هادي يبيع المهرة للاحتلال السعودي الاماراتي
[ادارة الموقع]
لم يتعود الرئيس اليمني السابق هادي عبر ربه منصور ان تنظم له مراسم استقبال خاصة سواء إذا عاد الى عدن اوإذا سنحت له الفرصة لتفقد مدينة يمنية كالمهرة أو غيرها من مدن البلاد ومحافظاتها. وغالباً ما يكون في استقباله مسؤولون يمنيون او جنود سعوديون يفترض أن تنحصر مهمتهم في حمايته. لكن زيارة الرجل الى محافظة المهرة الأسبوع الماضي كانت مختلفة هذه المرة، فثمة من كان في استقباله، وهو السفير السعودي لدى اليمن.
هذا الأمر كان بمثابة سابقة بروتوكولية وفقاً للبعض، فكيف يستقيم أن يستقبل سفير دولة ما رئيس أي بلاد في وطنه وعلى أرضه! لكن ذلك حدث واستوقف الكثيرين وبعضهم اعتبر الأمر أكبر من خطأ بروتوكولي، قدر ما هو كما قالو إنه إقرار لواقع موجود على الأرض، فمن يسيطر هناك لم يعد ما يسمونه "الشرعية" بل تحالف السعودية والامارات، واللتين أصبح جنودهما وأي دبلوماسي تابع لهما يتصرف بذهنية من يسيطر ويملك فيسمح بوصول هذا المسؤول اليمني أو يمنع ذلك إذا شاء ورغب.
وعملياً يعد قضم "الشرعية" وتآكل هيبتها على الأرض أنتج ما يشبه المندوب السامي الذي قد يكون تارة إماراتياً وتارة أخرى سعودياً، والوصف كما يقول البعض أن السفير السعودي يتصرف داخل اليمن كما كان يتصرف "بول بريمر" في العراق، يزور ويتفقد وينهي ويمنح ويمنع و...وتزداد الصورة اعداماً في رأي اليمنيين، يقولون أن وجود السفير السعودي وكذا وجود قوات بلاده في المهرة لا ضرورة له من الأساس، فالمحافظة على الحدود مع سلطنة عمان وهي بعيدة جداً عن الصراع مع الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية، أي أنها في منأى عن اكراهات الحرب المباشرة التي قد تسوّغ تغول هذه العاصمة أو تلك في اليمن.
وبحسب معارضي التدخل العسكري السعودي والاماراتي في اليمن، فان الوجود السعودي في المهرة تحول الى ما يشبه الاحتلال، فالمنافذ البرية والبحرية والجوية في المحافظة بأيدي السعوديين، بل ان مطار الغيظة تحول الى ما يشبه الثكنة العسكرية. وهناك ما هو أسوء تحكم القوات السعودية بحركة السكان ومركباتهم في الشوارع الرئيسية، فأينما ذهب ابن المحافظة يصادف نقاط تفتيش سعودية أقامتها قوات وصلت الى المهرة نهاية العام الماضي، وسيطرت بسرعة على مفاصل المحافظة، ووصل بها الأمر الى درجة منع صيادي المحافظة من الصيد الذين يعتاشون منه في الميناء.
مراقبون يرون بأن زيارة هادي جاءت لإجهاض اتفاق الغيضة الموقع مع الجانب السعودي فالرياض التي ألتزمت بالانسحاب من مطار الغيضة ومن المنافذ البرية والبجرية والجوية عادت لتكرس تواجدها في كل مديريات المهرة بالقوة. وبحسب كثيرين فان حسابات متعلقة بسلطنة عمان قد تكون وراء قرار الرياض بدفع قواتها الى المهرة، بمعنى سعي السعودية الى محاصرة أي حضور أو نفوذ عماني مفترض هناك، بحكم الجوار على الأقل. وتحويل المحافظة الى موقع سعودي متقدم يعزل اليمن عن جواره العماني، ويقلص السيادة اليمنية على أرضها بهدف تصفية حسابات ربما، أو تقاسم وظيفيٍ مع الامارات في اليمن برمته. فثمة من يتحكم بمنافذ البلاد البحرية ويسعى الى السيطرة على الموانئ الكبرى، وثمة من يريد الهيمنة على بعض المحافظات لتعظيم مكاسبه ومنع أي منافسة له، على ما يقوله كثيرون انه فريسة وقعت وكثر المتنافسون على اقتطاع المزيد من لحمها.
يشار إلى أن أبناء المهرة وقبائلها يرفضون التواجد السعودي في المهرة منذ الوهلة الأولى لدخول القوات السعودية، فالمحافظة الهادئة تصرخ يومياً غضباً مما رأت من التحالف السعودي الاماراتي، مظاهرات تخرج بالألاف تطالب الاحتلال السعودي الاماراتي بالخروج، وفي هذا السياق يقول وكيل المحافظة علي سالم الحريزي دون تردد أن وجود القوات السعودية والإماراتية احتلال وذلك بعد وصول أربع طائرات سعودية إماراتية محمّلة بالجنود إلى مطار الغيضة بمحافظة المهرة، وأضاف إن "أبناء المهرة يريدون استعادة السيادة على المحافظة، بعد أن أصبحت محتلة، بما فيها الموانئ والمطارات".
ختاماُ، ان وضعنا الكلام حول الأهداف السعودية الإماراتية في المهرة بكفة وكلام أهل المهرة حول الوجود السعودي الاماراتي في محافظتهم بكفة، نرى من خلال هذه الأحداث تثبت بالدليل القاطع أن الرياض وأبو ظبي أصبحت عاجزة عن إحداث أي فرق في معادلة المنطقة وفرض آرائها على الآخرين، وما عجزت عن تحقيقه في قطر واليمن وسوريا لن تستطيع فعله في سلطنة عمان التي يتمتع حاكمها بخبرة سياسية تفوق عمر المحمدين، أو بأهل المهرة الذين عرفوا الواقع وعرفوا عدوهم وهم يتحدونه اليوم.
ارسال التعليق