وزير الخارجية الصهيوني... يفضح قوى العدوان السعودي على اليمن مرتزقتهم!
[عبد العزيز المكي]
في حديث له، لمراسل صحيفة هاآرتيز الصهيونية، عاموس هرئيل، نشرت ترجمته العربية بعض المواقع الالكترونية في 7/3/2022، فجر وزير الخارجية الصهيوني السابق يسرائيل كاتس فضائح من العيار الثقيل حول علاقة قوى العدوان، السعودية الأمارات ومرتزقتهم مما يسمى " بالشرعية" غير "الشرعية"، بالكيان الصهيوني، حول دورهم في شن الحرب العدوان على الشعب اليمني المظلوم خدمة لهذا الكيان لأهدافه في تلك المنطقة الإستراتيجية التي تحتضن البحر الأحمر، مضيق باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي... حول دور هذا الكيان في هذا العدوان الظالم من حصار قتل تدمير للبنى التحتية ما الى ذلك من المآسي الكوارث الإنسانية التي يعاني منها أبناء هذا الشعب الغيارى...
ولأن المعلومات التي كشف عنها كاتس من العيار الثقيل كما أشرنا فأن صحيفة هاآرتيز امتنعت عن نشرها بسبب فضائحيتها كشفها لمعلومات حقائق صادمة للرأي العام عتّم عليها أصحابها طيلة سني هذا العدوان الغاشم السبعة، غير أن المراسل هرئيل نشرها على حسابه الخاص، في سياق إعادته نشر مقابلته مع وزير خارجية نتنياهو كاتس، مما جاء في هذه المقابلة حسب ما نقله عنه هرئيل قول كاتس " عند ما بدأت الحرب في اليمن زار الرئيس اليمني تل أبيب بمساعدة الأردن وعبدالفتاح السيسي، وصلنا خلال هذه الزيارة الى تفاهمات لكن المشكلة تكمن في ان عبدربه منصور هادي ليس قائداً شجاعاً قوياً، فأذا أعطيته جيشاً غالباً ما سيهزم دون شك. لكن لايمكن غض النظر عن أن " إسرائيل" والسعودية لا تمتلكان بديلاً مناسباً عن " الرئيس" اليمني الحالي لذلك سيبقى تقديم الدعم له في جدول أعمالنا". تابع كاتس قائلاً " على سبيل المثال كانت معركة الحديدة نتيجة الزيارة الثانية لعبد ربه منصور هادي الى تل ابيب، فتمكنا خلال هذه المعركة من أن ننسق بين السعودية والأمارات و هادي بشكل جيد ولم تحقق لنا هذه المعركة النتائج المرجوة".
هذه الفضائح وغيرها مما سنتعرض لها في سياق التحليل، تؤكد جملة أمور، نشير الى بعض منها بما يلي:
1- إن اعترافات كاتس، تؤكد أن الحرب المفروضة على الشعب اليمني هي حرب صهيونية أمريكية بأدوات سعودية إماراتية يمنية، فالسعوديون والإماراتيون، ومرتزقتهم اليمنيون من أمثال هادي، الانتقالي طارق عفاش، هم أدوات تنفيذية من أمثال هادي، الانتقالي طارق عفاش، هم أدوات تنفيذية بيد الصهيوني الأمريكي، تماماً مثلما كان ومايزال أنصارالله يقولون في تصريحاتهم في أدبياتهم السياسية الإعلامية، تصريح كاتس حول معركة الحديدة الآنف، كاشف بوضوح لهذه الحقيقة، بل أكثر من ذلك، ان كاتس كشف ان الكيان الصهيوني أنقذ النظام السعودي من الهزيمة في حربها مع اليمن ضد قوات صنعاء قائلاً: " بالطبع، على الرغم من حقيقة ان الرياض قاومت الحوثيين حتى الآن، إلا أن ذلك لم يكن ليحدث لولا الدعم العملياتي الذي قدمه الجيش " الإسرائيلي" للرياض، جميع القادة العسكريين يعرفون ذلك جيداً، كان محمد بن سلمان على استعداد عدة مرات أن ينسحب من الحرب اليمنية إعلان هزيمة السعودية لولا تدخل الجيش الإسرائيلي".
اعترافات الوزير الصهيوني السابق، تؤكد ما كان موقع " أنورتيفي الاسباني" قد نشره في 30/12/2021 حول إستعانة النظام السعودي بالجيش الصهيوني، في عدوانه على الشعب اليمني، إذ قال الموقع المذكور " ان السعودية استأجرت خبراء عسكريين اسرائيليين لادارة غرف عملياتها في الحرب ضد اليمن". أشار الموقع الى ان أساليب العدوان تتبع نفس التكتيك الصهيوني في حروب العدو، هذا ما أكده الخبراء العسكريون أيضاً، حيث قالوا ان التصعيد الجوي الأخير للنظامين السعودي الإماراتي على المدن والمواقع العسكرية لأنصار الله، هو تكتيك صهيوني أمريكي يتمثل في قتل أكثر ما يمكن من المدنيين العزل وتخريب البنى التحتية والمساكن المرافق العامة، اذ استخدمت هذه الأساليب المنافية للقوانين الدولية وللأعراف الإنسانية للشرائع السماوية، في حروب الأمريكان في العراق أفغانستان .. في حروب العدو مع لبنان غزة..
