مواسم "بن سلمان".. وسيلة حديثة لكسر المحرمات الدينية
[حسن العمري]
* حسن العمري
أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية السماح لجميع الحاصلين على جميع أنواع التأشيرات والقادمين من جميع دول العالم بغرض السياحة، من أداء مناسك العمرة وذلك بالتزامن مع بدء موسم العمرة الحالي بدون أي رسوم على الإطلاق، ما يعني أنه يسمح لكل مشارك في موسم الرياض الغنائي الماجن أو مواسم اخرى تقيمها هيئة الترفيه السعودية بأداء العمرة أو حتى الحج دون رسوم فيزا العمرة أو الحج؛ فيما اؤلئك الذين يقصدون الديار المقدسة لأداء فريضة الحج أو العمرة المفردة عليهم دفع رسوم او بالاحرى جزية قدرها 2000 ريال سعودي للفرد الواحد، وذلك ضمن خطة ورؤية محمد بن سلمان 2030 تحت يافطة "جذب السياح" للأراضي السعودية بشكل سنوي خلال السنوات المقبلة- بحسب ما ذكره السيد “عبد الله الشهراني” المتحدث باسم الخطوط السعودية.
صحيفة The Economist ذي إيكونوميست البريطانية أكدت في تقرير جديد لها أن "ولي العهد السعودي مولع "بكسر المحرمات الدينية" ويستمتع بهذا الأمر.. أنه يعبر عن عقدة نفسية في داخله من الإسلام ولذا اعتقل علمائه وأنشأ هيئة الترفيه لتغريب المجتمع وإبعاده عن قيم الإسلام".. مشيرة الى رفض الشعب المسلم لكل مظاهر الانحلال الاخلاقي والمنافية للقيم الاسلامية التي يحاول محمد بن سلمان ان يقحم بها المجتمع، حيث تصاعد الغضب الشعبي من فساد حفلات هيئة الترفيه التي تسعى من خلالها الى إلهاء المجتمع المحافظ وسلخه عن هويته الاسلامية وعاداته المحافظة منذ عقود، مشهودة وبكل وضوح رغم سياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها.
سلسلة خطوات محمد بن سلمان التي يتخذها في المجالات اللاأخلاقية ويفرضها على شعب الجزيرة العربية منذ توليه منصب ولاية العهد صيف عام 2017، تشكل انقلابا صريحا على القيم الاسلامية والاجتماعية والتقاليد الشعبية للبلاد وطابعها المحافظ وهو ما قوبل ولا يزال بانتقادات واسعة من المواطنين يتم مواجهتها بقمع دموي واعتقالات تعسفية متواصلة، حيث يؤكد المراقبون للشأن السعودي من ان "بن سلمان" يحاول من خلال هذه الحفلات الصاخبة ليس التغطية على انتهاكاته المروعة بحق معتقلي الرأي والمعارضين، فحسب بل التعمد في مقارعة الدين الإسلامي الحنيف وإبعاد أبناء الوطن عن معتقداتهم الاسلامية بكل وسائل التطميع والتهديد والرعب والحرابة بحد السيف.
البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ذكر أن وزارة الحج والعمرة بالتزامن مع بدء موسم العمرة للعام الجاري 1444هـ، تتيح للحاصلين على جميع أنواع التأشيرات والقادمين من جميع دول العالم بغرض السياحة والزيارة إمكانية تأدية العمرة في أثناء إقامتهم بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى القادمين إلى المملكة من الحاصلين على تأشيرة الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، ودول الشنغن.." وأوضحت أن ذلك يأتي في إطار "الجهود المبذولة لتسهيل إجراءات وصول المعتمرين لتأدية نسك العمرة، وتقديم كل الخدمات بجودة عالية، وإثراء تجربة المعتمرين الثقافية والدينية!!، وفقًا لمستهدفات برامج رؤية المملكة 2030".. طبعاً بعد أن يشاركوا في مواسم هيئة الترفيه التي تقام على مدار العام خاصة تلك التي تتزامن وأشهر العمرة المفردة أو موسم الحج ليتاح للفسقة والساقطين خلقاً واخلاقاً ومدمني المخدرات وأصحاب اللهو والطرب ورقص المجون "التوبة" على حد تعبير المهندس هشام سعيد، وكيل وزارة الحج والعمرة السعودية المساعد لخدمات الحجاج والمعتمرين والمتحدث الرسمي باسم الوزارة (بتصرف).
من الكوكايين والخمور والرقص الفاضح وحفلات الغناء الصاخبة والتعري عند شواطئ بلاد الحرمين الشريفين بل وفي شوارعها الى فتيات الليل وخرق محرمات الدين ونشاط العلمنة والمثلية ومعاقبة الوالدين الذين يتسألون عن محل مبيت بناتهم وأبناءهم و.. كلها مخططات "الدب الداشر" وفق تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية تحت عنوان " التي استعرضت فيه مرة اخرى شخصيته المضطربة والسيئة تفصيلياً ومنذ طفولته وعقده النفسية حتى بلوغه منصب ولي العهد ليعوض عن تلك العقد التي خنقته طيلة عقود، بدفع المجتمع السعودي نحو هاوية السقوط الأخلاقي مهما كلف ذلك ثمناً، حيث عشرات مليارات الدولارات التي تجنيها السلطات السعودية من السياحة الدينية بكل تكاليفها الباهظة على الحاج والمعتمر لتصرف وتبذر على مواسم الفسق والفجور بكل بساطة.. أنها جزية يفرضها أرعن آل سعود على المسلمين دفعها من أرادوا الحج والعمرة.
