محرقة الساحل الغربي والحديدة... تبتلع جحافل العدوان السعودي الاماراتي الامريكي على اليمن .. ومرتزقتهم
[ادارة الموقع]
يجمع الخبراء العسكريون والأمنيون على أن معركة الساحل الغربي اليمني, ومن ثم السيطرة على ميناء الحديدة لهما أبعاد أستراتيجية كبيرة , قد تتجاوز اليمن في تأثيراتها وانعكاساتها على كل الأصعدة , ولذلك أطلق عليها البعض أم المعارك والبعض الآخرأطلق عليها أسم (مفتاح حل الأزمة اليمنية) وما الى ذلك من الأوصاف والنعوت, التي تلتقي كلها عند مقصد واحد وهو الأهمية الاستراتيجية لمعركة الساحل الغربي والسيطرة على ميناء الحديدة, وبالنسبة الى العدوان فأن هذه الأهمية تتجلى بما يلي:
1ـ أن الولايات المتحدة ومعها بعض الدول الغربية والكيان الصهيوني قرروا السيطرة على ميناء الحديدة واحتلاله, ومنحهم الضوء الأخضر للسعوديين والامارتيين بالزحف لاحتلال هذا الميناء بأي ثمن كان، وذلك لابعاد صواريخ ونيران أنصار الله والجيش اليمني عن تهديد السفن الحربية الغربية التي تجوب في الممر الدولي، الذي يمثله البحر الاحمر، حتى مضيق باب المندب, ذلك بعدما اتضح ان انصار الله والجيش اليمني يهددون البوارج الحربية الامريكية والصهيونية والغربية والعربية المعادية التي تجوب في تلك المنطقة إثر استهدافهم بوارج حربية سعودية واماراتية وامريكية وغيرها بأسلحة فتاكة وبقوارب انتحارية أيضا.. وللاشارة أن ضرب البارجة الاماراتية التي حاولت خلال الهجوم الحالي للعدوان على الحديدة, والقيام بأنزال بحري يعزز قوة وتقدم المهاجمين نحو الحديدة, شكل تطورا مرعبا لامريكا وللكيان الصهيوني حيث قتل في هذا الاستهداف اكثرب من 100 عسكري كانوا على متن البارجة منهم 50 إماراتيا، و30 سعوديا و12 أمريكيا و 8 جنود صهاينة, ذلك غير الجرحى وهم بالعشرات، ذلك بحسب ما ذكرته صحيفة ( صوت الحرية المصرية ) نقلا عن مصادر قالت الصحيفة أنها مطلعة وموثوقة.
يضاف الى ذلك أن السيطرة الامريكية على الساحل الغربي واحتلال ميناء الحديدة والحاقها بالسواحل الجنوبية وموانئه التي هي تحت سيطرة الاحتلالين الاماراتي والسعودي، اي في الحقيقة , تحت سيطرة الاحتلال الامريكي الصهيوني، نقول أن هذه السيطرة كانت وما تزال هدفا استراتيجيا بعيد المدى لواشنطن ولتل ابيب والعواصم الغربية، هدف كان أحد الاسباب الاساسية لاشعال الحرب والعدوان دفع النظامين السعودي والاماراتي لشن هذه العدوان الجائر على الشعب اليمني المظلوم والفقير..
2ـ أن السيطرة على ميناء الحديدة يجعل كل المؤانئ والسواحل والجزر اليمنية تحت السيطرة الامريكية الصهيونية، وذلك ما يعتبر أمراً إساسياً بالنسبة للمخططين الأمريكي والصهيوني، من أجل توفير الظروف الملائمة والمناسبة لدمج الكيان الصهيوني تجارياً وعسكرياً بالمنطقة العربية ، وتحديداً المنطقة الخليجية ومنطقته البحر الاحمر، حيث من شأن تحقق هذه الامور، أن يفتح المجالات أمام العدو للانصهار بالمنطقة, في ناحية ، ومن ناحية أخرى توفير المناخات اللازمة لتمرير تصفية القضية الفلسطينية بواسطة ما يسمى صفقة القرن. ذلك اضافة الى تمكين العدو من توظيف كل امكانات الدول الخليجية في مواجهة الأمة، وفي حماية المصالح الامريكية الغربية غير المشروعة في المنطقة.