2- و مادام العدو الصهيوني والولايات المتحدة هما اللذان يقودان هذا العدوان، وهما اللذان يصران على إستمراره، فأن أهدافه بالنسبة إليهما هي ضمان أمن الممر المائي الدولي- البحر الاحمر باب المندب-ّالاستحواذ على ثروات اليمن، هذا ما تحدث عنه كاتس بصورة غير مباشرة، حيث قال فيما يخص استراتيجة العدو في البحر الأحمر، مستقبل الحرب اليمنية:- ان " سياستنا الخارجية ركزت دائماً على ضمان الدولة اليهودية على المدى الطويل" مشيراً إلى خطر أنصار الله على الكيان الصهيوني في اليمن، مركزاً على اسماه خطرهم بالذات على الممر المائي الذي قال انه أهم الممرات في العالم، حيث يعتمد أكثر من 80% من اقتصاد العالم عليه، بحسب رأيه، أضاف: " اليوم، هيمنة " إسرائيل" على البحر الأحمر مثل هيمنتها على الاقتصاد العالمي، هذا مفهوم جيداً من قبل جميع القوى العظمى في العالم" زاعماً أن تهديد الهيمنة الصهيونية في هذا الممر يعني تهديداً للاقتصاد العالمي، موضحاً.. " لقد منحنا نفوذنا الهائل على اريتريا انتشار القوات " الإسرائيلية" على ساحل البحر الأحمر في اريتيريا كذلك جيبوتي، سيطرة على أمن البحر الأحمر" على حد قوله.. حول دور الحرب المفروضة على الشعب اليمني في توسيع ضمانة الهيمنة الصهيونية، عبّر كاتس عن القلق الصهيوني بوضوح إذ قال: " لسوء الحظ، ليس لدينا حلفاء موثوق بهم في اليمن، الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي تربطة علاقات وثيقة بناء لكن هذا الشخص لا يملك سلطة قيادة الحرب ضد الحوثيين". كأنه يريد القول ان صمود أنصار الله وانتصاراتهم في المعارك كل ذلك يشكل هاجساً قلقاً يقض مضاجعنا لأن أدواتنا السعودية والأماراتية ومرتزقة اليمنيين، هم يقفون لحد الآن يوجه أنصارالله، بسبب تدخلنا في الحرب و إدارتنا لها! ما يعزز الدور الفعال للعدو في هذا العدوان، هو ما تتناقله الأوساط الإعلامية حول دور الإمارات والسعودية في تمكين العدو من إقامة القواعد العسكرية في ارخبيل سقطري، جزيرة ميون باقي الجزر اليمنية المحتلة في البحر الأحمر، بل ان موقع " المنتدى اليهودي" الفرنسي أكد في 3/1/2022 ان الأمارات وفرت موطئ قدم " لإسرائيل" في اليمن عبر جزيرة سقطري، لإنشاء مرافق عسكرية استخباراتية هناك!!
3- وكما أشرنا قبل قليل، فأن من الأهداف الأمريكية الصهيونية لهذا العدوان هو الاستحواذ والسيطرة على ثروات البلد النفطية المعدنية، بالإضافة إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي الغني بالمواني، لقد نشرت بعض المؤسسات الأمريكية المتخصصة بالكشف عن النفط والمعادن، تقارير تؤكد غنى هذا البلد بتلك الموارد وهو ما يزال بكراً من ناحية الاستغلال، ما يؤكد هذا الأمر هو التحرك الامريكي الأخير على محافظات اليمن النفطية حيث قام كل من المبعوث الأمريكي يتم ليندر كينغ والقائمة باعمال السفير الأمريكي كاثي ويستلي بزيارة محافظتي شبوة حضرموت والتقيا محافظيهما، عقدا معهما صفقات عقود اتفاقات تمنح الشركات النفطية الامريكية، التصرف والقيام بتشغيل الآبار النفطية و اجراء المسوحات الاستكشافية عن النفط و المعادن الأخرى، اللافت ان هذه الصفقات اجريت مع المحافظين عوض الوزير العولقي واللواء فرج البحسني، محافظا شبوة وحضرموت على التوالي، دون الرجوع لما يسمى بحكومة " الشرعية" الرئيس المخلوع هادي، حتى بدون الرجوع الى السعودية الأمارات!! وافادت مصادر حكومية في 5/3/2022، ان الولايات المتحدة أبرمت اتفاقات جديدة مع محافظي الهلال النفطي لليمن في خطوة قد تنهي استحواذ القوات السعودية والإماراتية على مقدرات البلاد من الثروات النفطية والغاز. للإشارة ثمة شركات أمريكية متخصصة في مجالات التعدين استخراج المعادن، كانت قد باشرت اعمالها في المحافظات الجنوبية المحتلة منذ السنين الأولى للعدوان!!
4- إن اعترافات وزير الخارجية الصهيوني السابق نسفت كل غيوم التضليل الإعلامي السياسي السعودي والإماراتي طيلة السبع سنوات الماضية أو الثمانية، فالأوساط السياسية الإعلامية السعودية الإماراتية حتى الغربية أو بعضها دوخت الرأي العام والشعب اليمني بشكل خاص حول أهداف العدوان، وزيفت الشعارات التي ظلت تلوك بها طيلة تلك المدة، من مثل " تحرير صنعاء من الحوثيين" " تخليص الشعب اليمني من سيطرة الانقلابيين" ! وإعادة المخلوع عبد ربه منصور هادي، ما إلى ذلك من العناوين التي خدع بها الشعب اليمني أو بالأحرى بعض شرائحه للأسف. الآن اتضحت الصورة، منحت هذه الصورة المصداقية التامة لما كان ما يزالون يقولونه أنصار الله حول الأهداف الحقيقية للعدوان، وحول ان النظامين السعودي الإماراتي مجرد أدوات تنفيذية بيد المشغل الامريكي الصهيوني لهذا العدوان.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق