زيارة غانتس للرياض والعدوان المشترك.. هل بقي شيء خاف?!
[حسن العمري]
* حسن العمري
المحلل السياسي الإسرائيلي الضابط السابق في الموساد الصهيوني "شمعون أران" كشف في تغريدة له على حسابه على تويتر، عن قيام وفد سعودي رسمي رفيع المستوى بزيارة سرية لتل أبيب قبل أيام وسط تكتم رسمي بينما المصادر الإسرائيلية تؤكد الخبر حيث أشارت أن الوفد المذكور كان يضم مساعد وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان وبعض الأمنيين والعسكريين المقربين من محمد بن سلمان، وذلك ردا على زيارة وزير حرب الكيان الصهيوني "بيني غانتس" للدول العربية في مقدمتها الرياض ثم اتجه الى المغرب حيث وقع على اتفاق تعاون أمني بين الدار البيضاء وتل أبيب بمباركة سعودية - وفق مصادر اسرائيلية.
زيارة الوفد السعودي الأمني العسكري لتل أبيب قبل أيام تمت بمتابعة خاصة من محمد بن سلمان لتسهيل عملية التطبيع مع العدو الصهيوني، والأيام القادم ستكشف الكثير مما تم الاتفاق عليه خلال اللقاءات التي تمت بين الجانبين الاسرائيلي والسعودي في كل من الرياض وتل أبيب، خاصة خلال اللقاء الذي جمع ولي عهد سلمان ببيني غانتس لمدة أكثر من ثلاث ساعات في قصر اليمامة حضره عدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين السعوديين المقربين من "بن سلمان"، قرأها مراقبون انها تصب في إطار التمهيد لعملية التطبيع بين الكيانين المنتظر الإعلان عنها بشكل رسمي عما قريب وفور وفاة سلمان بن عبد العزيز أو تخليه عن العرش لولده المدلل الأرعن.
الطائرة الخاصة الإسرائيلية (M-ABGG) المملوكة لملياردير "إسرائيلي" والتي سبق أن كشفنا عنها مسبقاً بأنها تقوم برحلات مكوكية وسط تصاعد وتيرة التقارب السعودي الإسرائيلي في مقال سابق، كانت قد هبطت قبل أيام ايضاً في العاصمة السعودية الرياض حاملة الوزير "بيني غانتس" ووفد مرافق، كانت الصحافة الاسرائيلية قد كتبت بخصوصها تحت عنوان "ممنوع علينا ان ننشر بأن مسؤولا اسرائيلياً كبيرا ً زار دولة خليجية كبرى لعدة أيام..!"، فيما أكد مقرب من محمد بن زايد للإعلام الإسرائيلي من ان الجانبين السعودي والصهيوني وقعا اتفاقيات بمئات ملايين الدولارات خلال هذه الزيارة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في جانبها الأمني للتجسس على المعارضة السعودية في داخل المملكة وخارجها، وهو ما كشف عنه موقع "غلوبز" الاقتصادي الإسرائيلي مضيفاً أن الرياض أصرت على سرية الزيارة والاتفاق كي لا تقع في إحراج كما وقعت خلال الكشف عن لقاء محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين في الرياض العام الماضي - وفق "يوآف غالانت" وزير التعليم الإسرائيلي.
"إسحاق ليفانون" السفير الإسرائيلي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط قال لقناة الجزيرة القطرية "إن اللقاءات بين المسؤولين السعوديين والإسرائيليين مستمرة منذ زمن، وأن زيارة كل من نتنياهو ورئيس جهاز الموساد العام الماضي، والزيارة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس" قبل أيام للرياض ليست مستغربة بالنظر الى العلاقات الوثيقة بين الجانبين والاتصالات بين رئيس الموساد يوسي كوهين وعدد من المسؤولين السعوديين المتواصلة.. فيما أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية لقاءات واتصالات قائمة على قدم وساق بين مستشاريْن سعوديين لمحمد بن سلمان ومسؤولين كبار في جهاز الموساد لبحث التطبيع وتعزيز التعاون في مجال مواجهة ايران.. فيما قال رئيس مركز القدس للشؤون العامة ونائب وزير الخارجية الصهيوني السابق دوري غولد هو الآخر قال لموقع غلوبز "ان ما يعزز أو يبعد التوصل الى اتفاق محتمل مع السعودية هو القضية الايرانية التي تشكل تهديدا مباشرا وفوريا للطرفين"- بحسب تعبيره.
تبادل الزيارات هذه التي يعلن عنها تارة ويتستر عليها مرة اخرى تكشف أمورها بعد حين عبر وسائل الإعلام الاسرائيلية، تمخضت هذه المرة عن تطور غير مسبوق على المنطقة حيث تعرضت كل من صنعاء ودمشق لضربات جوية سعودية واسرائيلية متزامنة في أكثر من مرتين يكشف عن وجود تنسيق بهذا الخصوص بات قيد التنفيذ بين الرياض وتل أبيب اللتان ترى أن الأمور مرتبط ببعضها البعض من وجهة نظر، حيث استقرار الوضع في سوريا خطر كبير على الكيان الصهيوني ومستقبله من جهة، وانتصار الشعب في اليمن بقيادة أنصار الله خطر كبير على أمن وعرش آل سعود الذين يرون في الثورات العربية خطر على كيانهم أينما كانت ولم يتوانوا من دعم العملاء والخونة لإسقاطها ومصر وليبيا واليمن شاهدة.
نجل سلمان ومنذ عام 2015 تاريخ توليه وزارة الدفاع وتبنيه خيار الحرب على اليمن المستمرة، يدأب على رفد مشروعه بسياسات تقربه من الوصول للعرش في أقصر وقت ممكن، مفضلاً عدم الانتظار الى حين وفاة والده فنجده يسعى الوصلِ مع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بأي ثمن كان، اتفاقيات شراء اسلحة خردة أمريكية لا يستطيع الجيش السعودي استخدامها دون إذن الراعي الأمريكي حيث بلغت مشترياته منذ بدأ العدوان على اليمن الشقيق والجار أكثر من 63 مليار دولار وفق تقرير صادر عن “الخدمة التجارية للولايات المتحدة”، الذراع الترويجية لـ”إدارة التجارة الدولية” بوزارة التجارة الأمريكية، استناداً للبنتاغون.. الى جانب الهرولة نحو التطبيع واقامة علاقات دبلوماسية والمضي قدماً في المشروع الاسرائيلي في المنطقة الخليجية والدول العربية والتي بدأها بدعم ما يسمى "صفقة القرن" وبالعلن، بغية ضمان الصعود الى سدة الحكم دون منازع وتعثر وإحتمالية فترة حكم قصيرة المدى بسبب انقلاب أو اغتيال يتعرض له من قبل أمراء الأسرة الحاكمة المعارضين لبلوغ أبو منشار الأرعن العرش ويرونه نهاية حكمهم في المملكة.
مصادر متطابقة كشفت عن تطور داخلي خطير في السلطة السعودية استهدف هذه المرة مسئولا أمنيا رفيعا هو رئيس جهاز أمن الدولة عبدالعزيز الهويريني المقرب من ولي العهد السابق المعتقل الأمير محمد بن نايف، والذي تم سحب جميع صلاحياته ووضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله لحين البت في مصيره، بأمر مباشر من محمد بن سلمان يقال أنه بسبب تسريب خبر لقاء الأخير والوزير الصهيوني "غانتس" في الرياض الى وسائل اعلام اسرائيلية ومعارضة سعودية أدت الى فضيحة جديدة؛ فيما يقول البعض أن أبو منشار اتهمه بتسريب بنك أهداف سعودية حيوية الى أنصار الله والتي كانت وراء الضربات الدقيقة التي تعرضت لها البنى الاقتصادية والعسكرية السعودية مؤخراً، وذلك عبر الوسيط الاماراتي، فيما لم يتضح على الفور أسباب وتفاصيل الخطوة ضد الهويريني من "بن سلمان" المعروف بطشه بكبار المسئولين السعوديين لخشيته الدائمة من الانقلاب عليه أو الانخراط بأي حملة ضده في ظل وضعه الداخلي المتأزم.
وزير حرب العدو الصهيوني يعتبر من المغرمين بمحمد بن سلمان وقد عبر عن ذلك خلال نقاش هو الأول من نوعه مع صحفيين خليجيين نظمه المجلس العربي للتكامل الإقليمي العام الماضي، حيث أشاد "غانتس" بجهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومعلمه محمد بن زايد فيما أسماه "مكافحة الإرهاب والسعي لتحقيق السلام في المنطقة" أي دورهما الفاعل الريادي في التطبيع الخليجي العربي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، وأضاف أنه يتابع "التغييرات المميزة التي تحدث في المنطقة ويقودها محمد بن سلمان الذي يعمل على تعزيز التسامح بين جميع الأديان (مخطط الديانة الابراهيمية الصهيوأمريكي) من أجل الاستقرار ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. لدينا مصالح مشتركة في الصراع ضد التطرف والتهديد الايراني، ونحن نخلق جبهة موحدة لمواجهته.. علينا أن نفكر ونبحث ونقترح ما يمكن أن نواجه به القوى الراديكالية في المنطقة من خلال الوصول الى السلام والاستقرار ونحن معًا، وما دام هناك رؤية وحوار ومقترحات سنكون معًا أقوى في المواجهة" - وفق وصفه.
ارسال التعليق