كل المعتقلين أهلي.. صرخة تضامن حقوقية بالسعودية
[ادارة الموقع]
أعاد ناشطون سعوديون تذكر جملة الناشط السعودي المعتقل “محمد البجادي”، التي قالها في 2011 أمام أحد سجون المملكة، ”كل المعتقلين أهلي”، في محاولة للتضامن مع المئات من المعتقلين. ودشن الناشطون وسماً حمل ذات الجملة التي قالها “البجادي”، مطالبين بالإفراج عن كافة المعتقلين في المملكة. وانتقد المشاركون في الوسم، اعتقال الدعاة والإصلاحيين في المملكة، وترك الفاسدين للعبث باقتصاد وأمن البلاد، شاكين ما يتعرّض له المعتقلون داخل محبسهم، من انتهاكات وتعذيب.
وقال الناشطون، إن هذا العدد الكبير من الاعتقالات والانتهاكات لن يصمت صوت الأحرار، الذين سيواصلون الدعوة لإنقاذهم، وإنقاذ البلاد، داعين إلى التحرّك ضد السلطات السعودية التي انتهكت كل معايير حقوق الإنسان الدولية. هذا وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية أكد أن نشطاء سعوديين في معتقلات المملكة العربية السعودية بينهم نساء تم القبض عليهم في حملة الإعتقالات التي شنتها السلطات السعودية مؤخراً، يتعرّضون للتعذيب والتحرّش الجنسي أثناء استجوابهم.
وذكرت المنظمة أن تقريرها استند إلى ثلاث شهادات منفصلة تؤكد أن النشطاء الذين تم اعتقالهم في مايو الماضي واحتجازهم في سجن ذهبان على ساحل البحر الأحمر غرب المملكة قد تعرّضوا بشكل متكرّر للصعق الكهربائي والجلد بالسياط ما جعل البعض منهم غير قادر على الوقوف أو المشي. وأضافت منظمة العفو إنّ واحداً من الناشطين على الأقل تعرض للتعليق في السقف، فيما أقدم محققون بعد تغطية وجوههم على التحرش جنسياً بامرأة معتقلة.
وقالت فرانس 24 في تقرير لها إن التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية قد جاء في وقت تواجه فيه المملكة العربية السعودية انتقادات عالمية واسعة بسبب جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، وقد دخلت المملكة على إثر هذه الجريمة في واحدة من أسوأ أزماتها الدبلوماسية، على حد وصف الشبكة الفرنسية.
ووصل تقرير فرانس 24 إلى ما ذكرته مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط لين معلوف حين قالت إنه وبعد أسابيع قليلة من جريمة القتل الوحشية لجمال خاشقجي فإن التقارير المروعة عن التعذيب والتحرش الجنسي وغيرها من أشكال سوء المعاملة التي يتعرّض لها المعتقلون في السجون السعودية ستكشف المزيد من الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان من قبل السلطات السعودية“.
ووصلت لين معلوف إلى القول إن السلطات السعودية قد اعتقلت النشطاء بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم وتعرضهم داخل المعتقلات إلى معاناة جسدية مروعة. وقالت فرانس 24 إنه لم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات السعودية حول تقرير منظمة العفو الدولية.
وكانت السلطات السعودية قد شنت حملة اعتقالات في مايو الماضي شملت 17 ناشطاً وناشطة بارزين في مجال حقوق المرأة، خصوصاً نساء ناشطات كن يطالبن بمنح المرأة السعودية الحق في قيادة السيارة وإنهاء الوصاية عليها. واتهمت السلطات السعودية النشطاء المعتقلين بأنهم يضرون بالمصالح العليا للمملكة ويقدمون الدعم المالي والمعنوي لعناصر معادية للسعودية في الخارج”، بينما وصفت وسائل الإعلام الموالية للسلطات السعودية النشطاء المعتقلين بـ “الخونة” و”عملاء السفارات الأجنبية”.
وذكرت فرانس 24 في تقريرها عدداً من الناشطات المعتقلات في السعودية مثل لجين الهذلول وايمان النفجان وعزيزة اليوسف، وهن من الناشطات السعوديات المدافعات عن حق المرأة في قيادة السيارة والمطالبات بإنهاء ولاية الرجل على المرأة. وتم الإفراج عن ثمانية من المعتقلين الـ 17 مؤقتاً بانتظار انتهاء التحقيق، بحسب السلطات السعودية.
لكن الهذلول واليوسف ما زالتا رهن الاحتجاز، بحسب منظمة العفو الدولية. واليوسف أستاذة متقاعدة من جامعة الملك فهد، أما الهذلول فقد اعتقلت وأودعت في السجن 73 يوماً بعدما حاولت قيادة السيارة عبر الحدود بين الإمارات والمملكة في العام 2014.
فيما تم اعتقال الناشطة الحقوقية المعروفة هتون الفاسي بعد أيام من السماح للنساء بقيادة السيارات، حسب ما أكّدت منظمة “القسط” الحقوقية السعودية ومقرها في لندن.
وعلى حد وصف تقرير فرانس 24 فإن هذه الاعتقالات تعد بمثابة تحرّك محسوب من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ذي النفوذ الواسع لاسترضاء رجال الدين الغاضبين من حملة التحديث، فضلاً عن إرسال إشارة واضحة للناشطين بأنّه وحده هو محرك التغيير. وذكرت منظمة العفو أنّ العديد من الناشطين محتجزون بلا تهمة ولا تمثيل قانوني.
ارسال التعليق