أجندات الصهاينة في عدوان التحالف السعودي على اليمن
[عبد العزيز المكي]
الحضور الصهيوني في العدوان السعودي الإماراتي على اليمن وشعبها المظلوم لم يكن خافياً، فمنذ بدايات العدوان قبل أكثر من خمس سنوات تحدثت التقارير من مشاركة خبراء ومستشارين صهاينة إلى جانب نظرائهم الامريكان في غرف عمليات قيادة "التحالف" السعودي الإماراتي، بل وتحدثت التقارير عن مقتل عدد من هؤلاء الخبراء الصهاينة والأمريكان في أول ضربة بالصواريخ البالستية وجهها الحوثيين إلى قاعدة خميس مشيط الجوية في نجران، قبل أربع سنوات أو أكثر تقريباً.. ثم بعد ذلك تواترت التقارير عن الدعم اللوجستي بالأسلحة والمعدات العسكرية، لكيان الصهيوني للنظامين السعودي والإماراتي في عدوانها على الشعب اليمني، لدرجة أن عدداً من المسؤولين الصهاينة تحدثوا علانية وصراحة عن وقوفهم ومساندتهم للسعودية في موجهة جماعة الحوثي بحجة أن الحوثيين "يتبعون إيران" أو ما شابه ذلك.. أكثر من ذلك أن الأوساط الإعلامية الغربية أو بعض منها تحدث أن بعض الطيارين الصهاينة يشاركون بطائراتهم الحربية قوى "التحالف" السعودي في العدوان على اليمن، بعد طليها بالعلم السعودي، وإزالة نجمة داوود عنها، حتى أن بعض هذه التقارير أشارت إلى أن القصف الذي استهدف مخازن الصواريخ في جبال نهم قرب صنعاء قبل ثلاث سنوات وأدى إلى حريق هائل تم بقنابل نتروجينية صهيونية ألقاها طيار صهيوني من طيارته المطلية بالعلم السعودي أو الإماراتي، وقالت تلك التقارير أن العدو جرّب لأول مرة هذه القنابل التي راح ضحية ذلك العشرات من أبناء صنعاء من الأطفال والنساء والشيوخ حيث تفحمت جثث بعضهم، وتلاشت أشلاء البعض الآخر، نتيجة فعل هذه القنابل المدمر!!
وهكذا ظلت حقيقة المشاركة الصهيونية في هذا العدوان، يوماً بعد آخر، حتى بات الحديث متواتراً عن حضور الصهاينة وجنرالاتهم، في مسرح العدوان على الشعب اليمني، بحيث أن حلفاء الأمارات من المرتزقة اليمنيين من المجلس الانتقالي، كهاني بن بريك وغيره، أعلنوا مؤخراً أنهم لا يمانعون التطبيع مع العدو الصهيوني، مبدين استعدادهم للتعاون معه على كل الأصعدة في رسالة واضحة للعدو الصهيوني، من أجل الموافقة عليهم ودعمهم ودعم أهدافهم وطموحاتهم في تقسيم اليمن وفصل الجنوب عنه.. وقد شكل هذا الإعلان محاولة تسويق واضحة لتقبل حضور العدو الصهيوني وبشكل علني في الجنوب اليمني، وفعلا لم تمضِ الّا أياماً قلائل حتى أعلن عن لقاءات سرية بين قيادات المرتزقة في الجنوب وجنرالات صهاينة، وفي هذا السياق نقلت العديد من المواقع اليمنية الالكترونية عن مصادر استخباراتية في الساحل الغربي اليمني، أنها كشفت عن وصول قيادات "إسرائيلية" برفقة عدد من الضباط الإماراتيين إلى مدينة المخاء في الساحل الغربي غربي اليمن.
