آل سعود وآل صهيون... من التطبيع السياسي والأمني... إلى التطبيع الشعبي
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكي عجلة التطبيع بين الكيانين الصهيوني والسعودي بقيادة سلمان وابنه لم تتوقف، فهي تمضي قدماً، تطوراً واتساعاً، فبين الحين والآخر يطلُّ علينا الإعلام السعودي والصهيوني بالجديد عن تطور العلاقات الصهيونية السعودية في المجالات كافة.. بل إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته (يسرائيل كاتس)، وبقية المسؤولين الصهاينة كانوا يؤكدون وما زالوا يؤكدون، وفي مناسبات كثيرة على أن التطبيع مع الكيان السعودي قد تجاوز الحدود الطبيعية، إلى التنسيق والتعاون في المجالات الأمنية والعسكرية، أكثر من ذلك، قال رئيس الموساد السابق ورئيس أركان الجيش السابق آيزنكوت، أن علاقات الكيان الغاصب والكيان السعودي تجاوزت كل الحدود، إلى التحالف بين الطرفين، في المجالات الأمنية والعسكرية في مواجهة ما أسموه "الخطر الإيراني..".
ولأن العلاقات بين آل سعود وأشقائهم الصهاينة وصلت إلى هذا المستوى، الذي لا ينقصه سوى الإعلان الرسمي، فأن جهود الطرفين تنصب اليوم على التطبيع الشعبي، لما لذلك من أهمية بالغة بنظر الصهاينة، فالصهاينة لا يريدون تكرار تجربتي التطبيع مع مصر والأردن، حيث اقتصر بشكل أساسي مع النظامين المصري والأردني، ما جعله هشاً ومحدوداً في إطار هذين النظامين، بينما ظل العدو مرفوضاً في الوسط الشعبي في كلا البلدين، الأمر الذي يعني أن هذا التطبيع ظل عرضة للزوال، متى ما زالت هذه الأنظمة، بينما يريد العدو في هذه المرحلة النفوذ إلى النسيج الاجتماعي لدول الخليج العربية سيما بلاد الحرمين، ولذلك نجد أن التركيز الإعلامي الصهيوني والسعودي على تسويق العدو شعبياً، بالتأكيد على جملة محاور نذكر منها ما يلي:-
1ـ التطبيع الثقافي وفي هذا المجال قطع الصهاينة وآل سعود شوطاً كبيراً في هذا المجال، فالكيان السعودي وبمساعدة الولايات المتحده، قام بتغيير المناهج الدراسية، ابتداءً من مراحل الابتدائية، وانتهاء بمراحل الجامعة وحتى الدراسات العليا، وتضمن هذا التغيير، تغييرٌ المصطلحات والتسميات وتغيير بل تزوير التاريخ والجغرافيا، بما يلائم التطور في العلاقات بين آل سعود وآل صهيون، وليؤسس ذلك إلى نسيان تاريخ فلسطين واغتصاب القدس، ونسيان عداء الصهاينة للعرب وللمسلمين، وتنشئة بالتالي جيل مسخ، يكرس العدو من خلاله الاعتراف باحتلاله للأرض والمقدسات الإسلامية في فلسطين. ولم يتوقف التطبيع الثقافي عند هذا الحد، بل اتسع نطاقه على سبيل المثال، نشرت صفحة تتبع لوزارة خارجية الاحتلال الصهيوني يوم 24/6/2019 خبراً كشفت فيه عن تطور تطبيع السعودية مع الكيان الصهيوني، تمثل في نشر مجلة علمية سعودية مقالاً لباحثين "إسرائيليين"، ومما جاء في الخبر "إن الدورية العلمية السعودية (Bulletin of mathematical sciences) ، التي تصدرها جامعة الملك عبد العزيز في جدة، نشرت مقالاً لعالمين إسرائيليين، في الرياضيات". وذكر الخبر أن العالمين هما: "البروفسور أليكس لوبوتسكي من الجامعة العبرية، والبروفسور جادي قوزمة من معهد وايزمن للعلوم". وأشارت صفحة الخارجية الصهيونية الى ان لوبوتسكي قال لموقع واينت: "أن إذابة الجمود في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين قبل 40 عاماً بدأت بلعبة تنس الطاولة، آمل أن نشر المقال يبشر بتغيير العلاقات بيننا وبين السعودية". وأضاف، أنه يأمل في إن يكون بالإمكان في عام 2022 "عقد مؤتمرنا السنوي مع الجمعية السعودية للعلوم الرياضية في "اورشليم" (القدس المحتلة)! في المجال الإعلامي هناك التنسيق والتعاون بين الطرفين، والذي يزداد يوماً بعد آخر، فعلى سبيل المثال، نشر الاعلامي السعودي المتصهين عبد الحميد الغبين مقالاً له في صحيفة (يسرائيل هايوم) أو (إسرائيل) اليوم في أواخر شهر آب الماضي (2019)، التي تعتبر مقربة جداً من رئيس الوزراء بنيامين نتناهو، هاجم الغبين في هذه المقالة الأردن متهماً النظام الأردني بعرقلة جهود الرياض في تحسين العلاقات مع الكيان الصهيوني ودافع عن رؤية بن سلمان للتسوية وصفقة القرن.. علماً ان مالك الصحيفة وناشرها هو الثري اليهودي. الأمريكي، شيلدون الذي ينكر وجود الشعب الفلسطيني!
2ـ محاولة كسر وتحطيم القيود الثقافية والاجتماعية وحتى النفسية للمجتمع السعودي وللمجتمعات العربية، التي تحول دون التطبيع مع العدو، والتي تشكل أيضاً عقبة كأداء أمام إمكانية انصهار العدو واندماجه في نسيج المنطقة الاجتماعي، ويجري تكسير هذه القيود من خلال تحطيم ركائز المجتمع الثقافية والعقيدية عبر التطبيع الثقافي، وعبر أساليب أخرى ومنها:أولاً: كسر القيود بين الطرفين عبر التواصل المكثف بين المثقفين وإعلاميين الصهاينة والسعوديين، والمتمثل بالزيارات العلنية المتبادلة، وأيضاً السرية، فقبل فترة نشر صحفي صهيوني صوراً له وافلاماً، عن زيارته للسعودية، ومن مكة والمدينة المنورة، بل ومن قرب مرقد الرسول الأكرم (ص)، حيث يفتخر بأنه صهيوني يتواجد في هذا المكان المقدس! ثم زار وفد عربي من دول الخليج من ضمنه من المتحمسين السعوديين للتطبيع، استقبله أطفال الفلسطينيين بالبصاق على وجهه وشماغه، وبالأحذية، عندما حاول الاستعراض بالتجول علنا في القدس المحتلة، وأقصد محمد سعود الصحفي المتصهين والمطبع المقرب من محمد بن سلمان، الذي يواصل نشاطاته المثيرة للجدل في 4/12/2019 "استضفت أصدقاء يهود في منزلي بالرياض هما آفي، وبين، أصدقاء رائعون وعزيزون جداً !!". وأضاف سعود: "آمل أن أرى المزيد من الأصدقاء اليهود يقومون بزيارتنا الى المملكة العربية السعودية للتعرف على حضارة وتاريخ بلادي المميزة"!! وختم هذا المطبع بالعبارة التالية: "قلبي ومنزلي مفتوح للجميع أهلاً وسهلاً بكم"! (يا آل صهيون، هذا هو حال لسان هذا المتهصين السعودي)؟؟
ثانياً: ومن الأساليب أيضاً لكسر وتحطيم القيود الثقافية والاجتماعية للمجتمع في مملكة ال سعود، هو نشر التحلل وعدم الالتزام الأخلاقي والقيمي في هذا المجتمع من خلال إقامة حفلات الترفيه، التي يتخللها الاختلاط ونزع الحجاب والرقص والأحتكاك بين الشباب، لدرجة أن شارك بن سلمان نفسه وبن زايد في بعض هذه الحفلات الماجنة، ويدخل في هذا الجهد السعودي، استدعاء المغنيين والمغنيات الغربيات والراقصات الماجنات من بلاد عربية وغربية ومن أمريكا لإحياء مثل هذه الحفلات المذكورة، والقصة باتت معروفة!
وهنا أيضاً تجدر الإشارة إلى ما قام به المطبع السعودي المشار إليه محمد بن سعود بنشره مقطع فيديو على موقعه في تويتر في 8/12/2019، يظهر منه هو واليهوديان اللذان استضافهما في منزله بالرياض، وهم يغنون جميعاً (لاسرائيل) باللغة العبرية!! وظهر محمد بن سعود متحمساً جداً وهو يغني أغنية المغنية اليهودية (هافا ناجيلا).. وبدون شك أن هذه الأغاني وهذه الزيارات تجري بمباركة وأمر مباشر من سلمان بن عبدالعزيز وابنه الطائش محمد، فهذه البداية والمراد لها هذه الأغاني المشتركة لتنطلق إلى الأماكن العامة حتى تصبح أمراً مألوفاً لدى المجتمع، وبالتالي تتحول الى جسر للاختراق الصهيوني الثقافي ليس المجتمع، وبالتالي تتحول إلى جسر للاختراق الصهيوني الثقافي ليس للمجتمع السعودي وحسب، وإنما لكل المجتمعات العربية والإسلامية.
ثالثاً: تكريس هذا التعاون الثقافي بين الطرفين وهذا الاختراق الصهيوني لقيم وعادات وتقاليد المجتمع ومحاولة تحطيمها، في أذهان الرأي العام داخل السعودية وخارجها، من خلال تكرار والإكثار من طرق المسامع باخبار ونشاطات التعاون المذكور فعلى سبيل المثال، روجت وسائل الإعلام العربية يوم 23/11/2019 لخبر، عن لجوء مؤسسات حكومية سعودية إلى التعاون مع شركات (إسرائيلية) في مجال الترجمة من العربية إلى الانجليزية وبالعكس، وذلك ما أكدته أوساط صهيونية، فهذا العمل ثم الترويج له يدخل في إطار ترويض المجتمع وتدجينه على قبول العدو والتخلي عن معتقداته وقيمه التي ترفض القبول بالإذلال والاغتصاب! وإلا فان الشركات العربية والسعودية المختصة بالترجمة كثيرة لا تحصى ولا تعد. ومثال آخر، نشرت صحيفة معاريف الصهيونية يوم 1/12/2019 مقالاً للكاتب المختص في الشؤون العربية الصهيوني جاك خوجي ضمنه أهم ما تطرق إليه في حديثه مع (مثقف) سعودي رمز له بالحرف (ع) وصل في زيارة إلى الكيان الصهيوني بدعوة من وزارة الخارجية الصهيونية.. يقول خوجي..أن (ع) المثقف السعودي "ليس مستعداً لأن يدفع ضريبة سياسية للفلسطينيين فيقاطع (إسرائيل)، كما أن فكرة السلام لدى المصريين والأردنيين لا يستطيبها. فبرأيه مسموح للسعوديين أن يتصلوا باليهود، أينما كانوا دون أن يعتذروا عن ذلك"! ويضيف خوجي قوله عن (ع) أنه أي (ع) "هاجم الفلسطينيين لما يفعلونه من ربط العرب كلهم بكفاحهم الوطني، فلا أنه بسبب أقلية في الأمة العربية يفوت السعوديون الفرصة لتطوير العلاقات مع (إسرائيل). لقد كانت للفلسطينيين فرصة لدولة في 1947، يقول (ع)، ولما كانوا رفضوها، فلا داعي لأن يشتكوا، أما المصريون والأردنيون فيتهمهم (ع)، بتشجيع الكراهية. كان يتعين عليهم أن يقدموا إلى المحاكمة منذ البداية كل من يروج لكراهية إسرائيل إذا كانوا اختاروها صديقة لهم". خوجي يضيف القول عن مزاعم (ع) الذي أظن انه محمد بن سعود المتصهين المشار إليه، أو أحد الأمراء السعوديين، بادعاء هذا المتصهين، أن المواطنين السعوديين العاديين أرادوا على مدى السنين إقامة علاقات مع (إسرائيل) رغم القضية الفلسطينية، ولكن إخراج هذا الموقف مع الخزانة هو الأمر الجديد!!.
