محمد بن سلمان منافق متلاعب ومجنون قاتل يجب عزله
[حسن العمري]
بدأت وسائل الاعلام الأمريكية تضع النقاط على الحروف بشكل أكثر علانية وتسأل البيت الأبيض عن دوافع وأسباب وخفايا إستمرار إحتضانه لملك مخرف مصاب بالزهايمر العضال وولي عهد طائش متهور منافق متلاعب مجنون دموي مجرم تشهد له الساحة الداخلية والوضع الاقليمي، حيث المعارضين في داخل المملكة وخارجها في معرض التصفية الجسدية والبلدان التي لاتوافقه الرأي والعدوانية تصاب بزعزعة الأمن والاستقرار والتآمر والحروب.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية وفي مقال لها بقلم الكاتب الأمريكي نيوكولاس كريستوف، كتبت تقول: إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "قاتل" وعلى إدارة الرئيس ترامب عدم التعامل والتعاون معه، كاشفة النقاب عن "إن على العائلة الحاكمة في السعودية أن تبحث عن ولي عهد جديد"، وعلى الولايات المتحدة أن تطلب ذلك من العاصمة الرياض. واشار الكاتب الى قضية مقتل جمال الخاشقجي ويضيف "أبن سلمان، هو من دبر عملية التعذيب والاعتقال وتقطيع أوصال صحفي دخل مبنى دبلوماسي بإحدى دول حلف الناتو (تركيا)".
وتابعت الصحيفة: "عار على المسؤولين في إدارة ترامب وأباطرة الأعمال التجارية، الذين سبق لهم أن صفقوا لأبن سلمان رغم سجنه عشرات رجال الأعمال والأمراء، وخطفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، والتهور بخلق أزمة مع قطر، بالإضافة لحرب اليمن التي خلفت أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، حيث يعيش قرابة 8 ملايين يمني على حافة المجاعة".
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رد على وسائل الاعلام الأمريكية المطالبة بقطع العلاقات مع السعودية أو عزل محمد بن سلمان من منصبه ومحاكمته، بتصعيده اللهجة في الحديث ضد الحليف الستراتيجي (البقرة الحلوب) الذي طالما أحتضنته وقربه، خلال حديثه مع "سي.بي.إس"، لكنه برر سكوته على جرائم الرياض بأنه "لا يريد أن يضرّ بالوظائف الأمريكية بإيقاف المبيعات العسكرية للسعودية"!!.
هذا التبرير لن يمنع التصعيد الاعلامي والسياسي الأمريكي والبريطاني وغيرهما في نعت وتأنيب مواقف ترامب وإدارته الداعمه لنجل سلمان، فقد وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ولي العهد السعودي بأنه "مجنون" ويجب على السعودية عزله، وقال الكاتب الأمريكي لفريد هيات، مسؤول صفحة الرأي في الصحيفة "إن السؤال الذي يجب طرحه خلال الأيام المقبلة على الجنرالات والدبلوماسيين الأمريكيين السابقين، وعلى أمريكا كأمة، هل أنتم، نحن، على استعداد للعمل مع قاتل؟".
معروف أن السعودية توظف كل عام العديد من الاستشاريين من جنرالات ودبلوماسيين متقاعدين وخبراء استخبارات وغيرهم، وهو أمر كان يعد مكسباً لهؤلاء، كما هو مكسب للمملكة، ولكن الآن هناك أمر جديد قد يجعل الجميع يواجهون هذا السؤال القاتم، هل أنت على استعداد للعمل من أجل قاتل؟. وبدأ الجميع يتساءل هل يمكن أن تكون الرياض جديرة بالصداقة وهي مستعدة لقتل أحد معارضيها؟ هل هذه المملكة التي نريدها؟
وتساءل الكاتب الأمريكي"هيات" في مقاله: كيف يمكن وعلى سبيل المثال، أن يفسر كولونيل في سلاح الجو عمله مع "بن سلمان" عندما تسأله أبنته؛ لماذا تعمل من أجل قاتل؟.. إن ما يفعله ترامب يشبه الى حد كبير ما يفعله العقيد المتقاعد في سلاح الجو والذي يقرر العمل بالسعودية، ولكن ليعلم هذا العقيد أو أي عسكري أو دبلوماسي أخر، أن أي راتب أو عقد عمل لن يعوضه عن فقدان الاحترام بالعالم. متسائلاً: هل يمكن أن يعمل هذا العقيد الأمريكي مع النظام السعودي بعد الآن؟.
مراقبون يؤكدون أن الرياض ستتجه مجبرة نحو إعتراف ضمني بشأن مسؤوليتها عن جريمة قتل جمال خاشقجي، لكنها ستتهم مسؤولين أمنيين بالجريمة عن طريق القتل بالخطأ. حيث تعتقد القيادة السعودية أن هذا السيناريو سيخفف مؤقتا من الضغط الدولي وتجنيب البلاد والأمراء ومنهم ولي العهد أي ملاحقة مستقبلا. ورغم تطبيق هذا السيناريو المحتمل، تدرك القيادة السعودية أن التضحية بولي العهد محمد بن سلمان هو السبيل الوحيد لتخفيف الضغط على البلاد. ورغم ذلك هل يمكن أن تكون السلطة السعودية جديرة بالصداقة بعد اليوم وهي مستعدة لقتل معارضيها؟ هل هذه المملكة التي نريدها؟.
الأمر لن يكون ببساطة الماضي بالنسبة لسلمان ونجله، فهما يواجهان الآن سيل الاتهامات الجارف الذي توجِّهه لها كبريات وسائل الإعلام في العالم؛ بوقوفهما خلف اختفاء الصحفي جمال خاشقجي. ومواجهة هذا الضغط الإعلامي الكبير بالنسبة الى أي حكومة صعب جداً؛ لما للإعلام من تأثير واسع في الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي. حيث يشهد العالم أشد ردة فعل لوسائل الاعلام تجاه فعلة الدب الداشر وهو انسحاب وسائل إعلام كبرى وشخصيات إعلامية ومستثمرين كبار من مشروعين مهمّين في السعودية، يضع لهما ولي العهد، اعتبارات كبيرة لكونهما يقعان ضمن خطته التي ولدت ميتة "رؤية 2030".
الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كشفت النقاب من أن بريطانيا وأمريكا تدرسان مقاطعة مؤتمر دولي "هام" يعقد في الرياض خلال الأيام المقبلة، وذلك على خلفية قضية مقتل جمال خاشقجي، نقلاً عن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، ووزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس، قولهما إنهما "ربما لا يشاركان في المؤتمر"، فيما يدرس دبلوماسيون أوروبيون وأمريكيون في الوقت الراهن إصدار بيان إدانة مشترك.
الضغط الإعلامي، لم يضع السعودية فقط في زاوية حرجة، بل فعلها مع حليفها الأقوى ترامب ايضاً، ما اضطرَّه للتصريح والتلميح بوقوف السعودية وراء قضية قتل الخاشقجي، بعد أن كان تملص من ذلك من قبل وأثار استغراب الرأي العام العالمي بتصريحاته العلنية في ابتزازه للملك سلمان للحصول على أموال منه؛ بحجّة مساعدة البطالة ومصانع الأسلحة في أمريكا، وتأكيده في خطاباته أمام جمهوره أن السعودية بلاد غنية وعليه أن يأخذ من أموالها، وأن وقف مبيعات الأسلحة للسعودية سوف يؤذينا - خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"؛ ليظهر يوم أمس السبت أمام الصحفيين بأنه مستاء من قضية خاشقجي، مضيفاً: "سوف نصل إلى حقيقة الأمر، وأكره أن ألتزم بالنهج الذي سوف نتّخذه. ما زال الأمر مبكّراً جداً".
صحيفة "إكسبرس" الهندية وفي تحليل لها بعنوان "التوضيح.. اختلاف واختفاء"، كتبت أن صحافيا سعوديا دخل قنصلية بلاده في إسطنبول واختفى، وأنه قتل على أيدي رجال محمد بن سلمان كانوا ينتظرونه في الداخل.. أن ولي العهد السعودي له سمعة بأنه متقلب ولا يرغب أن تكون له معارضة ويفتعل على الدوام أزمات فاشلة مع دول المنطقة.
سلمان ونجله القاتل المجنون وبفقدهما ترامب، وتعرّضهما لـ"تسونامي" إعلامي، لم يعد أمام الرياض سوى تقديم تنازلات كبيرة لكسب رضا الإعلام العالمي. التنازلات هذه تتوزّع بين إقليمية وداخلية؛ أما إقليمياً فهي قضايا تتعلَّق خاصة بالأزمة الخليجية والحرب في اليمن، وأما داخلياً فأبرزها تتعلَّق بحرية الرأي وحقوق الإنسان، وإطلاق سراح السجناء الموقوفين على قضايا تتعلَّق بمخالفة الفكر، من بينهم دعاة مشهورين – وفق وسائل الاعلام الأمريكية.
صحيفة "تايمز" البريطانية سلطت الأضواء على قضية خاشقجي، وكتب ريتشارد سبينسر في افتتاحية حملت عنوان "هل ينجو ولي العهد السعودي؟"، يقول: أن "الأضواء تتسلّط على دولة واحدة ورجل واحد في حادثة خاشقجي؛ فالدولة هي السعودية حليفة واشنطن ولندن، والرجل هو ولي العهد محمد بن سلمان".. الغرب قد لا يعجب بسياسة السعودية، رغم أنها تتضمّن أحكاماً بالإعدام وخطف منشقّين، لكن لم يصل الغضب إزاء سياستها من قبل الى مثل ما حدث في حالة خاشقجي.
ارسال التعليق