وأكدت المصادر أن قائد ما يسمى حراس الجمهورية، طارق عفاس التقى يوم 5 تموز 2020 هرتزي حليفي قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الصهيوني، وقائد العدوان على غزة في 2018، وبرفقة عدد من الضباط الصهاينة، وبحضور ضباط إماراتيين في غرفة عمليات الساحل الغربي بمدينة المخاء عقب وصولهم من العاصمة المؤقتة عدن. وأثناء اللقاء أوضح المصدر أن طارق عفاش أطلع القيادات الصهيونية والإماراتية على سير العمليات العسكرية في الساحل الغربي، مضيفاً أن الاجتماع ناقش ضرورة تأمين الساحل الغربي. كما لفتت المصادر إلى أن القيادي الصهيوني هرتزي هليفي، أكد على أهمية تأمين ميناء المخاء من جهة محافظة تعز، في إشارة إلى توجيه طارق عفاش بالتحرك العسكري للسيطرة الكاملة على الحجرية والتربة في المحافظة!! وهو ما حصل فعلاً إذ تحرك هذا الأخير بقواته للسيطرة على هاتين المنطقتين!! ولفتت المصادر المذكورة أن لقاء المخاء سبقته لقاءات عديدة تمت بين قيادات صهيونية ومرتزقة الأمارات في عدن وفي جزيرة سقطري!!
التحرك الصهيوني الآنف يكشف ويؤكد جملة أمور في حقيقة العدوان السعودي الإماراتي على الشعب اليمني، وقد تفسر لماذا لا يوقف هذا العدوان الحرب على الشعب المظلوم، لتنتهي معاناته ومآسيه الإنسانية، ومن هذه الأمور ما يلي:-
1ـ إن العدو الصهيوني والولايات المتحدة هما اللذان يديران العدوان على الشعب اليمني، أما النظامان السعودي والإماراتي ومرتزقتهما من اليمنيين والسودانيين والمصريين من غيرهم فهم ليسوا إلا أدوات تنفذ مآرب وأهداف الصهاينة والأمريكان، ومن أهم هذه الأهداف السيطرة على الجغرافيا اليمنية، لأنها تتمتع بموقع استراتيجي مهم جداً، بسبب إطلالتها على البحار، وإشرافها على مضيق باب المندب، ممر التجارة العالمي المهم بعد أهمية مضيق هرمز في الخليج، هذا من جانب ومن جانب آخر، السيطرة على ثروات هذه البلاد، التي ما زالت بكراً لم تستغل خصوصاً الثروات النفطية والمعادن.. ففي ما يخص البعد الاستراتيجي للجغرافيا اليمنية، فهذا ما كتب عنه الكثير من الخبراء والكتاب وتحدث عن أهميته الكثير من المسؤولين والخبراء الصهاينة والأمريكان.. حيث أشاروا وأشارت الدراسات والتحليلات إلى أن الأطماع الصهيونية في السيطرة على مضيق باب المندب ليست وليدة اليوم بل تمتد في عمق الزمان من يوم ولادة هذا الكيان الغاصب المشؤومة في عام 1948، وعلى خلفية هذه الأطماع قام العدو بالتسلل الى أفريقيا بعد حرب 1967، ووسع نفوذه هناك، ثم طور علاقاته مع أريتريا وأقام قواعد عسكرية هناك، لدرجة انه كان له الدور في إقدام اريتيريا على احتلال جزيرة منيش اليمنية في عقد الثمانينات، حيث أشارت التقارير حينها أن العدو الصهيوني ينوي إقامة قاعدة عسكرية في الجزيرة .. وهذه الخلفية تشكل بنظر أغلب الخبراء والمحللين العسكريين واحدة من أهداف العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي الإماراتي الحالي على اليمن، ولذلك تتحدث التقارير اليوم عن تواجد وحضور صهيوني عسكري وامني سري في جزر سقطري وميون وغيرهما من الجزر الاستراتيجية القريبة من مضيق باب المندب، بعد احتلالها من قبل العدوان السعودي، وما يؤكد هذا الحضور وتلك الإطماع الصهيونية، هو الترحيب الصهيوني بسيطرة الانتقالي الموالي للإمارات، والذي سبق وأعلن استعداده للتطبيع والتنسيق والتعاون مع الكيان في المجالات العسكرية والأمنية، ففي هذا السياق، قال المستشرق الصهيوني، ومحرر الشؤون الفلسطينية والعربية في القناة12 التلفزيونية