبوب خياراً استراتيجياً له، لأنه يعوضه عن مضيق هرمز، والأخطار التي تهدد هذا الممر بسبب التوتر بين أمريكا وإيران، وتهديد الأخيرة بإغلاقه أن حرمت من تصدير نفطها، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران!
رابعاً: وجد نظام ال سعود في عمالة هادي وفريقه فرصة في تمرير مشاريعه الآنفة في المحافظة، وفي إسباغ نوع من الشرعية والتبرير على عملياتها القمعية ومحاولاتها الاخضاعية لأبناء المحافظة، فهادي سارع إلى توجيه كافة الأجهزة والوحدات الأمنية والعسكرية بمحافظة المهرة بسرعة التعامل "بحزم" واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المناسبة ضد أهالي مدينة المهرة الذين وصفهم هادي "بالمتمردين" والمسلحين، واتهمهم "بإقلاق الأمن والسكينة العامة" في المحافظة!! وأكدت المصادر أن هادي أعطى الأوامر لنائبه علي محسن الأحمر بالتعامل مع الموضوع بما ينهي احتجاجات ومواجهات الأهالي ضد الاحتلال السعودي!! وبدوره أصدر علي محسن الأحمر، أوامر إلى القوى المحلية التابعة لما يسمى بالشرعية في المهرة لتنفيذ توجيهات هادي بالتصدي لمن أسموهم "بالعصابات المتمردة" بحسب زعمهم!! وقد أثارت توجيهات هادي صدمة في أوساط مشايخ ووجاهات المهرة الذين يتهمون السعودية بالسعي إلى فرض حضور عسكري قسري على أراضيهم.
على أن هذا الموقف الذي أبداه هادي وزمرته حرق ما تبقى من احترام عند بعض الأوساط اليمنية المخدوعة والتي كانت ترى فيه على خلفية هذا الخداع، "الرئيس الشرعي لليمن!! فلقد كشف الرجل وأكد عمالته للاحتلال السعودي إذ بدلاً من أن ينبري لانتقاد الممارسات الهمجية للاحتلال السعودي تجاه الأهالي باستخدام طائرات الاباتشي المقاتلة واستخدام المدفعية الثقيلة التي فتكت بالناس من أبناء المدينة، اعتبرهم "متمردين" و"عصابات" وبرر للاحتلال السعودي قتلهم وقمعهم!! ومصادرة منافذهم وموانئهم !!
ارسال التعليق