3ـ ان الاستيلاء على ميناء الحديدة، يمكّن الولايات المتحدة والدول الغربية وإدواتهم السعودية والأمارات من فرض حصار قاتل على الشعب اليمني، لأن كل الاحصاءات الاممية وغير الأممية تؤكد ان ثلاثة أرباع ما يصل للشعب اليمني من معونات ومواد غذائية يأتي من ميناء الحديدة.. ذلك أن الولايات المتحدة والدول الغربية رأت بعد ما أخفق العدوان السعودي الاماراتي في السيطرة على اليمن.. ان تفعل معه مثلما فعلت في العراق، تشديد الحصار الاقتصادي ، حتى تفكيك الأواصر بين أنصار الله والشعب اليمني، لان تلاحم هذا الشعب مع أنصاره والتفافه حول مقاومتهم للعدوان، يشكل فلسفة هذا الصمود والثبات بوجه الغزاة ويكبدهم الخسائر البشرية والمادية الهائلة ، ويحول الحرب الى حرب استنزاف مدمرة لاطراف العدوان..
4ـ أيضاً أن المخططين الامريكيين والصهاينة وضعوا في حسابهم، الابعاد العسكرية الاخرى لاحتلال ميناء الحديدة، ومنها أنه يوفر للغزاة آفاقاً عسكرية للزحف نحو مدينة صنعاء، ويمكن ايضا قوات الغزومن السيطرة على مناطق شاسعة ومحاصرة أنصار الله في مواقع ومدن استراتيجية قرب الساحل الغربي ، ذلك فضلاً عما يتوقعونه من (أثار كبيرة ومدمرة) على صعيد انهيار المعنويات للقوات اليمنية ، بل أن الاعلام الاماراتي السعودي استبق حتى عملية احتلال الحديدة) بالاعلان عن وقوع انهيارات معنوية ونفسية في صفوف اليمنيين ، بينما تبين لاحقا أن العكس هو الصحيح حيث منيت جحافل الغزو بانهيارات نفسية ومعنوية كبيرة، هرب على أثرها المئات من هؤلاء المرتزقة ، كما سنوضح بعد قليل.
ونظراً لهذه الأهمية الاستراتيجية التي كانت أمريكا تعول عليها من هذه المعركة نزلت بكل ثقلها الى جانب العدوان هذه المرة، ولا يعني ذلك انها كانت غير مشاركة فيه، بل هي شريك أصيل منذ بداية العدوان، لكنها في المعركة الأخيرة استخدمت قوات إضافية لدعم العدوان، أما ما يشاع في الاعلام أن الامارات طلبت وأيضاً السعودية طلبت من امريكا المشاركة في الحملة العسكرية على الحديدة، فذلك من أجل خداع الكونغرس الامريكي وبعض شرائح الراي العام الامريكي الرافضين لهذا العدوان في هذه المعركة ومن المجازر التي سيقترفها العدوان بحق المدنيين العزل.. وكان هذان الهدفان هما اللذان دفعا أمريكا الى الضغط على فرنسا بالمشاركة العسكرية في هذه الحملة والتصريح علنا بذلك، حيث سربت إدارة ماكرون الرئيس الفرنسي خبر تلك المشاركة الى صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي صرحت وفضحت المشاركة الفرنسية في تلك المعركة.. ما يعني كل ذلك ان الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني يعولون كما اشرنا قبل قليل على تلك المعركة.. لأن اخفاقها سيكون كارثي بالنسبة لامريكا بالمعنى الاسترايجي ولذلك أعدّ الامريكان وعملاؤهم الاماراتيون والسعوديون العدّة لهذا الهجوم الذي بدأت ارتاله تتقدم قبل شهر تقريباً، فقد جمعو عشرات الالاف من المقاتلين والمرتزقة السودانيين 40 الف مقاتل يضم مجموعات من قوات عبد ربه منصور هادي ومن قوات طارق عبد الله صالح وقوات تهامه، بالاضافة الى الالاف من القوات الجنوبية جلبوهم من محافظات اليمن الجنوبية.. ودعمت أمريكا هذا الحشد بالاسلحة المتطورة، والقيادات الميدانية لجنرالات أمريكيين وصهاينة وفرنسيين ، وتقدمت هذه الجحافل تحت غطاء ناري كثيف بالطائرات المقاتلة والمدفعية وطائرات الأباتشي، غير أن الزاحفين الاول والثاني في الاسابيع الماضية منيا بالفشل الذريع وابتلعت مقاومة انصار الله والجيش اليمني كتائب والوية من العمالقة بكاملها بقيادتها وضباطها واطقمها العسكرية ، حيث ابيدت عن بكرة أبيها، وخسر العدوان الامريكان المئات من قواته ومرتزقته غير انه لم يتعظ وقرر الامريكان والصهاينة وعملائهم السعوديون والاماراتيون الاعداد مرة أخرى لهجوم جديد فجمعوا مرتزقة من اريتيريا والسودان بالاضافة الى القوات الخاصة في الجيشين السعودي والاماراتي، ومن قوات هادي وقوات الجنوب اليمني( العمالقة) وقوات طارق عفاش ( قوات الجمهورية) كما ضاعفوا من الغطاء النار وفعلا تقدمت هذه القوات حتى وصلت منطقة الدريهمي القريبة من الحديدة، وقبل أن نشير الى استراتيجية أنصار الله والجيش اليمني في مواجهة هذا الهجوم الذي تشارك فيه ثلاثة قوى كبرى هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، يجدر التذكير بأن العدوان ارتكز في الزحف الجديد والذي تزامن مع عيد الفطر المبارك على مرتكزين اساسيين هما:
1ـ الغطاء الناري الكثيف الي يحرق الاخضر واليابس مع جحافل كثيرة العدد والعدة ، وهو ما اشرنا اليه قبل قليل.