العبرية، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ووثيق الصلة بأجهزة الأمن الصهيونية، ايهود يعاري في تقرير له للقناة المذكورة "أن الخبراء الأمنيين والعسكريين" الإسرائيليين "تابعوا عن كثب ما حصل قبل ثلاثة أسابيع حين سيطر عدة مئات من مقاتلي الحركة الانفصالية في جنوب اليمن على الجزيرة، ورّحلوا الحاكم اليمني ومسؤوليه بالقوارب، بجانب أفراد الحامية الجالسين هناك، في العاصمة الصغيرة حديبو، ثم الإعلان في إنشاء حكم ذاتي، حيث تقف وراء هذه الخطوة السريعة دولة الأمارات العربية المتحدة التي تدرب القوات الانفصالية"... وشرح يعاري أهمية جزيرة سقطري في الاستراتيجية الصهيونية بشكل مفصل ومما جاء في حديثه بهذا الخصوص : أن "جزيرة سقطري تستحوذ اليوم على اهتمام وانتباه المنظومة الأمنية الإسرائيلية بسبب الأحداث الأمنية والعسكرية الدائرة حولها، وبالقرب منها فهي اكبر جزر الارخبيل على بعد 370 كم قبالة سواحل اليمن، و240 كم قبالة سواحل الصومال، ويبلغ طوله 130 كيلومتراً، وعرضه 50 كيلومتراً، مع وجود 70 ألفاً فقط يعيشون فيها، يتحدثون لغتهم الخاصة، وكانت فيها قاعدة بحرية سوفيتية". وبعد أن أشار يعاري إلى هيمنة الجزيرة على ممرات الشحن من والى البحر الأحمر، والى أهميتها الاستراتيجية الهائلة التي قال إنها تحظى بمراقبة من أجهزة الأمن الصهيونية.. أوضح: أن "المعلومات الإسرائيلية تؤكد أن أكثر من ثلث الغطاء النباتي في سقطري لا يوجد في مكان آخر بالعالم، بجانب اكتشاف أشجار دم التنين المستخدمة في استخراج زيت الراتينج الأحمر لصنع مستحضرات التجميل، وتوفر الكثير من الشعاب المرجانية بجميع الألوان وعشرات أنواع الطيور".
وفي سياق حديثه اعترف يعاري بدور الكيان الصهيوني في دعم قوى العدوان السعودي الإماراتي وبشكل صريح وبالقول: أن "المساعدة الإسرائيلية الأطراف الحرب في اليمن اليوم في القرن الحادي والعشرين، هي امتداد لما قامت به في حقبة الستينات من القرن العشرين، حين اعتاد سلاح الجو الإسرائيلي على إسقاط الإمدادات إلى المقاتلين القبليين، الذين شكل أبناؤهم وأحفادهم العمود الفقري للحوثيين وحلفاء إيران المقربين، وأصدقاء نصر الله- أمين عام حزب الله اللبناني- لأن الشيء الرئيسي أن إسرائيل لا تريد أن تقع سقطري في أيد معادية لها"!! وهذا ما يؤكد بوضوح أن سيطرة الأمارات على جزيرة سقطري، هي بمثابة أو تساوي سيطرة الكيان الصهيوني على الجزيرة، وتؤكد أن تلك السيطرة جاءت بأوامر صهيونية مباشرة للسلطات الإماراتية، وهو ما يفسر الانبطاح السعودي والسكوت بل المشاركة في قمع مرتزقتها في الجزيرة الذين يسيطرون عليها والمساعدة في سيطرة مرتزقة الأمارات عليها لدرجة ان بعض وزراء عبد زربه هادي الرئيس المنتهية صلاحيته والمخلوع، اتهموا السعودية صراحة بأنها متواطئة مع السيطرة الإماراتية على الجزيرة..
وعلى أساس هذه الخلفية ينصب الاهتمام الصهيوني بالساحل الغربي لليمن فالعدو يريد تأمين الساحل بكامله من خلال دعمه لمرتزقة الأمارات ليؤمن السيطرة التامة على مضيق باب المندب، وذلك ما يفسر تواجد القيادات الصهيونية العسكرية التي اشرنا إليها في بداية الحديث، ولقاءها بطارق عفاش، وتقديمها الدعم العسكري واللوجستي للأخير، لحسم الأمور هناك لصالح الأهداف والأطماع الصهيونية في اليمن!! سيما وان القناة الـ 12 العبرية في تل أبيب وصفت الدعم العسكري الصهيوني لطارق عفاش بأنه الأكبر في القرن الواحد والعشرين معتبرة إياه بأنه يخدم المصالح الإسرائيلية بتأمين خط الملاحة من مضيق باب المندب حتى مستوطنة إيلات على البحر الأحمر!!
2ـ القلق الصهيوني من الانتصارات التي يحققها الحوثيين في ميدان المعركة، وفي الرد على المجازر القصف الذي يرتكبه الطيران السعودي بحق أبناء الشعب اليمني المظلوم، وبنية بلاده التحتية وهذا ما عبر عنه صراحة بنيامين نتنياهو عندما وصلت صواريخ الحوثيين إلى جدة وينبع، إذ لم تبعد هذه المناطق عن عمق الأراضي المحتلة سوى مئات الكيلومترات، أقل من 300 كم، وبالتالي فأن المواقع الصهيونية المهمة باتت تحت طائلة اليد الصاروخية الضاربة للحوثيين، وقد تحدثت وسائل الإعلام تغطية وتحليلاً بشكل مسهب عما أسمته " خطر الحوثيين " على الكيان الصهيوني وعلى أمنهم.
ثم جاءت هزائم قوى التحالف وجيوشهم ومرتزقتهم في جبهات القتال لتعزز هذا القلق الصهيوني خوفاً من سيطرة الحوثيين وبقية الجيش اليمني المساند لهم على الساحل الغربي للبلاد وعلى مضيق باب المندب، إن تحقق ذلك فأنه سيشكل ضربة استراتيجية للعدو قاصمة باعتراف الصهاينة أنفسهم لأن ذلك سوف يتسبب في خنق هذا العدو إقتصادياً ويوقف تجارته المزدجرة حالياً مع الدول الإفريقية والسعودية، ومع بقية دول العالم وعلى خلفية هذا الخوف بل الفزع من احتمالات توالي الانهيارات العسكرية في جبهة العدوان نزل الصهاينة بكل ثقلهم لدعم قوى العدوان العسكرية المهزومة وهو ما يفسر الحضور الميداني لقيادات عسكرية رفيعة المستوى من الجيش الصهيوني في الساحل الغربي وإعطاء توجيهات لطارق عفاش حول إدارة المعركة هناك، في ميناء أو جبهات ميناء الحديدة تحديداً، كما مرّ بنا..
ويبدو لي أن هذا الحضور الميداني، الذي قلنا انه يعبر عن الفزع الصهيوني، يتمحور حول التحرك على محورين هما:
الأول: توحيد جبهات العدوان، واختيار اللقاء الصهيوني بطارق عفاش يعني أن الصهاينة حسموا أمرهم بالرهان على هذا الحصان، وبالتالي لابد من دعمه وتقويته، عبر تجميد الاقتتال الداخلي بين جماعات وتجمعات المرتزقة العسكرية والقبلية، أي بين جماعات مرتزقة السعودية ونظرائهم مرتزقة الإمارات، وحتى بين مكونات جماعات مرتزقة السعودية، أو بين مكونات مرتزقة الإمارات أنفسهم، فهذه الصراعات البينية بين مكونات المرتزقة مع بعضهم البعض أضعفت من جبهة العدوان، واعتبرها الخبراء العسكريون والأمنيون سبباً أساسياً من أسباب الهزائم التي تُمنى بها جبهات العدوان في هذه الأيام، ومن بين هؤلاء إعلان عفاش لأن بندقيته موجهة إلى صدور الحوثيين!! وذلك بعد زيارة ولقاء الوفد الأمني الصهيوني به موحياً بذلك أن بوصلة هذه البندقية موجهة لما اسماه "الميليشيات الإيرانية " يعني جماعة الحوثي!! مستخدماً نفس الأدبيات والمصطلحات الصهيونية والسعودية، أكثر من ذلك أن قواته التي قال إنها خسرت أكثر من 500 قتيل وأعداد كبيرة من الجرحى في المعارك الأخيرة، لم تشارك من الآن فصاعداً في معارك جانبية ضد هذا الفصيل أو ذاك! يضاف إلى ذلك أن التحركات العسكرية على صعيد محاولات تعزيز قوى العدوان السيطرة على المواقع الاستراتيجية في الساحل الغربي لليمن، أيضا يعزز ما اشرنا إليه، سيما وان التحرك جاء بناءا على توصيات واملاءات القائد الصهيوني هرتزي الذي التقى والثاني: تقديم العدو الصهيوني الدعم اللوجستي والعسكري لقوى العدوان بعد توحيد بندقيتها نحو المواجهة مع الحوثيين الذي يتقدمون على كل الجبهات تقريباً بوتيرة متسارعة..
