آل سعود وآل صهيون...متى تعلن علاقتهما الحميمة رسمياً
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكيفي تصريحاته الأخيرة، انتقد وزير الشوؤن الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ دولة عربية في إشارة غير مباشرة إلى قطر، لأنها بحسب زعمه، لم تسمح للقطرين بالذهاب إلى مكة المكرمة، لأداء فريضة الحج، بينما أمتدح الكيان الصهيوني، وفضلهُ على تلك الدولة، لأن هذا الكيان بحسب تصريح الوزير السعودي، سمح للفلسطينيين بالذهاب إلى الديار المقدسة لأداء هذه الفريضة. وقد لقيت هذه التصريحات إستهجانا وانتقاداً من عدد من العلماء المسلمين، ومن بعض الكتاب والمثقفين العرب، لأن هذا الوزير تقصد وصف كيان الاحتلال "بدولة إسرائيل" !!ولأن مثل هذا التوصيف :-
استفز مشاعر المسلمين وعلمائهم ومثقفيهم، لأنه، أي هذا التوصيف، صدر من وزير دولة إسلامية، تعتبر نفسها حاضنة المقدسات الإسلامية، و"قائدة المسلمين" السنة منهم خصوصاً كما يردد قادة هذه الدولة، مراراً، وتكراراً، في مناسبة أو غير مناسبة!
لأن الوزير السعودي حاول تسويق مصطلح " دولة إسرائيل" لتكريسه في وعي المسلمين، خصوصاً العرب منهم، ونسيانهم، أنه كيان مغتصب ومحتل الأرض عربية وإسلامية، بل ومحتل لأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، (المسجد الأقصى).
ولأنه، أي الوزير السعودي، حاول تكريس صورة "منمقة وجميلة" عن الكيان المحتل، وعدو الأمة التأريخي، في أذهان أبناء هذه الأمة من العرب ومن غيرهم بإثارة مشاعر تعاطفهم واستحسانهم لهذا العدو بعلمه السماح للفلسطينيين بأداء فريضة الحج، وبالتالي إخفاء أو على الأقل التقليل من بروز تضاريس صورته القبيحة الملطخة بدماء الفلسطينيين، وبقية الشعوب العربية والإسلامية، وعرض هذا القاتل والعدواني المحتل، على أنه أفضل من أحد الدول العربية التي "منعت شعبها من أداء الفريضة " !! بمعنى آخر، أن هذا الوزير حاول جاهداً إخفاء الهوية العدوانية القاتلة لهذا الاحتلال، ثم تهديد هذا الأخير لحضارة ومقدسات وهوية المسلمين، والذي تترجم بعض مفاصل هذا التهديد على أرض الواقع في أكثر من ساحة إسلامية وعربية، نقول محاولة تسويق هذا الخطر المحدق بالأمة، على " انه الحمل الوديع" والذي يفوق في حرصه على أداء المسلمين لفرائضهم، حتى بعض الدول العربية "!!
على أن الأهم من ذلك، هو ليس، في أن تصريح الوزير السعودي آل الشيخ يصب في عملية التطبيع المتسارعة بين العدو وكيان وآل سعود وحسب، وإنما لأن هذا التصريح يأتي في إطار خطة مبرمجة ومحددة الأدوار، من أجل الدفع بعملية التطبيع بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي، وبقية الخليج العربية الى خواتيمها، بتظاهر هذه الأدوار من أجل إقناع شعوب الدول العربية والإسلامية بقبول هذا الكيان وبإقامة العلاقات والتحالف معه...ويمكن أن نرصد هذه الأدوار، وفي إطار الخطة المتكاملة كما أشرنا، بما يلي :
الدور الذي قام ويقوم به النظام السعودي في إيجاد الأجواء والمبررات المناسبة لإقناع الأمة بالإعلان عن إقامة العلاقات الودية وتحالفات أمنية وعسكرية معه، وبشكل رسمي، لأن هذه العلاقات والتحالفات موجودة منذ قيام هذين الكيانين التوأمين على يد البريطانيين في بداية القرن المنصرم...وكما بات معروفاً فأن عرّابا التطبيع مع العدو، الجنرال المتقاعد أنورعشقي، وتركي الفيصل سفير السعودية، ورئيس المخابرات السابق، في واشنطن، قاما بالجهد الحثيث لتمهيد الأرضية للنظام السعودي بالتحرك على خطة التطبيع مع العدو وتسويق الأخير بالشكل (المحسّن، والحليف، والقريب للعرب وللمسلمين وللنظام السعودي"!! فبعد هذه التوطئة من جانب أنور عشقي وتركي الفيصل، تبنى النظام السعودي خطوتين بارزتين ورئيستين في تسويق التطبيع مع العدو الصهيوني هما:
التسويق الإعلامي، وفي مقالة سابقة على هذا الموقع كفا قد سلطنا الضوء على هذا الجهد السعودي الضخم، وقلنا أن بن سلمان سخر قطيعاً كاملاً من الكتاب والإعلاميين ومن المطبلين،بينهم عبد الرحمن الراشد، وتركي الحمد، وطارق حميد، ومحمد الشيخ، وغيرهم كثير، ضمن ما يزال يطبل مع العدو ويسوق له بانه هو "الحليف المخلص للدول العربية عامة وللسعودية خاصة!" وعلى أن السعودية مجبرة على التحالف معه لمواجهة إيران! وتضخيمهم أي هؤلاء الكتاب والإعلاميين للخطر الإيراني المزعوم، بهدف تبرير عملية التسويق لقبول التحالف مع العدو، وجعلها عملية متقنة ومقنعة للرأي العام في داخل المملكة السعودية وفي خارجها...وبإمكان القارئ العزيز الرجوع إلى مقالنا، للاطلاع على المزيد من تفصيلات الدور وجزئياته الذي يقوم به إعلام بن سلمان في هذا المجال...
تبني النظام السعودي سياسات تصب في خانة المصلحة الصهيونية، بل ومواقف أيضاً في هذا الإطار، والمسؤولون الصهاينة أنفسهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك المعلقون الإعلاميون في الصحف الصهيونية، أكدوا مراراً وتكراراً أن النظام السعودي يشاطرهم الموقف في معاداة إيران، وينسق معها في هذا المجال، ويدعوهم إلى اتخاذ خطوات عسكرية ضد حزب الله أو حتى إيران، وتعهد بتقديم التسهيلات والدعم المالي والإعلامي، بل قال المسؤولون الصهاينة ولأكثر من مرة أن النظام السعودي شن العدوان على اليمن وشعبه من أجل المصالح الأمريكية والصهيونية، لأن السيطرة على البحر الأحمر، ومضيق باب المندب تشكل هدفاً صهيونياً وامريكياً استراتيجياً، كما أكد هؤلاء الصهاينة، أن كيانهم المحتل وآل سعود، لا يريدون وجود حزب الله جديدة هذه المرة في اليمن يهدد الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ويهدد الاستقرار في المملكة السعودية، بحسب زعمهم، وذلك في إشارة إلى "الحوثيين".
أما في سوريا، فالقضية باتت أوضح من الشمس في رابعة النهار، حيث اعترف الصهاينة الذي استقبلوا الارهابيين والقتلة في سوريا وسلحوهم واحتضنوا جرحاهم في مشافيهم، اعترفوا بأن هؤلاء الارهابيين يقومون بالمهمة نيابة عنهم، وهذا ما قاله صراحة وزير الدفاع الصهيوني ليبرمن، وأيضاً آيزنكوت رئيس أركان الجيش فضلاً عن نتنياهو الذي زار جرحى هؤلاء المجرمين والخونة في المشافي الصهيونية واثنى عليهم وعلى دورهم. والنظام السعودي في دعم وإنتاج وتدريب وتسليح هؤلاء الإرهابيين، فهذا ما أكدته المواقف السعودية المعادية للحكومة السورية، وشهادات المعتقلين من هؤلاء القتلة، وأخيراً وليس آخراً شهادة وزير الخارجية رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم آل ثاني، حيث قال لأكثر من وسيلة إعلامية بريطانية وأمريكية، أن السعودية وقطر كليهما دعم الإرهابيين في سوريا وقدما لهم الأسلحة والأموال من أجل قلب الحكم في سوريا، وذلك بناء على أوامر أمريكية تلقتها القيادتين السعودية والقطرية من الولايات المتحدة، وأكد بن جاسم آل ثاني، ان قطر كانت تقود عملية الدعم والتوجيه والرعاية لهؤلاء الإرهابيين وقطعانهم في سوريا، وبعد ذلك طلبت السعودية من قطر التنحي وتولي زمام القيادة، مؤكداً أن قطر تنحت وتركت قيادة القاطرة للسعوديين...وفي هذا السياق وتأكيداً لما سبق، أن ترامب رئيس الولايات المتحدة أعلن صراحة انه أراد سحب قواته من سوريا لارتفاع كلفة البقاء- كلفت الولايات بحسب ترامب7مليارات دولار- لكن محمد بن سلمان طلب منه البقاء والتعهد بتمويل هذا البقاء وهو ما تم فعلاً، حيث أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً أن السعودية قدمت100مليون دولار كدفعة أولى للقوات الأمريكية في سوريا والتي تحتل أرضاً سوريه بغير وجه حق، وذلك تحت غطاء وعناوين إعادة البناء والاستقرار وطرد داعش وما إلى ذلك من هذه العناوين الزائفة، وحينها أعلن ترامب أن سيبقي على قواته في سوريا، لأن السعودية وفت بتعهداتها في تغطية الكلفة المالية لبقاء هذه القوات، ومعلوم كما قال المسؤولون الأمريكان أنفسهم وعلى لسان ترامب أيضاً، أن هدف ومهمة هذه القوات إخراج القوات الإيرانية من سوريا، والقضاء على ما يسمونه أي تهديد لأمن الكيان الصهيوني من جهة الجبهة السورية أو من جهة جبهة الجولان!!
