من مملكة الخير الى مملكة الاعتقالات والمحاكمات السرية...ما الذي يريده بن سلمان!
[ادارة الموقع]
هادي الاحسائي
"لا صمت بعد كلام ولي الامر فعلى الجميع أن يتحول الى صداً لما يصدر من القصر"، تؤكد السلطات السعودية على هذه القاعدة، فتكرر حملة اعتقالاتها بالجملة من جديد. وبينما كان يؤدي مليونان من المسلمين مناسك الحج، جاء خبر زج الشيخ صالح آل طالب في غياهب السجن في سابقة من نوعها حيث لم تجرأالسلطات السعودية من قبل أن تعتقل ولأول مرة أحد أبرز أئمة الحرم المكي الشريف وذلك بعد يومين فقط من خطبته في حجيج بيت الله.
خبر اعتقال طالب نزل كالصاعقة على آذان دعاة الدين في السعودية،ورغم أن السلطات السعودية أقدمت في الأشهر السابقة على اعتقال العديد من العلماء والدعاة مثل الشيخ سلمان العودة والشيخ عوض القرني، فضلا عن عشرات الناشطين الحقوقيين، بل وطالت الاعتقالات أمراء من أسرة آل سعود الحاكمة، إلا أن أحدا لم يتوقع أن تصل الاعتقالات إلى أحد أئمة المسجد الحرام.
لا يعرف أحد حتى الآن سببا لاعتقال الرجل، ولم تصدر أي بيانات رسمية حول الأمر، لتبقى الفرضية الوحيدة هي تعطش بن سلمان للوصول الى كرسي الحكم بأسرع طريقة، حتى لو تطلّب الأمر زج والديه في السجن وهو بالفعل قد فعل ذلك، حيث بضع والدته تحت الإقامة الجبرية وبمنعها من رؤية والده سلمان بن عبد العزيزمنذ أكثر من عامين، وذلك بسبب رفضها لتوليه العرش مكان والده المريض.
مملكة الاعتقالات...طالب لن يكون الأول ولا الأخير
ومن مملكة للخير الى مملكة الاعتقالات والمحاكمات السرية لمعتقلي الرأي، وردت أخبار متطابقة من مصادر مختلفة عن نقل الشيخ سلمان العودة من سجن بجدة الى آخر في الرياض، وفي سبيل تفسير الخطوة غرد عبدالله نجل العودة ان موظفاً في السجن أخبره بوجود محاكمة سرية لوالده، وأضاف أنه لا يسمح لأحد بحضور تلك المحاكمات ولا يبدو أنه فيها إجراءات عدالة حقيقية، وفي سياق تعبيره عن ما هو أسوء حمّل الحكومة السعودية المسؤولية عن سلامة والده. واعتقل الشيخ العودة في سبتمبر من العام الماضي بعد تغريدة دعا فيها الله أن يؤلف بين قلوب حكام المنطقة، وذلك بعد انباء عن اتصال أمير قطر تميم بن حمد بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اوج الأزمة الخليجية.
حساب معتقلي الرأي على تويتر، والمهتم بملف المعتقلين في المملكة، حذر في يوليو/تموز الماضي من محاكمات سرية تعزم السلطات السعودية تقديم معتقلي الرأي لها. هذا المحاكمة تجري وفق قانون الإرهاب وبدون حضور محامين مما يحرم ممن يمثلون أمامها من حقهم في محاكمة عادلة ويرشح صدور أحكام بالسجن لمدة طويلة بحقهم او الإعدام في بعض الموارد. خبر المحاكمة السرية للعودة يأتي بعد شيوع نبأ وفات الداعية سليمان الدويش تحت التعذيب في أحد السجون وهو الخبر الذي لم تنفه السلطات السعودية حتى الان رغم مرور اكثر من عشرة ايام على اشاعة الخبر. قضى الدويش الذي لم تعلن السلطات الرسمية اعتقاله ولا وفاته نحو عامين ونصف العام في السجن، وتعد وفاته هي الثانية التي تم الكشف عنها خلف قضبان معتقلات المملكة، فقد سبقه الى ذات المصير اللواء علي القحطاني، مدير مكتب الأمير تركي بن عبدالله ال سعود أمير الرياض السابق في ديسمبر من العام الماضي، حيث كان القحطاني ضحية حملة اعتقالات الريتزكالترون والتي شملت وزراء سابقين وأمراء ورجال أعمال.
حملات الاعتقالات والتي تزايدت بصورة ملحوظة مع تصدر الأمير محمد بن سلمان المشهد في المملكة، بدأت في سبتمبر أيلول من العام الماضي، ولم تتوقف الى يومنا هذا، حيث طالت رجال دين وامراء وناشطين وناشطات في مجال حقوق الانسان. وفي وقت كانت فيه السعودية تحتفل بقرارها التاريخي بالسماح للنساء بالقيادة، اتخذ قرار بتكميم أفواه بعض الناشطات بالقوة، وكانت القائمة طويلة حيث نجد فيها كل من لجين الهذلول وعزيزة اليوسف، وايمان النفجان، وميّاء الزهراني، ونوف بنت عبد العزيز وهتون الفاسي وسمر بدوي وغيرهن.
وتوالت تقارير المنظمات الدولية عن انتهاكات حقوق الانسان والتعذيب والقمع في المملكة دون أن تغير شيئاً، والخارجية الأمريكية وكندا والاتحاد الأوروبي طالبوا الرياض بتقديم معلومات عن النشطاء المعتقلين في السجون السعودية، وحسب ناشطين سعوديين، فان 75% من المعتقلين في المملكة يخرجون بإعاقات دائمة نتيجة التعذيب فيما يخرج البعض الآخر جثة الى القبر دون عزاء. ومعهم تدفن أسرار كثيرة لمعتقلي رأي أغضب كلامهم ولي الأمر المروج للانفتاح والمنغلق على الرأي الآخر.
إذا هي إجراءات تعسفية يقوم بها بن سلمان بحق رجال الدين والدعاة والناشطين والناشطات، يريد منها ولي العهد السعودي أن يسيطر على مفاصل الحكم دون تدخل أحد في الداخل والخارج.
ارسال التعليق