كيف خذل بن سلمان أبناء بلاده وكسب رضا الغرب؟!
[ادارة الموقع]
كنا نحن وبعض الأشقاء العرب متفائلين بالاندفاع الشبابي لولي العهد محمد بن سلمان نحو وضع البلاد على سكة "الديمقراطية والحرية" والجميع كان يراقب ما يجري على مدى السنوات الثلاث الماضية، البعض كان سعيدا والبعض الأخر كان متوجسا مما يجري، واليوم بدأ يظهر لنا الطريق الذي يقودنا نحوه بن سلمان بعد أن انقشعت الرؤية وبدأنا نعرف أين نحن؛ أين نحن حقاً؟!.
الوقائع تقول بأن الأمير الشاب أخذنا في رحلة دائرية عبر سكته الجديدة التي عادت بنا إلى حيث كنا "إلى نقطة الصفر"، كل ما حلمنا به كان وهما، لا اصلاح ولا حريات ولا مشاريع اقتصادية ولا تحسن في المعيشة ولا حتى تقدمنا قيد انملة بل على العكس تماما نحن اليوم أسوء مما كنا عليه، لأن الوعود التي كنا نتوسم بها خيرا انقلبت نارا وجحيما على حياتنا اليومية.
فوضى الوهم
دعونا نبدأ من تعليق الصحيفة الكندية المعروفة "تورنتو ستار" على اصلاحات ولي العهد، إذ ذكرت هذه الصحيفة بأن اعتقال 11 شخصاً من أبرز نشطاء حركة المدافعين عن حقوق المرأة السعودية ينبغي أن تطرد الأوهام الشعبية بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو قوة إصلاح في المملكة.
وبحسب الصحيفة فإن المعلّقين في أمريكا وأوروبا ظلوا على مدار الشهور الأربعة الماضية يصورون بن سلمان على أنه الضوء الساطع والمبهر للإصلاح، كما كال الزعماء السياسيون والكتاب له المديح لسماحه للمرأة السعودية بالقيادة والمشاركة في الأحداث الرياضية "علما أن ذلك من أبسط حقوقها"، ووعد بن سلمان أيضا بإعادة المملكة إلى "الاسلام المعتدل".
نتحدث أولاً عن المرأة السعودية التي كان يعمل ولي العهد "بحسب ما يزعم" إلى تحريرها من القيود، لكنه قيدها أكثر وأظهر لها طبيعته الاستبدادية الوحشية- التي كانت واضحة قبل اعتقال النشطاءالذين يطالبون بنفس الحريات التي يزعمها- لكن كان يتم تجاهلها بشكل متعمد.
وطبقا لمنظمة العفوالدولية،فقد قام النظام السعودي،منذ سبتمبرالماضي،باعتقال العشرات من المعارضين الذين كانوايقاتلون من أجل الإصلاح من خلال استهداف أخر بقايا حرية التعبير في البلاد.
وبالعودة إلى الصحيفة الكندية، فقد أضافت بإن النظام السعودي وسّع سلطاته الأمنية في نوفمبر الماضي لتجريم كل من ينتقد الملك أو ولي العهد السعودي، مع إمكانية توجيه تهم بالإرهاب له، بالإضافة إلى تضاعف عدد حالات الإعدام في المملكة "التي تعد من بين أعلى المعدلات في العالم"منذ صعود بن سلمان للسلطة.
وفي هذا الصدد قالتمنظمةالعفوالدولية: "منذ 21 يونيو / حزيران 2017 ،عندما أصبح وليا للعهدالأميرمحمدبن سلمان ملكاً،تدهورت أوضاع حقوق الإنسان في البلاد بشكل كبير".
وتحدثت الصحيفة الكندية عن نفاق بن سلمان، وأشارت أنه يزعم باسترداد ما يسمى «بالإسلام المعتدل»، لكنه مستمر في الوقت ذاته في ممارس أشكال عنف تخرق تعاليم الدين الإسلامي نفسه، والذي يحرم بشدة استهداف المدنيين في الحرب، ويفرض قيوداً مشددة على استخدام العقاب الجماعي.
وتابعت الصحيفة الكندية أن بن سلمان مفلس عندما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان، مضيفة أن تثمين الغرب لولي العهد السعودي إنما هو استمرار لتقليد طويل الأمد يقوم على الإشادة بالحكام المستبدين العرب المروجين لمصالح الغرب واعتبارهم مصلحين مخلصين للإسلام.
فوضى اليمن
الفوضى التي يعيشها اليمن اليوم سببها محمد بن سلمان الذي سبب تدهور الأوضاع الانسانية في تلك البلاد منذ توليه منصب "وزير الدفاع 2015"، حتى أننا يمكن أن نعتبره مهندس الحرب التي تشهدها اليمن اليوم والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها" أسوء أزمة انسانية يشهدها العالم حالياً".
وعن اليمن قالت الصحيفة الكندية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ليس مسؤولاً عن تدهور وضع حقوق الإنسان في السعودية فقط، بل يتحمل مسؤولية الوضع الإنساني الكارثي في اليمن أيضاً، وأضافت الصحيفة إن آلاف المدنين اليمنين قتلوا في اليمن من قبل الغارات الجوية السعودية، التي تستهدف المدارس والمشافي والجنازات، بالإضافة إلى تعرض كثيرين إلى المجاعة والكوليرا بسبب الحصار الخانق من قبل البحرية السعودية والإماراتية.
ولكي نفهم الطبيعة الغربية "الازدواجية" في رضاها عن حكام الشرق عموما وحكام العرب خصوصا، يمكننا أن نستشهد بكلام استاذ القانون خالد أبو الفضل الذي يقول: "نحن (في الغرب) نعول على الدكتاتوريين الذين يستطيعون تحويل الإسلام إلى مصالحنا".وبناءًعلى ذلك،فإن الظروف تتطلب منهم الضغط على المواطنين لمنعهم من المطالبة بحقوقهم وإسكات أصوات المعارضة،
وبناءاً على ما تقدم يمكننا أن نفهم بأن بن سلمان خذلنا وكسب رضا الغرب على مستوى الحكومات التي يسيل لعابها على المال السعودي الذي تسحبه من جيوبنا عبر صفقات الأسلحة التي تصل إلى مليارات الدولارات.
ارسال التعليق