وكذا الأمر في العراق وفي لبنان، بل إن المسؤولين الصهاينة، ووسائل أعلامهم، أعلنوا صراحة أن بن سلمان كان ينسق مع الحكومة الصهيونية حينما احتجز رئيس الوزراء سعد الحريري في الرياض بعد استدعائه على عجل، ومن ثم أجبره على الاستقالة من رئاسة الوزراء، والقصة معروفة، وقال المسؤولون الصهاينة أن بن سلمان أراد تفجير الساحة اللبنانية نكاية بحزب الله، وتنفيذاً لما كان يريده رئيس الوزراء الصهيوني. وحينما قرر ترامب الخروج من الاتفاق النووي، احتفل النظام السعودي ووسائل إعلامه بذلك التطور أكثر من الكيان الصهيوني ووسائل إعلامه، ومثلما كان يصرح رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو وبقية المسؤولين الصهاينة ضد إيران، ويحرضون ترامب على مهاجمة إيران عسكرياً، فإن المسؤولين السعوديين ووسائل إعلامهم كانوا وما يزالون أشد حماسة من الصهاينة في التحريض والاستعداد ضد إيران وحزب الله.
أكثر من ذلك أن المسؤولين السعوديين أصبحوا اليوم أكثر جرأة في التعبير عن الموقف السعودي من العدو الصهيوني، فولي العهد بن سلمان وفي تصريحاته لمجلة اتلانتيك الأمريكية خلال زيارته المطولة لأمريكا قبل أكثر من ثلاثة أشهر قال صراحة من حق اليهود ومن حق الفلسطينيين أن تكون لهم أرض يعيشون عليها، وهو ما أعتبره الصهاينة وعد بلغور سعودي يضاهي في أهمية وقيمة الاستراتيجية، وعد بلغور الانجليزي في بداية القرن المنصرم!! ثم جاءت تصريحات وزير الثقافة السعودي التي أشاد فيها بالتعاون الثقافي مع العدو، وأخيراً وليس آخراً تصريحات وزير الشؤون الإسلامية عبد اللطيف آل الشيخ، فيما عجلة الإعلام السعودي وتطبيع كُتّابه، لم يتوقف لحظة عن عملية تسويق العدو وتبرير التطبيع والتحالف معه، أو بعبارة أدق تبرير الإعلان عن هذا التطبيع والتحالف مع عدو الأمة، الكيان الصهيوني الغاصب.