3ـ تسويق العدو إعلامياً، وقد أشرنا إلى جانب من هذا النشاط فيما يخص التطبيع الثقافي، فمن مهام التعاون الإعلامي السعودي الصهيوني، هو تسويق العدو بالصورة (الحسنة والجذابة)، وإخفاء حقيقة تجاعيد وجه هذا العدو الإجرامية والعدوانية للعرب والمسلمين، ولمقدساتهم، ذلك من خلال تبادل النشاط ألأعلامي المشترك، والترويج إعلاميا للتعاون بين الطرفين، فالسعوديون يواصلون المديح للعدو، والصهاينة يشيدون بالسعوديين ويروجون ــ لشهاداتهم وإطراءاتهم على العدوــ وهكذا من أجل كسر القيود النفسية والعقيدية للأمة وتدجينها على تقبل وعلى التسليم بواقع العدو الصهيوني كجزء من نسيج وواقع الأمة والمنطقة، فعلى سبيل المثال: قالت الباحثة الصهيونية ميكي أهرونسون في مقالها على موقع نيوز ون الإخباري في 24/11/2019 حول القمة الإقليمية لاقتصاديات الشرق الأوسط التي عقدت مؤخراً في الدوحة العاصمة القطرية، أنها حضرت في هذه القمة، وزعمت أن الحاضرين تفاعلوا مع حضورها وما إلى ذلك من الادعاءات. أما مؤسس مركز التراث الصهيوني مايك إيفينيس فقد قال في خطاب له أمام مؤتمر لصحيفة جيروز اليم بوست في نيويورك يوم 16/6/2019، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أكثر دعماً (لإسرائيل) من الكثير من اليهود!! كما سبق وان ذكرت صحيفتا معاريف العبرية وول ستريت جورنال الأمريكية في شباط الماضي أن محمد بن سلمان أسند إلى مستشاره السابق سعود القحطاني مهمة خاصة، تمثلت في تجميل صورة (إسرائيل) لدى الرأي العام السعودي!!.
أما في الطرف المقابل، فالصحف الأمريكية والصهيونية تنقل عن المسؤولين السعوديين إعجابهم بالكيان الصهيوني، سيما عن تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق، وعن مسؤولين سعوديين لم يذكروا أسمائهم، وعن إعلاميين وناشطين في منظمات المجتمع المدني.. أكثر من ذلك أن المتصهين السعودي مار الذكر محمد بن سعود الإعلامي والناشط في الترويج للتطبيع مع العدو، سجّل فيديو عبر فيه دعمه الكامل للكيان الصهيوني في عدوانه الأخير على قطاع غزة واغتياله لأحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي، وهو الشهيد ابوعطا، حيث قال في هذا التسجيل "إلى مواطني إسرائيل أنا موجود هنا في الرياض بالسعودية، أريد أن ادعوا لكم بالنصر بالحرب على الإرهاب"! على حد قوله.. وأضاف "أنا أدعم إسرائيل واليهود وحكومة بنيامين نتنياهو بأن ينتصروا على الإرهاب" على حد زعمه وقوله.. وهو ما يؤكد تبنيه للرواية الصهيونية ومحاولة تسويقها للرأي العام في السعودية وفي خارجها !
4ـ بناء الجسور الاقتصادية بين الكيان السعودي والكيان الصهيوني، وفي هذا المجال قطعت العلاقات بين الطرفين شوطاً كبيراً تحدث عنه الصهاينة أنفسهم بإسهاب وبغبطة كبيرة وفرحة عارمة، حيث يقولون أن شركاتهم فاعلة الآن في السعودية وتتحرك بحرية وبأسمائها وعناوينها الصهيونية دون خوف أو تردد أو محاولات لإخفاء الهوية كما يحصل في السابق، وكان محمد بن سلمان ومنذ توليه ولاية العهد في تموز 2017 رسم صورة المستقبل العلاقات الاقتصادية بين الرياض وتل أبيب وقال لمجلة ذا اتلانتيك الأمريكية في 2/4/2019 "أن إسرائيل تشكل اقتصادا كبيراً مقارنة بحجمها" وأضاف كما أن اقتصادها متنام، ولعل هناك كثير من المصالح الاقتصادية المحتملة التي قد نتشاركها مع (إسرائيل). وحتى كان هناك سلام منصف فحينها سيكون هناك كثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي ودول كمصر والأردن"! على حد قوله. ويبدو أن عبارته عن السلام المنصف، للاستهلاك المحلي، فالعلاقات الاقتصادية تتطور آفاقها بين الطرفين بسرعة هائلة كما أسلفنا..
