سيعفى الزمان على آل سعود قريباً.. انها محبة الضرائر
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري..
يقتنص محمد بن زايد الفرصة بين الحين والآخر للتودد الى سلمان وابنه وتنفيذ مآربه تحت العباءة السعودية، فهو الذي دفع الأرعن (محمد بن سلمان) نحو الحرب على اليمن بنفخه في الضفدع حتى يصبح بقرة وإذا به يوغل في وحل المستنقع يُخرج ولي عهد أبوظبي نفسه من الأزمة كسحب الشعرة من العجينة بعد تودده وأقترابه لطهران ودخوله حوار عماني مع الحوثيين وتقديمه لهم أهم بنوك الأهداف السعودية تم إستهداف البعض منها بطائرات الدرون والصواريخ الباليستية اليمنية.
سعى ولي عهد أبوظبي جاهداً في تعزيز علاقته مع محمد بن سلمان حيث وجد ضالته في الدب الداشر للسيطرة على السعودية التي ينظر اليها بن زايد تاريخيا أنها "العدو"، فأخذ يدعمه في كل قراراته السلبية ويدفعه نحو الإنفتاح المنحط والخليع الذي إجتاح بلاد الحرمين الشريفين لتزداد نقمة الشارع عليه وعلى الأسرة الحاكمة وتعجل على ربيع سعودي يذهب بالأسرة الحاكمة نحو هاوية السقوط دون رجعة هذه المرة، فيخرج معه الى الصيد وهو يدس السم في العسل بدعمه للانقلاب العسكري الذي كان قاب قوسين أو أدنى من نجاحه قبل عامين ما أدى الى سلسلة تغييرات كبيرة قام بها سلمان في القيادة العسكرية العليا بالمملكة (فبراير 2018).
"تؤكد دراسات علم الفضاء والكون أن النجم الذي يكون على شفا الموت، فإنه يبدأ في التوسع الى ما هو أبعد من حجمه الطبيعي، ويبدو عملاقاً أكثر مما يتصور، لكن في الواقع، تلك هي علامات تفككه وانهياره، مما يصبح أكثر عرضة للخطر والانحلال.. التشبيه هذا يلخص الحالة الدقيقة للسلطة السعودية التي تتشدق انها في "حالة السيطرة التامة" ومعززة بالتريليونات من عائدات النفط ودعم حلفائها الغربيين الأقوياء خاصة أمريكا، لكن الحقيقة أن آل سعود على وشك الانحلال والتفكك و"سيعفي عليهم الزمن" - "ستيفن ليندمان" المحلل السياسي المخضرم، والكاتب الشهير ومقدم البرامج الإذاعية لشبكة "راديو التقدمي" في حديثه لموقع "مينتبرس MintPress" الأخباري التحليلي الأمريكي.
حرب اليمن كانت نتيجة وساوس محمد بن زايد لغريمه وخصمه محمد بن سلمان وتضخيم القوة والقدرة العسكرية السعودية وأنه بالامكان من احتلال صنعاء خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع وأن الامارات وأخواتها الخليجيات وبعض الرجعيين العرب سيدعمونه، وهو ما كشف عنه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية بقوله “أخطأنا بترك السعودية تهاجم اليمن وكان علينا أن لا نصدق وعودهم، فقد أكد لنا سلمان وابنه ان الحرب على اليمن لن تستمر 10 ايام وان الجيش السعودي قادر على دخول صنعاء بعد اليوم السابع من بدء الهجوم”. موضحاً "أن النتيجة كانت كارثية، فبعد شهر ونصف من القصف سمعنا صراخ السعوديين يطلبون النجدة، لأن اليمنيين خلقوا مفاجأة لم يتصورها أحد بالداخل اليمني وعلى الحدود دخلوا مدن سعودية وقتلو الجنود السعوديين وصادروأ أسلحة سعودية رغم اننا قدمنا دعما كبيراً عسكرياً ولوجستياً للسعوديين".
تحقيق استقصائي موسع أعده الصحفي "ديكستر فيليكز" لمجلة "نيويوركر" الأمريكي تحت عنوان «أمير سعودي يبحث عن نسخة جديدة للشرق الأوسط»، كشف فيها أن «محمد بن زايد يخطط لاستخدام علاقاته مع الرئيس الأمريكي ترامب لتحقيق مآربه ومخططه الرامي الى التدخل في الشؤون الداخلية السعودية». ونقل عن مسؤول أمريكي روايته عن «كيفية بحث إدارة ترامب عن عميل لتغيير المنطقة ووجدت ضالتها في محمد بن سلمان، فقررت احتضانه ليكون عميلها لتحقيق التغيير في المنطقة»؛ وذلك بتوصية من محمد بن زايد ودعم كل من مستشار ترامب جاريد كوشنر، ومساعده السابق ستيف بانون، اللذان يرغبان في إحداث تغيير في المنطقة، وأن "بن سلمان" كان أكثر شخص يستعد لذلك، فتم إحتضانه بإعتباره عامل التغيير المطلوب».
علينا أن لا ننسى محاولة اغتيال ولي العهد من قبل الحارس الشخصي لوالده في سبتمبر/ أيلول الماضي لولا تدخل فرقة "بلاك ووتر" الأمريكية في اللحظة الأخيرة بعد أن أوشى له أحد كبار الأمراء الاماراتيين المعارضين لمحمد بن زايد الأمر، فكانت النتيجة هي مقتل اللواء عبدالعزيز الفغم الحارس الشخصي لسلمان بن عبد العزيز، بذريعة خلاف شخصي مع صديقه ممدوح بن مشعل نجل البرلماني السعودي مشعل آل علي ـ وفق الرواية الرسمية، حيث أكدت التحقيقات أنه لا علاقة له على الإطلاق بعملية القتل وأنه تم قتله هو الآخر مع الفغم خلال محاولة أغتيال محمد بن سلمان في قصر السلام وليس في منزل صديق الفغم، وأن الفغم وآل علي وهما ليسا الوحيدين بل جُرح عدد من الضباط معهم، تم تصفيتهم فيما بعد وأعلن عن مقتلهم في جبهات الحرب مع اليمن!.
أنها "محبة الضرائر" فلطالما أنتهز آل زايد الفرصة ليعبروا عن رأيهم خلال لقاءاتهم مع المسؤولين الأمريكان والبريطانيين بخصوص الأسرة السعودية الحاكمة، حيث تبين وثائق “ويكيليكس” المسربة عن دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان يستهزئ على الدوام من السعوديين ونظامهم السياسي سراً، وكان يسخر من تأتأة الملك السعودي وينتقد جهله، محرضاً واشنطن ضد ملوك آل سعود وأمرائها، بينما يتظاهر في العلن أنه حليف للمملكة وأن العلاقات بينه وبين المسؤولين في الرياض بأفضل حال، ويتودد كثيراً الى محمد بن سلمان ويدعم بلوغه العرش حتى تسنح الفرصة لصعوده نحو الهاوية ينزلق فيها رأساً على عقبه.
ووفقًا لوثيقة يعود تاريخها الى 24 كانون ثاني/ يناير 2007 يتبين أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد قال لمساعد وزير الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنز: “عندما زرتُ السعودية التقيت بقادة تتراوح أعمارهم بين 80 و85 سنة، وهؤلاء لم يسمعوا بالإنترنت إلا بعد أن جاوزوا السبعين عامًا، هناك فجوة كبيرة في السعودية..القيادة السعودية هرمة، انها لا تنظر لأكثر من كيلومترين فقط.. وأن90% من الشعب السعودي ينتظر الأمريكيين بعد إنتهائهم من العراق ليغيروا لهم آل سعود”.
محمد بن نايف كان قد حذر سلمان من مخطط ولي عهد أبو ظبي الخبيث في رسالة وجهها لعمه في أبريل/نيسان 2018، بعنوان «مؤامرة يقودها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لإثارة الخلافات داخل القصر الملكي السعودي» جاء في جانب منها " أفيد لمقامكم الكريم أن أبن زايد يخطط لاستغلال علاقته الوطيدة بالرئيس الأمريكي.. لكي لا يقودنا الى أزمة مختلفة يساعده لوصوله الى نواياه، فقد انكشفت لي الخدعة الإماراتية للاستفادة من توسع الخلاف في الديوان الملكي ولا يزال أبن زايد مستمرا في صب الزيت على النار والإصطياد بالماء العكر. هناك خلافات حقيقية بين المملكة والبحرين والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى لكن يجب أن نكون حذرين من أن الوضع يتجه نحو التصعيد. والحكمة تقتضي ألا نسمح باستخدامنا كألعوبة بيد الإمارات التي تعد استراتيجياتها تجاه معاداة السعودية" - وفق مجلة «نيويوركر» الأمريكية.
وفي وثيقة أخرى، بتاريخ 21 من تموز/ يوليو 2006 تنقل السفارة الأمريكية في أبو ظبي لواشنطن وجهة نظر ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بشأن السعودية، حيث قال: “الامارات خاضت 57 معركة ضد السعودية خلال الـ250 سنة الماضية”، وتابع بالقول: السعوديون ليسوا أصدقائي الأعزاء وإنما نحتاج للتفاهم معهم لتمشية ما نريد، مشبهاً ولي العهد السعودي آنذاك نايف بن عبد العزيز "بالقرد".
ارسال التعليق