آل سعود وعدائهم للاسلام ديناً وعقيدتاً وتراثاً.. مسلسل متواصل
[حسن العمري]
* حسن العمري
الاستعمار البريطاني كان ولا زال وسيبقى يرى في الإسلام السد المنيع لتحقيق مآربه الاستعمارية في منطقتنا الاسلامية، ومن هذا المنطلق استهدف البلدان الخليجية قبل غيرها لضعف حكامها وقام بتنصيب من يمتثلون لأوامره متى شاء.. فتم الأعداد لإختيار من يحكم الجزيرة العربية بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ليكونو انموذجاً لما يريدونه من سلطة منحرفة باسم الإسلام فوقع الاختيار على محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود للتوقيع على اتفاقية شركة نحو حرف الأمة من طريقها الصواب وتمسكها بالاسلام الصحيح تحت يافطة "تصحيح عقيدة الناس" فيما الهدف هو العكس تماما.. فكان "ميثاق الدرعية" في عام 1157هـ الموافق 1744م الذي يُعتبر الميثاق الأساس الذي نشأت عليه الدولة السعودية.. هو نطفة الفتنة وسفك الدماء بين أبناء الأمة عبر وليدها غير الشرعي "الوهابية" بذريعة القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل ذلك باللسان والسنان.. لتنتشر الدعوة "السلفية" في الجزيرة العربية وغيرها من بلاد المسلمين.
سائر البلدان الخليجية تم اختيار من يحكمها على الطريقة ذاتها لكن دون الحاجة لعلماء فاسدين يكونون ظهيراً لهم بعد أن تم تثبيت الانحراف الديني في بلاد الحرمين الشريفين عبر تسليط آل سعود على الرقاب ويكون سائر حكام البلدان الخليجية تبعاً لهم في كل شاردة وواردة بحرف الأمة عن مسارها القيم والمستقيم وقيمها الاسلامية والعربية وهو ما نشاهده طيلة العقود الماضية بل منذ تولي محمد بن سعود على السلطة في الحجاز ونجد وفق "ميثاق الدرعية" المشؤوم وذلك بتاريخ 30 جمادى الثاني 1139هـ الموافق ليوم 22 فبراير 1727م ليكون تاريخاً "يوم التأسيس للدويلة السعودية الأولى"
سألوا "غاندي" ذات مرة، متى الانسان يفقد شرفه؟ اجاب قائلا: عندما يأكل خيرات بلده وينتمي الى بلد آخر (أي يكون عبداً ومطيعاً لقرارات بلد آخر).. حكام الأنظمة الوظيفية في الدول العربية وعلى رأسهم آل سعود ومن لف لفهم هم عملاء مرتزقة للماسونية العالمية التي جاءت بهم الى سدة الحكم منذ حوالي ثلاثة قرون ليعيثوا في أرض الحرمين الشريفين والمعتقدات الإسلامية الفساد ويفتتوا شمل العباد ويفرقوا بين الأمة الى فئات مزيفة إصطنعها الاستعمار البريطاني الماكر فكان للفرقة الوهابية والسلفية الحجم والنصيب الأكبر في هذا المجال والحصة الأوفر في جني المال لحرف المسلمين عن صحيح المسار، الى جانب محو آثارهم وتهديم تراثهم وهو ما نشهد حدوثه منذ العهد الأول لسلطة بني سعود على شبه الجزيرة العربية وحتى يومنا هذا.
أسسوا فرق ضالة مضلة مزيفة منحرفة لتمزيق أوصال الأمة ونجحوا في الكثير من محاولاتهم حيث الدمار لحق بالتراث الاسلامي في بلاد الحجاز ونجد وتحولت مكة المكرمة من قبلة للمسلمين وملاذاً لوحدتهم وتعاونهم وتآزرهم وكلمتهم، الى مدينة زجاجية مسخة مقارنة بالجو الطبيعي المحاط بها، فمن الأبنية الشاهقة الى الفنادق ذات السبع نجوم مرورا ببرج الساعة الذي قزّم كل بناء تحته.. تحولت مكة الى لاس فيغاس الشرق، مكتسبة خاصيات غربية نصرانية يهودية لا تمت لها بصلة وبعيدة عنها كل البعد.. حيث يتذرع آل سعود بأن مكة لم تصنف كموقع من مواقع التراث العالمي في قائمة منظمة يونسكو، وأن السلطات حرة في ترميمها وإعادة تصميمها بدون خرق القوانين الدولية، وذلك لضمان سلامة الملايين من الحجاج، الذين يسافرون اليها كل عام.. متجاهلين أن أكثر الحوادث المروعة التي طالت الحجيج حدثت خلال السنوات الأخيرة التي طال مكة المكرمة ومن حولها التغريب عن بيئتها الاسلامية.
عقدوا العزم على تدمير كل ما له صلة بالرسالة الاسلامية والنبي الأكرم من قريب أو بعيد في مساعٍ مشعودة منها لطمس الهوية الإسلامية للجزيرة العربية ومعالمها التاريخية خاصة مدينتي مكة والمدينة بشكل مبالغ فيه.. ومؤسساتها الدينية الذراع المساند والمساعد في كل هذا الاجرام تدعي أن تقديس بعض تلك الأماكن ليس من الإسلام ويعتبر "بدعة" يوجب تخريبها وطمسها بشكل متعمد، والسماح لبناء المرافق الصحية والفنادق الضخمة ومنها بناء مجمع "برج الساعة" الفندقي والذي تتراوح طوابقه بين 42 و48 طابقا خصيصاً لأصحاب الثروة لاقامة سهراتهم فيها وهم يشرفون على الكعبة الشريفة دون رادع رغم وجود حرمة كبيرة لذلك، بعد هدم سلطات آل سعود للعديد من المساجد التي يعود تاريخها الى عصر الرسول الأكرم، وكذا بيت ولادة الصادق الأمين محمد صلوات الله وسلامه عليه وبيت أم المؤمنين خديجة وبعض الصحابة.
الأمر لم ينته أو يتوقف عند هذا الحد فما لحق بمدينة الرسول كان واسع وبشع أيضا، حيث السماح لاقامة الملاهي والمراقص ومحلات بيع الخمور، كما هو الأمر في "مدائن النبي صالح" حيث الحفلات الساهرة الماجنة المختلطة دون رادع ديني أو اجتماعي أو استحياء أو أدب وسط صمت المؤسسة الدينية ما تشهده "ديار الذين ظلموا أنفسهم"،حيث الإنحطاط والانحلال الخلقي والاخلاقي بحجة دعم السياحة.. اختيار مدائن صالح وتحويلها الى مراقص مختلطة ماجنة حيث يتراقص الشباب والشابات على وقع انغام اغاني اجنبية ضمن حفلات "هيئة الترفيه" قرار اتخذه "بن سلمان" الذي فاق أسلافه بأبشع الصور في هدم الهوية الاسلامية للجزيرة العربية؛ يهدف الى إسقاط هيبة الحديث النبوي الصحيح حول خطر، وهو ما رواه البخاري في صحيحه بسنده، عن عبد الله بن عمر قال: "لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه، وأسرع السير حتى أجاز الوادي" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين".. هم أئمة الشر الذين يدعمون البدع والفسق والفجور ويتصدون للحق والحقيقة والدين القيم.. أخرجه مسلم وابن ماجه بدون ذكر، وأخرجه أبو داود، وجاء في صحيح الترمذي عن المحدث الألباني، ورواه ابن حبان والسلسلة الصحيحة، وأكده المباركفوري والشيخ ابن عثيمين، وجاء في تحفة الأحوذي و.. وهو ما نشهده منذ سطوة آل سعود على الجزيرة العربية مدعومين بفتاوى دعاة السلطة وعشاق الدرهم والدينار ووعاظ البلاط الذين يطلق عليهم اليوم "هيئة كبار العلماء"..
يقول سفيان بن عيينة: "من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا (الحكام) ففيه شبه من النصارى". فاليهود كان لديهم العلم لكنهم ضلوا وأضلوا على علم فغضب الله عليهم، فالعلماء الذين يفسدون وهم لديهم العلم تشبهوا باليهود بهذا النوع من الفساد. وأن من فسد وضل من عُبَّاد هذه الأمة (أي حكامها ومن يلوذ بهم) ففيه شبه من النصارى الذين عبدوا الله على جهل حيث يقول الله تعالى عنهم في القران الكريم "وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا"- سورة الحديد الآية 27.. فقد صرف "بن سلمان" المتهور الأرعن مليارات الدولارات على المنكرات والرذيلة والرقص في منطقة "العلا" على مقربة من مدينة الرسول المصطفى، وحولها الى مستنقعات للعهر والانحلال رقص وشرب وعري بحجة دعم السياحة، ناهيك عن مهرجانات الرياض الراقصة الماجنة المختلطة، وسواحل جدة القريبة من مكة المكرمة تشهد التعري المختلط من كلا الجنسين وسط حفلات سكر فاضحة.. ليسبق بذلك أسلافه في "الاسلاموفوبيا" في الجزيرة العربية قبل سائر بلدان العالم.
ارسال التعليق