واللافت أن بن سلمان يتابع شخصياً تأثير هذه الرسالة التطبيعية مع العدو على الرأي العام من أجل الانتقال إلى مرحلة الإعلان الرسمي عن هذا التطبيع مع العدو، هذا ما كشف عنه حساب (العهد الجديد) في تغريدته على تويتر في 7/12/2019، حيث قال (العهد الجديد) أن تقريراً رُفع مؤخراً من مركز التواصل والاستشراف المعرفي، المعني بتحليل سلوكيات المجتمع، إلى ولي العهد محمد بن سلمان، وخلص هذا التقرير إلى أن "السعودية باتت مهيأة الآن لإعلان علاقتها مع إسرائيل، وأنها قد تجاوزت الضغوط الشعبية"! على أن إثارة مثل هذا التقرير، يدخل في إطار محاولات النظام السعودي تدجين المجتمع في السعودية ومحاولة قياس ردود الأفعال، ليؤسس على أساسها الخطوة اللاحقة في هذا المجال، لأن كل المعطيات الميدانية تؤكد رفض الشارع في السعودية للتطبيع مع العدو الصهيوني، ذلك كما تقول وتؤكد الكثير المصادر الإعلامية المختصة بالشأن السعودي.
ولكن لماذا يصر الصهاينة على التطبيع الشعبي!؟ والذي تجسد في مطالبة نتنياهو قبل حوالي السنتين، أنظمة الخليج وبالأخص النظام السعودي، وبشكل علني بالقول ما معناه أن التطبيع مع الأنظمة قد تحقق وقطع شوطاً كبيراً حتى وصل إلى التحالف الأمني والعسكري والاقتصادي وعلى كل الأصعدة مع كيانه الاحتلالي، لكن المهم، هو التطبيع الشعبي، مطالباً الأنظمة الخليجية بإقناع شعوبها بهذا التطبيع، ذلك لأن التطبيع الشعبي :-
أولاً: يرسخّ للعدو نفوذه واختراقه للمنظومات الاجتماعية والقيمية لهذه المجتمعات ويمكنه ذلك بالتالي من تدميرها وتحطيمها وإنتاج مجتمعات مسخ تنسجم مع أهداف ومصالح العدو.
ثانياً: يمكنه أي العدو ومن صناعة جماعات وتيارات وأحزاب وحتى منظمات مجتمع مدني، ويهيئ لها الظروف المناسبة، لترسيخ وجودها وتأثيرها في الوسط الاجتماعي، وبالتالي تمكين العدو من خلالها التحكم بقيادة هذا المجتمع وتوجيهه سياسياً وعلى كل الأصعدة بالشكل الذي يتناسب مع مصالح هذا العدو.
ثالثاً: التطبيع الشعبي، يساعد العدو الصهيوني في التغلغل في بنية البلدان المطبعة العسكرية والأمنية وتدميرها، وفي التغلغل في البنية الاقتصادية، وتدمير الصناعات والمعامل، وتوظيف إمكانات هذه البلدان الحالية وغير المالية في تطوير منظومات العدو الاقتصادية وغير الاقتصادية. أكثر من ذلك توظيف كل عناصر قوة هذه البلدان في مواجهة أعداءه مثل إيران ومحورها.
رابعاً: التطبيع الشعبي سوف ينهي بنظر الصهاينة قضية فلسطين والقدس والى الأبد، وذلك بإنتاج جيل أو أجيال فاقدة للذاكرة وناسية بل ناكرة لحضارتها وتاريخها وحتى جغرافيتها !!
ارسال التعليق