2ـ حملة أعلامية مكثفة حول انتصارات وهمية ومزعومة بهدف ارباك انصار الله وبث روح اليأس والهلع بين صفوفهم وصفوف الجيش اليمني الباسل، تماماً مثلما استعملت هذه الاستراتيجية الاعلامية الحربية في حرب أمريكا وغزوها للعراق عام 2003 ومثلما استخدمها الغرب، فرنسا وبريطانيا معها امريكا في احتلال طرابلس الغرب الليبية ، نجحت في بث الذعر والخوف في صفوف قوات القذافي وفرت من مواقعها بدون قتال حتى، وبالتالي إنهار نظام القذافي والقصة معروفة. .
غير أن هذه الاستراتيجية لم تنجح مع أنصار الله والشعب واليمني وجيشه المقاتل، فاليمنيون خبروا الحرب النفسية، واثبتوا كفاءة عالية في إدارة الحرب رقم تفوق الخصم جواً وبراً وبحراً, ورغم الحصار الذي يعاني منه ابناء الشعب اليمني على مدى هذاالعدوان الذي تجاوز الثلاث سنوات وهو الآن في السنة الرابعة.. فلم تؤثر حرب الغزاة النفسية بخلق انتصارات وهمية ولم تبعث الارتباك والخوف عند الانصار وجيشهم ولا عند الشعب اليمني الذي ازداد تماسكا والاتفافاً حول انصار الله واصراراً على المواجهة عندما ادرك وعلم علم اليقين ان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مشاركة في العدوان ، واتضحت لمن لم تتضح له بعد ان الحرب ليست لاعادة ما يسمونة الشرعية او تحرير الشعب اليمني من الحوثيين وما الى ذلك من المقولات الخادعة انما هي للسيطرة على اليمن شعبا وارضا وثروات واستعماره! ذلك أن انصار الله اتخدموا استراتيجية اعلامية كفوءة بفضح وزيف الانتصارات الوهمية والمزيفة التي يعلن عنها اعلام العدوان، وذلك بالادلة الموثقة والمصورة من مواقع القتال.. هذا من جانب ومن جانب آخر، استخدم انصار الله والجيش اليمني تكتيكاً عسكرياً رائعاً، تناسب مع التفوق الناري للخصم من الجو، باستخدام حرب العصابات والحرب التقليدية فقطعوا الشريط الساحلي الى جزر وحوصرت القوات الغازية المتقدمة في الجزر ففي الدريهي وحدها قتل اكثر من 130 من الغزاة فيما سلم 160آخرين، فرّ مثل هذا العدد، فيما دمرت المئات من الآليات العسكرية من الدبابات والمدرعات عرضتها شاشة المسيرة المتحدثة باسم انصار الله .. وفيما ما زالت بعض القوى الزاحفة محاصرة، ويتعامل معها انصار الله بأريحية واضحة ، فأن الهجوم الامريكي البريطاني الفرنسي على الحديدة وصل الى الطريق المسدود وفشل فشلاً ذريعاً ومنيت أمريكا وحلفاؤها وعملائها وادواتها بهزيمة عسكرية ساحقة, اعترفت بها اوساط امريكية وغربية أيضاً.. وبدون شك سوف يكن لهذا الفشل ولهذه الهزيمة أبعاداً سلبية كبيرة على الغزاة وعلى اسيادهم منها ما يلي:
1ـ أن الامور لا تتوقف عند حدود الهزيمة العسكرية لقوى العدوان، لما لذلك من ابعاد كبيرة وفي غاية الأهمية.. وحسب ، وأنما تتجاوز ذلك الى أنها سوف تشكل ضربة الى المشروع الامريكي الغربي في المنطقة، والرامي الى فرض الهيمنة على الأمة الاسلامية وتسييد الكيان الصهيوني عليها ، واستغلال ثرواتها والتدخل في شؤونها، واستهداف هويتها، واستنزاف قواتها باثارة الفتن والخلافات الطائفية والعرقية والدينية وحتى المناطقية.
