كلك على بعضك فاشل و"# دونينغ_ كروجر" لن تنفعك
[حسن العمري]
"إحساس الزائف للفرد بتفوقه المعرفي على الآخرين، رغم ضحالة قدراته وتواضع إمكاناته هو أحد وأهم أسباب الجمود الفكري لدى ذلك الشخص، وهو حائط الصد في مواجهة أي تطور فكري محتمل لديه.. هذه الظاهرة من الظواهر النفسية المعروفة في علم النفس والتي تسمى متلازمة دونينغ- كروجر(Dunning -Kruger Effect)، حيث يقوم الشخص بتقييم قدراته المعرفية بأكبر من حجمها الحقيقي بكثير، مما يسبب له إحساس وهمي بالتفوق على غيره.. إحساس تفوق وهمي ناتج بالأساس من وهم داخلي لدى شخص متواضع القدرات لأسباب جينية" عالمي النفس الاجتماعي ديفيد دونينغ وجوستن كروجر.
محمد بن سلمان قال يوم الخميس الماضي: "أن المملكة استطاعت في فترة وجيزة وسريعة تحقيق إنجازات غير مسبوقة في أقل من 4 أعوام.. وخلال سنة واحدة، استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 عاماً، واليوم لم يعد التطرف مقبولاً في السعودية.. رغم الجائحة، فإننا نعتبر أحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في مجموعة العشرين"!! أقوال لم يصدقها ذوي العقول والمتابعين للشأن السعودي.
لسنا في أبريل لنبرر أكاذيب نجل سلمان التي تعلمها من سيده هبل البيت الأبيض الذي دخل مجموعة غينس لما حققه من رقم قياسي في الكذب كل يوم، وكل خطاب، وكل تصريح.. السير على المنهجية النازية "أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون، وأكذب أكذب حتى تصدق نفسك" لن تجدي نفعاً لمن سلكها وسقوط الفيل الأمريكي وفشله في البقاء لفترة ثانية في الرئاسة الأمريكية درس حاضر لا يمكن التغاضي عنه .. لكن من أين نأتي بالحنكة والحكمة والذكاء لمن سياسته قائمة على تقطيع معارضيه بالمنشار أو بقطع رؤوسهم حرابة؟!* الوهم: قال محمد بن سلمان "أنه في عام 2016، كانت قيمة الناتج المحلي غير النفطي تقدر بـ 1.8 ترليون ريال، وبدأنا في المملكة وضع خطط لمضاعفة ذلك بوتيرة سريعة، والنتيجة كانت نمو متسارع في السنوات الثلاثة الماضية، بنسبة 1.3% في 2017، و2.2% في 2018، و3.3% في 2019 وأكثر من 4% في الربع الرابع من 2019، وذلك رغم بعض التحديات الاقتصادية".
= الحقيقة: أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، أن الناتج المحلي الإجمالي السعودي قد انخفض بنهاية الربع الثاني من العام 2020 بنسبة 7% لتصل قيمته بالأسعار الثابتة الى 597.84 مليار ريال مقارنة بـ 642.78 مليار ريال خلال الفترة نفسها من العام 2019. كما انخفض الناتج المحلي للقطاع النفطي بنسبة 5% بنهاية الربع الثاني 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019 ليصل الى 256.04 مليار ريال لتبلغ مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي نحو 42.8 % مقارنة بنحو 42.1% خلال نفس الفترة من العام الماضي. وسجل القطاع غير النفطي تراجعا بين 16.3 % للنقل والاتصالات و18.3 % لقطاع نشاط تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق.
* الوهم: قال محمد بن سلمان "إن المملكة وضعت ملف البطالة كإحدى أولوياتها، حيث بدأت زيادة معدلات التوظيف وفق رؤية 2030 على إصلاح سوق العمل وتوفير المزيد من الوظائف للمواطنين والمواطنات، ووضعت رؤية 2030 الوصول الى نسبة بطالة 7% في العام 2030.. خلال عام 2018 بلغت نسبة البطالة 13% تقريباً. وبسبب رفع كفاءة الأجهزة الحكومية رأينا نسبة البطالة تنخفض بشكل متتالي الى 11.8% في بداية عام 2020".
= الحقيقة: أظهرت مؤشرات القوى العاملة في المملكة، ارتفاع معدل البطالة للمواطنين خلال الربع الأول والثاني من عام 2020، وفقاً للنشرة الربعية للهيئة العامة للإحصاء، حيث ارتفع معدل البطالة للمواطنين السعوديين عند 15.4%.. حيث بلغ معدل بطالة الذكور السعوديين 8.1% بالربع الثاني من عام 2020 مقارنة بـالربع الأول من ذات العام وذلك بارتفاع قدره 2.5 نقطة، وبلغ معدل البطالة بين السعوديات 31.4% بالربع الثاني من عام 2020، بارتفاع قدره 3.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع السابق.
* الوهم: قال نجل سلمان "أنه عند البدء في إعداد برنامج شامل لإصلاح الاقتصاد، التزمنا بوضوح في رؤية 2030 بأننا سنسعى لرفع نسبة تملك المواطنين للمسكن5% خلال 4 سنوات، وكانت النسبة حينها 47% تقريبا، ما يعني الوصول الى 52% في 2020، نسبة تعتبر جيدة دولياً. لكننا اليوم وصلنا الى 60%، متجاوزين الهدف بـ 8%.. ليس لدي أدنى شك باننا سنتجاوز مستهدف 2030 البالغ 62% في 2025 وسنكون أحد أعلى دول العالم في نسبة تملك المساكن".
= الحقيقة: كتبت جريدة الرياض، أن نسبة تملك الأسرة السعودية للسكن كانت 49.8 % في 2016، وذلك وفق مسوحات هيئة الإحصاء.. ونشر موقع قناة "العربية" إستناداً لتصريحات عدد من الخبراء العقاريين في البلاد، في تصريحات لهم نشرتها صحيفة "الحياة" قبل أشهر، إن احتكار الأراضي جعل 73 - 80 % من المواطنين لا يملكون مساكن، وأن أزمة السكن لا تزال قائمة بشكل كبير دون إيجاد حلول عملية لها. وهو ما أكده الخبير الاقتصادي الدولي "برجس البرجس".
* الوهم: أكد ولي عهد سلمان "أننا استطعنا مضاعفة حجم صندوق الاستثمارات العامة من 560 مليار ريال الى ما يزيد عن 1.3 ترليون ريال تقريباً، وبخطى ثابتة نحو تحقيق هدف رؤية 2030 بأن تتجاوز أصول الصندوق 7 ترليون ريال.. فقد بلغت استثمارات الصندوق المحلية 78 مليار ريال في 2017، و79 مليار ريال في 2018، و58 مليار ريال في 2019، ونستهدف 96 مليار في عام 2020 بمجموع 311 مليار ريال خلال السنوات الأربعة الماضية، مما ساهم في خلق أكثر من 190 ألف وظيفة".
= الحقيقة: قالت مجموعة "متسوبيشي يو إف جي" المالية (إم يو إف جي) اليابانية إن مستويات كبيرة من العجز المالي تضغط على التصنيف الائتماني للسعودية وتزيد تكلفة الاقتراض، في حين تكبدت السندات الدولارية للمملكة خسائر كبيرة.. وتوقع بنك "إم يو إف جي" انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة 3.2% هذا العام ليكون أسوأ أداء له منذ 1999، كما توقع ارتفاع الدّين العام الى 3.16% من الناتج الإجمالي - الأعلى منذ 2005- وانخفاض الاحتياطيات الأجنبية الى 47 مليار دولار.. وكانت الحكومة قد رفعت سقف الاستدانة الى 50% من الناتج الاجمالي بدلا من 30% في مارس الماضي.
* الوهم: قال محمد بن سلمان "لقد انتشر الفساد في المملكة خلال العقود الماضية مثل السرطان، وهو سبب الأداء السيء في مستوى الخدمات والمشاريع وعدد الوظائف وما الى ذلك، على مدى ثلاثين سنة.. وبلغ مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد 247 مليار ريال في الثلاث سنوات الماضية تمثل 20% من اجمالي الايرادات غير النفطية، بالإضافة الى أصول أخرى بعشرات المليارات".
= الحقيقة: كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن ولي العهد أنفق 50 مليون دولار في منتجع "فيلا برايفت أيلاند" الفاخر بمالديف.. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن محمد بن سلمان اشترى أغلى منزل في العالم، وهو قصر الملك لويس الرابع عشر، الواقع في لوسيان قرب باريس، بقيمة 300 مليون دولار.. كما اشترى لوحة "المخلّص" للفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي مقابل 450 مليون دولار، وبذلك يكون المنشار قد اشترى منزلا ويختا ولوحة بقيمة 1.3 مليار دولار، بينما تنتهج بلاده سياسة تقشفية قادتها لمضاعفة ضريبة القيمة على المواطن بنحو 15% دفعة واحدة.. ويرى مراقبون أن دأب الأجهزة السعودية في التركيز على الإعلان عن حملات مكافحة الفساد لا يعدو كونه مجرد محاولات دعائية لصرف النظر عن سوء الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها المملكة بسبب بذخ ولي العهد وسياساته المالية "غير الحصيفة".
* الوهم: قال نجل سلمان "المرأة السعودية في السابق لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا تستطيع حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا تستطيع قيادة السيارة، ولا تستطيع ممارسة الكثير من الأعمال، وقد عانت من ذلك لعشرات السنين.. أما اليوم فتعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة. عملنا على تمكين المرأة السعودية في مجال العمل والأحوال الشخصية، وباتت اليوم فعليا شريكا للرجل السعودي في تنمية وطننا جميعاً دون تفرقة.. وتضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% الى 31%".
= الحقيقة: أدانت منظمة "العفو الدولية" ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" حملات الاعتقالات الواسعة للنشطاء في السعودية بينهم العديد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، منهن: "لجين الهذلول" و"إيمان النفجان" و"عزيزة يوسف" و"حصة آل شيخ" و"عائشة المانع" وأخيرا كل من "مديحة العجروش" و"ولاء آل شبر". وقد أعدت البارونة "هيلينا كينيدي" الخبيرة القانونية بارزة في بريطانيا؛ تقريراً طويلاً عن انتهاكات حقوق المرأة من قبل السلطات السعودية، داعية زعماء "مجموعة العشرين" بمقاطعة القمة المرتقبة في المملكة لحين الإفراج عن الناشطات المعتقلات. ليسارع سفير الرياض في لندن "خالد بن بندر بن سلطان" للقول إن بلاده تدرس العفو عن الناشطات المعتقلات، وبينهنّ الهذلول المضربة عن الطعام منذ أسابيع، قبل استضافتها قمة مجموعة العشرين!!
ختاماً، هذا غيض من فيض من الترهات والأوهام والأكاذيب والأباطيل التي تشدق بها ولي عهد سلمان خلال حواره الأخير تضليلاً لمساوئ سياسته وفشلها المتسلسل في جميع الجوانب، حيث لا يتسع المقال لسردها دفعة وسنترك الباقي للمستقبل بعون الله سبحانه وتعالى.
ارسال التعليق