"بيغاسوس" ينذر سلمان بالخديعة الاماراتية واللعنة العثمانية
[حسن العمري]
مصادر سعودية موثوقة مقربة من البلاط كشفت لجهات غربية عن وجود تحركات مريبة في القصور الملكية واستعدادات كبيرة عسكرية وأمنية، يتوجس المراقبون من احتمال وجود انقلاب عائلي يقوده ولي العهد ضد والده والآخرين كانت السبب في قرار سلمان بتعيين مشعل بن ماجد بن عبد العزيز(محافظ جدة منذ عام 1997)، مستشاراً له بمرتبة وزير لترميم صدأ الأسرة الحاكمة جراء إجراءات نجله محمد بعد أن بلغته تقارير استخباراتية امريكية وغربية بقيام أبنه المدلل بالتجسس على هواتف البلاط والعائلة ويسترق سمع أقوالهم وتحركاتهم حتى داخل البيت الواحد وكان السبب في وضع والدته تحت الإقامة الجبرية وإبعادها عن قصر اليمامة منذ أشهر.
صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية وكذا نظيرتها "وول ستريت" الأمريكية، كشفتا النقاب في تحقيق مستند سلمت نسخة منه الى سلمان يؤكد من أن ولي العهد قد اخترق هواتف العديد ما الأمراء وحتى بعض المسؤولين الأمريكيين والأوربيين المقربين من والده وعمه أحمد بن عبد العزيز وابن عمه محمد بن نايف وذلك عبر برنامج "بيغاسوس Pegasus 3" والذي اشتراه بحوالي 60 مليون دولار من شركة NSO الإسرائيلية عبر شركة في لوكسمبورغ تابعة للشركة الإسرائيلية في أواخر أكتوبر 2017، كشف عنها الوسيط الأوروبي الذي لم يحصل على عمولته 5% وقدم شكوى لمحكمة إسرائيلية بهذا الخصوص.
"أن حكام السعودية (بلطجية سفاحون) ندعمهم لعقود طويلة ونعتبرهم حلفاؤنا الإستراتيجيون، وولي العهد الحالي محمد بن سلمان (ديكتاتور ملياردير)، ينبغي على واشنطن أن تسعى جاهدة الى الإبتعاد عنه لما له من ملف إجرامي كبير ملطخ بالدم رغم قلة سنوات وجوده في السلطة من الحرب على اليمن وحتى تقطيع خاشقجي ومسلسل الاعدامات المتواصل ضد الناشطين والدعاة الى حرية التعبير والمطالبين بايجاد التغيير والعدالة والمساواة في المملكة" - السيناتور الامريكي بيرني ساندرز.
أكثر من قرن مضى وما تزال تطغى موجة إرهاب آل سعود على الجزيرة العربية حاملة معها الحقد والسفك للدماء والتنكيل بالمسلمين فاستبيحت المحارم وسفكت الدماء واهينت المقدسات وكُفِّر المسلمون وعطلت شعائر الإسلام وحرموا الشعب من خيرات البترول بل حرموا المسلم من أبسط ما يتمتع به الإنسان من كرامة بل من أبسط الحريات ، فلا حرية للمعتقد ولا حرية للعبادة ولا حرية للقول ولا حرية للكلام، فالكتب والصحف محظورة إلا ما مجد آل سعود وأباح جورهم وأشاد بطغيانهم بينما تحرق كتب الإسلام الصحيح وتمزق أسفار الدين القويم.. حيث تعلم "محمد بن سلمان" الدرس جيداً من أسلافه ومن معلمه "محمد بن زايد".
يقوم برنامج بيغاسوس التي وضعته شركة NSO الإسرائيلية بالتجسس على الشخصيات والمعارضين عبر هواتفهم النقالة بإرسال رسائل كين مثلاً أسرار جديدة عن تعذيب في سجون الدولة أو اعتقالات تطال شخصيات مهمة، وما أن تضغط على الرابط الموجود يتم خرق موبايلك ومن ثم ينسخون كل ما يوجد في ذاكرة الهاتف على الفور وكل ما تفعله بالهاتف منذ يوم اختراقهم، كل مكان تذهب إليه كل شخص تتصل به، أي شيء تقرأه، وكل صورة تلتقطها وكل التسجيلات الصوتية وكاميرا الهاتف تحت اختيارهم، كما ويمكن من خلال هذا لبرنامج إرسال ترددات الكترونية خطيرة تؤدي بالشخص إلى الموت المفاجئ دون معرفة الأسباب وهو ما يفسر موجة موت الأمراء في السعودية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة - وفق خبراء.
تقارير الاستخبارات الأمريكية والأوروبية التي وصلت سلمان حذرته من تنفيذ ولي عهده خديعة معلمه محمد بن زايد الذي حقن شقيقه "خليفة" أدت الى دخوله الغيبوبة لسنوات لم يظهر الى العلن سوى قبل أن توقع الامارات على قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني ليدلي بتصريحات تمجد الخطوة الخيانية التي أقدم عليها الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي الذي يتبنى استراتيجية حكم الإمارات بشكل غير مباشر ومن وراء اسم أخيه غير الشقيق الذي يبقي منذ سنوات واجهة صورية للنظام الحاكم.. كما هو الحال لسلمان ونجله محمد في حكم بلاد الحرمين.
محمد بن زايد يستخدم شقيقه المريض كواجهة دعائية وللإعلانات الرسمية في المناسبات فقط بينما يعد هو الحاكم الفعلي للإمارات ويعزز قبضته على الحكم منذ سنوات بزيادة نفوذ المقربين منه.. يجمع عدة مناصب ويتحكم بالمجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، ويركز السلطة في خمسة مقربين منه هم: عبد الله بن زايد وزير الخارجية، وطحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني الحالي، ومنصور بن زايد حامل المحفظة المالية للأسرة إضافة إلى سيف بن زايد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية.. الدرس الذي تعلمه محمد بن سلمان جيداً وأحكم قبضته على الأسرة الحاكمة في المملكة دون منازع ما أربك سلمان وزاد من تخوفه وبدأ إجراءاته بتعيين أشخاصاً ليسوا على صلة طيبة مع نجله للسيطرة على أمور العرش قبل سلبها منه.
يقول مراقبون إن إسراع محمد بن سلمان نحو التطبيع مع العدو الصهيوني أحد أهم أسباب الخلاف مع والده الذي يرى ضرورة تنفيذ المبادرة العربية قبل التطبيع، فيما الأبن يشعر بخطورة بلوغه العرش كلما طال أمد إقامة العلاقات مع الكيان الإسرائيلي والذي يرى ذلك ضرورة لبلوغ العرش ودحر المعارضين له، وهو ما أكده المحلل الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط "جوزيف هينجز" كاشفاً الى أن سلمان وفريقا من العائلة السعودية الحاكمة، يتحفظون على هكذا انخراط، وفي المقابل، يؤيد فريق آخر يضم "محمد بن سلمان"، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه الحاكم الفعلي للبلاد، تحركات متطرفة في السياسة الخارجية، بما في ذلك الحرب في اليمن وتغيير السياسة باتجاه تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
مراقبون آخرون يرون أن البديل لذلك هو قيام محمد بن سلمان باللعنة العثمانية وإراقة دماء معارضيه حتى أخوته في أروقة القصور الملكية كما كان يفعلها كبار سلاطين العهد العثماني منذ وفاة "ارطوغرول" حيث نشب خلاف بين "أخيه" دوندار و "ابنه" عثمان، انتهى بأن قتل عثمان "عمه" واستولى على الحكم.. وهو ذات الفعلة التي قام بها محمد بن سلمان بعزل عمه وابن عمه وأمراء عديدين آخرين واحتجازهم في قصورهم أو اماكن لا يعرف عنهم.. ثم تواصل أمر قتل الأخوة كخطة للسيطرة على العرش في البلاط العثماني حيث قتل "مراد الأول" شقيقيه إبراهيم وخليل خوفاً من مطامعهما، ثم أقدم السلطان محمد الثاني على إصدار فتوى حلل فيها قتل السلطان لشقيقه من أجل وحدة الدولة ومصالحها العليا نفذها السلاطين الذي بلغوا العرش من بعده حتى نهاية العهد العثماني - من مقال بعنوان «ذكريات الملوك» للكاتب والإعلامي التركي "رحمي تروان".
موقع "نيوز ري" الروسي نشر مؤخراً تقريرا، تحدث فيه عن تشكيل جبهة معارضة قوية لسياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بين أبناء عمومته، بعد أن فشلت الحملات التي شنها لتطهير المعارضين في الرياض في تحييد معارضي نظام الحكم..أدت تلك السياسة الى تشكيل حركة معارضة قوية في صفوف أبناء عمومته؛ وأن مواقع مقربة من مصادر سعودية تحدثت عن مشاعر العداء التي تشبه أجواء الحرب، يكنها أفراد من عائلة آل سعود لولي العهد "بن سلمان"؛ إذ إن أبناء عمومته لا يزالون يرفضون الاعتراف بشرعيته كولي للعهد.
ارسال التعليق