دور النظام البحريني، حيث يشكل هذا الدور معضلاً هاماً من مفاصل الجهد السعودي الصهيوني المشترك لتبرير وتسويق الإعلان عن التطبيع حتى يأخذ التعاون الأمني والعسكري مجاله وفضاءاته الطبيعية بين الطرفين، فلأن النظام السعودي، غير قادر على تبني خطوات تطبيعية مع العدو، لأنها تحرجه أمام الرأي العام، فقام بدفع النظام البحريني ليقوم بهذه الخطوات من أجل تدجين الشعوب الخليجية خاصة، والعربية عامة، وقد تطرقنا في مقالة سابقة، وسلطنا فيها على هذا الدور، وبينّا حينها في تلك المقالة على هذا الموقع، أن النظام البحريني، أوفد وفداً شعبياً للأرض المحتلة، التقى المسؤولين الصهاينة هناك، كما أن الملك البحريني حمد بن عيسى قد أوفد ابنه ناصر المكلف بملف التطبيع مع العدو، إلى الأرض المحتلة على رأس وفد رياضي شارك في مسابقات سباق الدراجات الذي نظمه العدو، والتقى ناصر بنتنياهو وعدد من المسؤولين الصهاينة!! وعندما قام الكيان الصهيوني بقصف سوريا بالصواريخ والطائرات أعلن وزير الخارجية البحريني خالد الأحمد آل خليفة، أن من حق " إسرائيل الدفاع عن نفسها" حيث صفق الصهاينة لهذا الوزير وأطروا عليه وقالوا أن العلاقات بين الحكومتين الصهيونية والبحرينية قطعت شوطاً كبيراً، وان التنسيق والتعاون بينهما جار على قدم وساق وعلى أعلى المستويات، وأكد الصهاينة أن النظام البحريني يقوم بمهمة التطبيع الشعبي، أي تسويق العدو شعبياً، حيث طالب نتنياهو بذلك، عندما قال، إننا مع الأنظمة الخليجية في أحسن ما يمكن من العلاقات والتعاون والتنسيق وفي كل المجالات الأمنية والعسكرية و.و.لكن المشكلة الشعوب العربية ما زالت ترفضنا، ولذلك نريد من هذه الأنظمة تضاعف جهودها لكي نتمكن من الاندماج في بوتقة الشعوب وهو ما يقوم به النظام البحريني.
الدور الصهيوني، وبه تتكامل خطة التبرير السعودي والتسويق للعدو في حاضرة الأمة، وحتى في ماضيها وجغرافيتها، إذ تكفل العدو القيام بنشر نشاطات وآفاق التعاون بكل أشكاله وألوانه مع النظام السعودي، من تدجين الشعوب العربية وإقناعها بهذه العلاقات وترويضها على التعاون مع العدو، وقبول هذه الأخير...ولقد لاحظنا منذ أن بدأ نشاط كل من أنور عشقي وتركي الفيصل بالتحدث عن العلاقات والتعاون مع العدو وحتى اليوم يطل علينا المسؤولون الصهاينة أو وسائل إعلامهم ومواقعهم الالكترونية بين الحين والآخر، يفضحون التعاون والتنسيق بين الطرفين واللقاءات السرية التي تجري بين مسؤوليهما وراء الكواليس، فكم من مرة صرح رئيس الوزراء نتنياهو انه التقى بمسؤولين سعوديين وانه وكيانه يرتبط بعلاقات حميمة مع المملكة السعودية ومع بعض الدول الخليجية الأخرى، وان هذه العلاقات تجاوزت مرحلة التطبيع إلى التحالف والتنسيق الأمني والعسكري المشترك بين الطرفين ضد إيران، وحليفها حزب الله، وما إلى ذلك...كما أن رئيس الأركان آيزنكوت هو الآخر أشار أكثر من مرة إلى هذا الأمر، وكذلك بقية المسؤولين، إضافة وسائل الإعلام الصهيونية، وفي آخر ما نشرته وسائل الإعلام هذه، وليس أخيرها بدون شك، هو ما قاله رجل الاعمال الصهيوني شموئيل بار، مؤسس شركة into View ومالكها، والمتخصصة ببيع المعلومات (السايبرية)، في مقابلة مع موقع بلومبرغ الأمريكي، بشأن العلاقة مع الدول العربية الخليجية وبهذا الخصوص قال "ان المقاطعة العربية لإسرائيل غير موجودة على أرض الواقع". وبحسب موقعIsrael Defense المختص بالشؤون الأمنية، فإن الشركة المذكورة هي شركة استخبارات، والتي تتخذ من مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب، مقراً لها، وتبيع أدوات أمنية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوربا...وتابع الموقع قائلاً: إنه قبل أكثر من سنتين توجه السعوديون إلى الشركة لشراء خدمات استخبارية من الشركة بهدف خدمة العائلة المالكة عبر برنامج خاص يدفع الرأي العام في المملكة الى تأييد نظام الحكم في الرياض.وشدد رجل الأعمال الصهيوني شموئيل بار في حديثه على أنه حصل على رخصة تصدير للسعودية من وزارة الأمن "الإسرائيلية "، لافتاً إلى أنه وفق تعليمات الوزارة بإمكان الشركات " الإسرائيلية" التصدير إلى جميع دول العالم ما عدا. إيران، ولبنان، والعراق وسورية، وبحسب قوله.