مسؤول سعودي كبير سابق يكشف النقاب من وجود عاملات الجنس في المملكة من أوروبا الشرقية فضلاً عن السعوديات، يكسبن 3000 دولار مقابل حضور حفلة، و10 آلاف دولار مقابل الليل؛ لمن يحب أن يستمتع بمخطط "بن سلمان" كسره المحرمات الدينية، مشيراً الى أوامره برفع الحظر عن تطبيق للمواعدة بين الرجال والنساء، وجر أحد أئمة مكة الى ألعاب الورق، ثم العمل بكل جد على تفكيكه للأعراف الاجتماعية؛ الأمر الذي بات مشهوداً وبوضوح على قيم العديد من أقرانه من الشباب، في السعودية وخارجها.. تبني ثقافة الغرب الاستهلاكية وليس القيم الديمقراطية الغربية.. المملكة اليوم دولة بوليسية حديثة بامتياز حيث يلاحظ كل من يزورها وببساطة الرعب المسيطر على الناس من كل المستويات من أن يتجسس أحد على انتقاداتهم.. حتى أن محللًا مخضرماً رفض التكهن عن مستقبل شعب الجزيرة وقال: "لقد نجوت من عهد 4 ملوك، فدعني أنجُ من الخامس".
أدخل "بن سلمان" قوانين تتوافق الأحكام القضائية في المملكة مع إرشادات شهوته وقراراته الفردية وليس أحكام الشرع الاسلامي، وتتمحور معظم التغييرات التي أجراها حول دور النساء بغية تفسيق المجتمع وإبعاده عن قيمه الاسلامية والاجتماعية، فسارع الى استهداف علماء الدين والمشايخ والدعاة المعارضين لسياسة الفسق والفجور والكحول والمخدرات والعلمنة والمثلية والبطش والقمع التي ينتهجها، ورفضهم لصرف أموال المسلمين على المطربين والمطربات والراقصات والمجون والسهرات الليلية المختلطة التي باتت الصورة الجديدة لبلاد الوحي والتنزيل يدفع ضريبتها الحاج والمعتمر وكل مسلم؛ وسرعان ما انصاع بقيتهم اولئك الذين باعوا خط الخالق برضا المخلوق ودينهم بدراهم معدودة، وبدأ كأنه يستمتع بكسر المحرمات الدينية.. حتى جعل إمام الحرم المكي السابق يظهر وهو يفتتح مسابقة بطولة لعبة القمار المحرم "البلوت"، مع إن المجتمع السعودي كان ينظر الى مثل هذه اللعبة باعتبارها حرام.
صحيفة "صنداي تايمز" اشارت الى أن هناك وجه آخر من تغييرات "بن سلمان" نحو الإسلاموفوبيا فجعلت المملكة أكثر قمعاً من أي وقت مضى، مشيرة الى أن "مهندس طائرات يقدم خمور الفودكا وصديقه المثلي يلتقط الصور، وفتاة تركض نحو حشد راقص مرتدية فستان أسود قصير، وألسنة لهب تندلع في السماء، وصوت موسيقى أمريكية صاخبة مع أضواء الليزر، وآلاف الرجال والنساء يرقصون معا".. انها صورة لإحدى حفلات الترفيه السعودية التي تقام في جدة أقرب منطقة لمكة المكرمة قبلة المسلمين، هذه هي السعودية الجديدة التي يسعى لبنائها بذريعة الإصلاحات ولي العهد محمد بن سلمان"..الجزيرة العربية مرت خلال نصف العقد الماضي بتحول اجتماعي فاسد فاجر فاسق واقتصاد دراماتيكي متدهور لا مثيل له نتيجة عقد "بن سلمان" الطفولية وحب السطوة والسلطة الممتزجة بدمه فبات القتل والاجرام أبسط هواياته.
مقطع فيديو يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي للداعية "يوسف مخارزة" وهو ينتقد ما وصلت اليه السعودية في ظل سياسية مدلل سلمان الممنهجة لهدم القيم الاسلامية في بلاد الحرمين الشريفين، مشيراً الى مظاهر الانحلال الاخلاقي والمنافية للقيم الاسلامية التي يحاول محمد بن سلمان ان يقتحم بها المجتمع السعودي، والى تصاعد الغضب في السعودية من فساد حفلات هيئة الترفيه التي تسعى من خلالها إلى إلهاء المجتمع السعودي المحافظ وسلخه عن هويته الاسلامية وتقاليده المحافظة منذ عقود.. ففي الوقت الذي تبذل السلطات السعودية الأموال الطائلة على هكذا حفلات ومواسم، يعيش الشعب وضعاً اقتصاديا ضاغطاً، تزايدت فيه أعداد الفقراء، وتراكمت بشكل غير مسبوق أنواعا مختلفة من الضرائب والرسوم.
ارسال التعليق