ويبدو أن التحرك الصهيوني على هذا الصعيد جاء متسقاً ومتناغماً مع التحرك والتوجه الأمريكيين، والذي كشفت عنه مؤسسة راند للأبحاث الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع، البنتاغون في تقريرها، والذي حدد ثلاثة سيناريوهات لإدارة قوى العدوان وأمريكا للعدوان على الشعب اليمني، ورجحت المؤسسة سيناريو دعم آل صالح، أولاد أبناء أخ الرئيس السابق على عبد الله صالح، ولعل بروز نجم طارق يؤكد هذا التوجه.
وفضلاً عن ذلك، أنا لا استبعد أن يكون الزج بالقوات التركية البحرية في خليج عدن جاء بالتنسيق الخفي مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، ليأس أمريكا من السعودية والأمارات، وهذا ما اعترف به البنتاغون في وقت سابق أكثر من مرة، حيث أعلنت قيادات عسكرية أمريكية في الجيش الأمريكي قبل أشهر، أن الإمارات والسعودية باتتا غير قادرتين على تحقيق انتصار في جبهات القتال مع الحوثيين عسكرية وسيحقق الحوثيين انتصارات متلاحقة وهو ما حصل، ولذلك فأن رفد قوى العدوان بقوات تركية المتحمسة قيادتها للعب دور إقليمي كبير في المنطقة هو لسد ثغرة ضعف قوى العدوان الإماراتي السعودي على اليمن.
3ـ الخوف والقلق الصهيوني من تطور القدرات العسكرية المتسارعة للحوثيين والجيش اليمني، خصوصاً في مجالات الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، فهذان السلاحان يوماً بعد آخر يزدادان قوى في الدقة، وفي المسافات البعيدة، وكما اشرنا في ثنايا الحديث، ولقد عبّر الصهاينة بشكل صريح عن خوفهم من خلال صحفهم ومحلليهم عن هذا التطور في سلاح الحوثيين ودقة صواريخهم وطائراتهم المسيرة في إصابة أهدافها.. ففي هذا السياق كان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد حذر في أكتوبر عام 2019 " من أن إيران قد وضعت صواريخ دقيقة في اليمن قادرة على إلحاق الضرر باسرائيل" على حد قوله وزعمه. وعندما حدد القيادي في جماعة الحوثي اللواء أبوعلي الحاكم في 12 تموز 2020 بأن قوات الحوثيين أصبحت تملك أهداف هامة وحيوية ليس في الأراضي السعودية والإماراتية وحسب، بل وحتى في تل أبيب، أخذ الصهاينة هذه التهديدات على محمل الجد، وارتعدت فرائصهم.
فهذه صفحة "أنتيل تايمز" مدونة الاستخبارات الإسرائيلية، نقلت صورة بالعبرية لتصريحات رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اليمنية اللواء ابو علي الحاكم، مبدية تخوفها في التهديدات التي أطلقها.. أيضاً صحيفة ايديعوت إحرونوت الصهيونية تناولت تهديدات الحاكم، واعتبرت تلك التصريحات يجب أن تحمل على محمل الجد، لافته إلى أن المقاتلين اليمنيين يمتلكون القدرة العسكرية للوصول إلى جنوب الكيان الصهيوني والملاحة الصهيونية في البحر الأحمر.. وأشارت الصحيفة إلى آراء بعض المعلقين، حول قدرات الحوثيين وتطور قوتهم الصاروخية والاستخباراتية متوجسة من أن أي هجوم صاروخي أو طائرة بدون طيار على الكيان الإسرائيلي أو الإمارات يجب أن ينظر إليه على انه احتمال في الأسابيع المقبلة.
ارسال التعليق