وفي السياق ذاته، قال موقع " واللا " الإخباري الصهيوني، إنه قبل سنتين أعلنت السعودية عن إقامة مصنع لإنتاج الطائرات بدون طيار بمشاركة دولة جنوب أفريقيا، لكن قناة روسيا اليوم أكدت أن " إسرائيل " هي التي تبيع الطائرات بدون طيار للسعودية ونقلت عن مسؤول أمني سعودي لم تسمه قوله أن الحديث يجري عن تمويه، وان الحقيقة هي صفقة أسلحة تم إبرامها بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني، حيث تنقل الطائرات إلى جنوب أفريقيا ومن هناك تشحن إلى السعودية بهدف إخفاء المصدر، أي الكيان الصهيوني. ونقل الموقع الصهيوني الآنف عن مدير عام شركة (عرب ماركت) إليران ملول، قوله عن نشاط شركته الواسع في الدول العربية والذي يجري بسرية، الأمر الذي جعل النجاح لصيق عمل ونشاط هذه الشركة! وأضاف رجل الأعمال الصهيوني ملول الذي يعمل في مجال التجارة مع الدول العربية والسعودية، مشدداً على ان المملكة تشكل سوقاً قوياً جداً، ويعتبر سوقها الأهم في الخليج، ولديها احتمال مرتفع من حيث حجم التجارة مع "الإسرائيليين". هذا وكان محلل الشؤون الأمنية والعسكرية الصهيوني يوسي ميلمان، في صحيفة معاريف العبرية، وهو من أكثر المقربين للمنظومة الصهيونية الأمنية في تل أبيب، قد كشف النقاب عن ان شركة آسيا غلوبال تكنولوجي السويسرية التي يديرها رجل الأعمال الصهيوني- الأمريكي ماتي كوخافي، فازت بعقد بملايين الدولارات، لبناء مشاريع للحفاظ على الأمن الداخلي في دولة الإمارات، وأضاف أن قائد سلاح الجو الصهيوني السابق إيتان بن الياهو كان يعمل في الشركة، التي تقوم بتشغيل كبار القادة السابقين في جهاز الأمن العام (الشاباك) وفي شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الصهيوني (أمان).كما كشفت معلومات خطيرة عن شركة أمن صهيونية تحرس العديد من المؤسسات العربية وتقدم الحراس الشخصيين لكثير من المسؤولين العرب، وان شركة (جي فور أس G4s الأمنية التي تنتشر في البلدان العربية تساند الاحتلال الصهيوني...
ما تقدم قليل من كثير مما ينشره العدو عن التعاون والتنسيق الأمني والعسكري بين الدول العربية أو بعضها وعلى رأسها السعودية وبين الكيان الصهيوني، واللافت أن السعودية لم تنفِ هذه المعلومات بعد نشرها من قبل المصادر الصهيونية، مما يعني ان عملية التطبيع ومحاولة تسويق وتبرير التحالف وإقامة العلاقات مع العدو، تجري في إطار منظومة متكاملة، فالمصادر الصهيونية تكشف جانباً خفياً من هذا التعاون، وحينما يجد النظام البحريني ومنظومة الإعلام السعودي المكلفة بعملية التسويق، حينما يجدون أن ليس ثمة ردة فعل أو استنكار لما ينشره العدو عن تعاون الأنظمة وتحالفها الخفي مع العدو، يقومون بالتقدم خطوة جديدة أكثر جرأة وتحدياً لمشاعر الأمة، بالثناء على التعامل مع العدو، وبمدح الأخير، ليكون ذلك بدوره حافزاً جديداً للأوساط الصهيونية للكشف عن المزيد من الأخطر من ما يجري في الخفاء بين هذه الأنظمة والكيان الصهيوني، وهكذا دواليك تجري عملية تدجين الأمة ومحاولة خلق رأي عام مناسب لإعلان العلاقة بشكل رسمي مع العدو. وسيأتي ذلك اليوم بكل تأكيد ما دامت الأمة وأوساطها العلمائية والثقافية وإمرارها ونشطائها يلوذون بالسكوت أو النقل بالتحرك الخجول جداً لمواجهة هذه الهرولة السعودية والعربية المتسارعة نحو العدو!!
ارسال التعليق