2ـ أن هذه الهزيمة العسكرية ستكون لاصداءها في المنطقة تاثيراً مدويا على كل الأصعدة, ومن أهم هذه الاصداء تكريس حالة اليأس والإحباط عند المرتزقة وادوات العدوان، وحالة الانهزام النفسي، ولذلك لاحظنا أن هذه الانعكاسات تجلت في تسليم 160 مرتزقا انفسهم لانصار الله، فيما فر من القتال اكثر من 300 مقاتل من جماعة طارق عفاش خوفاً من القتل المؤكد، ذلك أن الانهيار النفسي والمعنوي لدى جبهة الخصم سوف تؤثر على مستقبل الصراع وبالتالي سيكون عاملاً من عوامل الحسم العسكري لصالح أنصار الله والجيش اليمني، وهذا ما يؤكده الخبراء العسكريون.
3ـ فشل استراتيجيات الحرب الامريكية التي استخدمت في غزو العراق وفي غزو الغرب لليبيا فشلا ذريعا في اليمن، الامر الذي كشف ان أمريكا وعملائها في مأزق قاتل متفاقم، كما أنهم باتوا في مستنقع ورطوا انفسهم فيه بغزوهم اليمن، لا يمكنهم الخروج منه الا قتلى واسرى، أو مهزومين يجرون اذيال الخيبة والانكسار.
4ـ ان هذه الهزيمة افشلت محاولات بل مناورات الامريكان في الضغط على انصار وركاعهم سياسياً، من خلال احتلال ميناء الحديدة، بالموافقة على تسليم الميناء،القبول بالطرح السياسي لحل الازمة وانهاء الحرب، بحسب مقاسات الحل السعودي الاماراتي الامريكي، وهو ما اتضح من تزامن زيارة مبعوث الامم المتحدة غزيفيث لصنعاء حاملاً معه هذا العرض للحوثيين ، حيث تأكد ان أحد بنود المبادرة التي يحملها لهم، أن الحل لا بد أن يستند الى المبادرة الخليجية والقرار الدولي 2216، بمعنى تسليم الحوثيين لقوى العدوان، بدون مقاومة ، وهو من المستحيلات بالنسبة لانصار الله ، بعد هذه التضحيات على مدى أكثر من ثلاث سنوات وبعد كل هذه المعاناة والالاف من الشهداء والجرحى، سيما بعد الاندحار الساحق لقوى العدوان في هجوم الساحل الغربي والحديدة، ولذلك جاء جواب انصار الله وقيادة الشعب اليمني واضحاً لغريفيث قاطعاً بالرفض جملة وتفصيلا مال تتحقق أهداف الشعب اليمني.
5ـ بدون شك ان هذه الهزيمة العسكرية التي منى بها تحالف العدوان السعودي الامريكي البريطاني الفرنسي، سيعزز ثقة الجماهير اليمنية بانصارها وبجيشها ، وستزيدها التفافا وتمسكا بخيار الانصار والجيش، وسيقنع الشارع التي ما زالت تقف في الدائرة الرمادية باللحاق بخيار الشعب اليمني في مواجهة العدوان والتصدي له، كما أن هذه الهيزيمة ستدفع المغرر بهم من اليمنيين والطامعين في الحصول على مناصب وعلى ....... بعد ( دحر) أنصار الله، في الدولة الجديدة , ستدفهم الى القناعة ، بأن كل هذه الوعود مجرد أوهام وسراب وبالتالي سوف يقررون الأنسحاب من جبهات العدوان ، وهو ماحصل ويحصل الآن، حيث اضطر طارق عفاشي الى وضع مفارز في الخطوط الخلفية تمنع الفارين من القتال وتعيدهم تحت ضغط القتل والتصفيات الجسدية الى الجبهات مرة أخرى.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق